الشركة المتحدة: تعاقدها مع النادي الأهلي المصري يغضب بعض عشاقه، فما السبب؟

وقد انتهى عقد الأهلي الحالي مع شركة “برزنتيشن”، التي حصلت على حقوق رعاية الأهلي في أكتوبر 2018 مقابل 510 ملايين جنيه لمدة أربع سنوات تنتهي بانقضاء الموسم الكروي الجاري.

وتلقى مجلس الأهلي العديد من العروض لرعاية فريق الكرة، لكن مجلس الإدارة وافق على منح حقوق الرعاية لصالح الشركة المتحدة للرياضة.

ويشمل العقد رعاية فريق الكرة وحقوق البث، وحقوق الرعاية، والسلع والمنتجات المرخصة، والإعلان خلال المباريات وكذلك ملابس الفريق الأول.

وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالجدل بعد الإعلان المقتضب عن التعاقد بين الشركة المتحدة وإدارة النادي الأهلي، إذ رأي البعض أن القرار يعد مثابة “عقد ملكية النادي للدولة”.

واقترح البعض أن “يتبرع النادي بجزء من عوائده للدولة اختصارا للموقف”.

فيما تساءل البعض عن حقيقة التعاقد، وهل هو “حق الرعاية” أم “تسويق وحصول على نسبة”؟

فيما رأى آخرون أن “الدولة تريد الاستفادة المادية من الأندية الكبيرة”.

ومن جهة أخرى، دافع مغردون عن العقد الجديد بين النادي الأهلي والشركة المتحدة، مؤكدين أن التعاقد “تسويقي ويخص الأمور المادية فقط”.

فيما رأى البعض أن “التعاون بين الجهتين أمر محمود” لكنهم ألمحوا إلى “اعتبارات سياسية وأمنية”.

كما أشاد آخرون بالصفقة معتبرين أنها “إنجاز كبير”.

وقد تحدثت مدونة بي بي سي ترند مع الناقد الرياض محمود الباهي، لاستيضاح تفاصيل وأبعاد الصفقة وما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

– وسألته أولا: هل الشركة المتحدة للرياضة هي الشركة المتحدة للإعلام؟

أوضح الباهي أن الشركة المتحدة للرياضة تابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ولكن لديها مجلس إدارة يختلف كليا عن الشركة المتحدة الأم.

وأضاف أن الجديد في عقد الرعاية هذه المرة أنه لم يحدد المقابل المادي لعقد الرعاية ولكنه حدد المدة فقط.

وأوضح أنه في السابق كان ذكر المقابل المادي في المواسم السابقة مصدر فخر للنادي أنه حصل على مقابل مادي معين مقابل الرعاية، ولكن لم يعلن النادي أي مقابل مادي هذه المرة، بعيدا عن الأرقام المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

–إذا، من المستفيد من هذه الصفقة؟

أي كيان اقتصادي هو المستفيد الأول من رعاية النادي الأهلي رغم خسارته للبطولات الرياضية هذا العام، ولكنه يبقى الفريق الأكثر شهرة في مصر وفي الوطن العربي، نظراً لقاعدته الجماهيرية الكبيرة.

–لماذا وقع النادي الأهلي مع الشركة المتحدة بالذات؟

لم يكن أمام إدارة النادي الأهلي خيار آخر غير الشركة المتحدة، وإلا كان قد أعلن عنه. وقد يكون السبب الأزمة المالية العالمية التي حدثت بعد وباء كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما ألقى بظلاله على الاقتصاد المصري، إضافة إلى عدم استقرار الدوري المصري وتلاحم المواسم.

–هل هناك علاقة بين استقالة شركة الكرة والتعاقد مع الشركة المتحدة؟

أعتقد أن هناك علاقة وخلافات ما حول التسويق والتعاقدات وعدد الصفقات وكيفية إدارة فريق الكرة والمدير الفني الحالي، وما عزز هذه التكهنات أن الإعلان عن التعاقد مع الشركة المتحدة جاء بعد استقالة شركة الكرة.

فالشركة المتحدة وسيط تسويقي، إذ تمنح النادي الأهلي مبلغا ماليا معينا اتفق عليه وفقا لنص العقد بينهما، وفي الوقت ذاته تجلب إعلانات للفريق وتحصل على نسبة منها.

–هناك من يقول إن الشركة المتحدة بهذا العقد تضع يديها على النادي الأهلي فما رأيك؟

هذا ليس صحيحا، لأن الشركة ليست لها علاقة بإدارة الفريق فنيا، فهي لا تتحكم في عدد الصفقات أو مصير مدير فني.

فالعلاقة بينها وبين إدارة النادي الأهلي مالية فقط، أما الأمور الفنية وقوة اللاعبين والمدربين فتخضع لرقابة أخرى من أجهزة أخرى، مثل وزارة الشباب والرياضة، أو الجهاز المركزي للمحاسبات في حال وجود مخالفات.

–وعلى الجهة الأخرى هناك أيضاً من يقول إن الدولة تدعم النادي الأهلي بهذا التعاقد، فما رأيك؟

ما يقال هو حماس جماهيري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن إدارة النادي الأهلي وسط الأزمة الاقتصادية التي تحيط بنا، وعدم وجود عروض أفضل، لم يكن أمامها خيار سوى الموافقة على هذا التعاقد.

وإن كان هناك يقول إن الدولة تساند النادي الأهلي، فعلى الجانب الآخر هناك من يقول إن الدولة أهدت إلى الزمالك بطولة الدوري، وإذا كان الأمر كذلك فأيهما أفضل لنادي الزمالك: أن تهديه بطولة أم تمنحه عروضا تسويقية تقوي موقفه المالي ليتمكن من التعاقد مع أفضل اللاعبين والمدربين؟