أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

غابت ابتسامة الإنسانية… وأشرق نور التواضع .. مقال بقلم الدكتور أحمد الحسيني

إيسايكو: غابت ابتسامة الإنسانية… وأشرق نور التواضع .. مقال بقلم الدكتور أحمد الحسيني

اللهم لا اعتراض على قضاتك وقدرك وقلت وقولك الحق في محكم تنزيلك «كل نفس ذائقة الموت»…. فالفراق حق لا بد أن تتجرع كأسه كل نفس على سطح هذه المعمورة سواء كان ملكا أو فقيرا، فبعض البشر عندما يرحل تنتهي مسيرة ح، ياته بآخر رمله تكسو قبرة والبعض الآخر عندما يرحل تبدأ مسيرة أخرى من الحياة والذكر الطيب والأعمال الخالدة التي تخلد وجوده في الدنيا، هؤلاء هم العظماء، فرحيل العظماء وفراقهم دائما موجع وآلامه كبيرة وعزاؤنا في ذلك هو سيرتهم العطرة وأعمالهم الخالدة، فرحيل حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح وغياب ابتسامة الانسانية علامة فارقة في التاريخ فبغياب هذا الرجل فقدت الكويت والأمتان العربية والاسلامية علماً من أعلامها، وأحد أبرز دعاة السلام والتعايش والتسامح في العالم، وقامة رفيعة شكلت على مدى عقود مضت علامة فارقة في دعم الوحدة الخليجية، وتحقيق أعلى مستويات التقارب والتضامن بين دول وشعوب المنطقة العربية، وخدمة لقضاياها العادلة.
فإن كان الموت غيب جسد أمير الانسانية الا أن العزاء في هذا الموضوع هو الرصيد الحقيقي الذي تركه في الدنيا من حكمة وسجل حافل بالعمل الانساني الذي توجه قائدا له وجعل الكويت بلدا للانسانية، ولم يقف عند هذا الحد بل شرع فقيدنا في وضع الكويت كحمامة للسلام بين دول العالم مناديا دائما بلغة الحوار والمحبة بين الدول والشعوب، وهذا ما جعله يتمتع بمكانة مرموقة على المستوى العالمي ويحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي والذي انعكس بدوره على الكويت وشعبها، فإن كان الموت غيب فقيدنا الا أن الشاعر يصور بهذه الأبيات يقول:
المـرء بــعد المـوت أحدوثة
يفـنى وتــبقى منه أثاره
فأحسن الحالات حال امرئ
تطيب بعد الموت أخباره
فاذا غابت ابتسامة الانسانية عن سماء الكويت وارضها.. الا أن الله سبحانه وتعالى عوض الكويت وشعبها بخير خلف لخير سلف بشروق شمس نور التواضع والعطاء، فبعد أن أدى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح القسم الدستوري حاكما للبلاد أشرق بذلك عهد ليس بجديد بل امتداد لعهد ذرية مبارك من حكام الكويت السابقين- رحمهم الله جميعا، فالنطق السامي الذي تفضل به حضرة صاحب السمو والذي قال فيه « وانني اذ أتصدى لحمل المسؤولية الجسيمة بروح الأمل والطموح لأعاهد الله وأعاهد شعب الكويت وأعاهدكم أن أبذل غاية جهدي وكل ما في وسعي حفاظا على رفعة الكويت وعزتها وحماية لأمنها واستقرارها وضمانة لكرامة ورفاه شعبها متسلحا بدعم ومساندة أهل الكويت المخلصين» فهذه الفقرة من النطق السامي تشير إلى ان الأمانة التي يحملها سموه ثقيلة وأن تحقيقها يتطلب تضافر الجميع ونبذل الخلافات العالقة بيننا وتوحيد الصف خلف سموه فمساندتنا لسموه اليوم تحتم علينا تلبية النداء بالسمع والطاعة حتى يحقق ما يصبو له ليكمل مسيرة العطاء نحو رفعة الكويت وعزتها.
تغريدة
عندما تتداخل المشاعر ما بين دموع الحزن في هذا المصاب الجلل على فقيد الأمة المغفور له باذن الله سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح -طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته- ومشاعر التفاؤل والأمل بتولي حضرة سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم الا أن في هذا المقام لا يسعنا الا أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يغفر لفقيدنا ويرحمه ويجعل الجنة مثواه، وان يوفق الله حاكمنا واميرنا وقائد مسيرتنا لما يحب ويرضى كما نتضرع للمولى عز وجل أن يرزق سمو الأمير البطانة الصالحة التي تعينه على حمل الأمانة.

د. أحمد الحسيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى