أخبار عاجلة

بالفيديو المليفي لـ الأنباء النظام | جريدة الأنباء


  • الكويت فعلياً لم تستفد من الأزمة فمازالت لدينا مشاكل الطائفية والقبلية والنزاعات الشخصية على حساب المصلحة الوطنية
  • رغم مرارة العدوان إلا أنه حمل وجهاً مشرقاً باتحاد الشعب الكويتي خلف قيادته لدعم الشرعية
  • موقف مصر في جامعة الدول العربية وما قام به الرئيس الراحل حسني مبارك موقف مشرف
  • تألمنا كثيراً من المواقف السيئة والسلبية والمعادية التي اتخذتها بعض الدول العربية تجاه الكويت
  • على منظومة دول «التعاون» تجاوز خلافاتها.. والتركيز على التكامل الاقتصادي والاهتمام بالإنتاج

 

أجرت الحوار: آلاء خليفة

استرجع وزير التربية ووزير التعليم العالي الأسبق والنائب السابق والمحامي د.أحمد المليفي ذكرياته عن الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت، مشيرا إلى أن هذا الاعتداء عندما جاء من دولة مجاورة أشعر الجميع بالصدمة.

وتحدث المليفي عما قدمه الشعب الكويتي من تضحيات فداء لتراب الوطن الغالي، معرجا بالحديث عن مواقف الدول المعادية والأخرى التي ساندت الشرعية الكويتية.

من ناحية أخرى، تحدث المليفي عن العلاقات الكويتية- العراقية الحالية ومستقبل تلك العلاقات، مطالبا وزارتي الإعلام والتربية بتوثيق فترة الغزو العراقي بشكل اكبر حتى تعلم الأجيال الحالية والأجيال القادمة عن تلك الحقبة التاريخية من تاريخ الكويت.

في البداية.. ما هي كلمتكم ونحن على أعتاب استذكار ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت؟

٭ 2 أغسطس 1990 ذكرى أليمة على قلوب جميع الكويتيين، أمر محزن حقيقة أن يعتدي جار على جاره بهذا الشكل البشع رغم أن الكويت وقفت مع العراق كثيرا وقدمت له الكثير من المساعدات في عدة أزمات، فضلا عن بشاعة العدوان العراقي الذي قام بالقتل والسرقة والنهب وممارسة أبشع أنواع التعذيب مما أدى إلى سقوط الكثير من أبناء الكويت الأبرار شهداء بعد أن قدموا أرواحهم فداء للوطن.

أين كنت عندما تلقيت خبر غزو العراق للكويت؟

٭ كنت في الكويت عندما تلقيت خبر غزو العراق للكويت، وبحكم عملي محاميا كانت لدى قضية في إحدى المحاكم صباح يوم الخميس وتلقيت اتصالا هاتفيا من زميلي المستشار خالد الهندي «رئيس دائرة بإحدى المحاكم» في تمام الساعة 7 صباحا يخبرني بألا أحضر إلى المحكمة بسبب أن الجيش العراقي دخل الكويت، وكنت حينها أسكن في منطقة الدسمة فصعدت إلى سطح المنزل وشاهدت طائرات الهيليكوبتر تحلق فوق قصر دسمان ورأيت العلم العراقي فوق الطائرات فعلمت ان الجيش العراقي أحكم سيطرته داخل البلد، وحينها شعر الشعب الكويتي بالخوف والقلق على المغفور له بإذن الله سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد وسمو ولي عهده الشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراهما، لكن عندما علمنا بخروجهما من الكويت شعرنا بالطمأنينة بأنهما بخير، وبقيت أنا وأسرتي بالكامل داخل الكويت خلال أشهر الغزو العراقي السبعة لحين تم التحرير.

كيف ترى فترة الغزو والملحمة الوطنية التي جسدها أبناء الكويت خلال تلك الفترة والمقاومة لبراثن العدوان الصدامي الغاشم والتفافهم حول القيادة السياسة الحكيمة؟

٭ رغم مرارة العدوان العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت إلا أنه حمل وجها مشرقا للشعب الكويتي بجميع فئاته الذي اتحد لدعم الشرعية ومواجهة العدوان، فالنظام العراقي اعتقد أن الخلافات السياسية التي كانت تدور في الكويت قبل الغزو ستساعده في إيجاد أشخاص يقومون بتأييده لكن خاب ظنه، وضرب الشعب الكويتي أروع الأمثلة في الوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة السياسية وتجاوزوا خلافاتهم وأصبحوا وحدة واحدة تقاوم الاحتلال وتسطر تضحيات كبيرة جدا سواء بالنفس أو المال أو الجهد، حتى استطاعت الكويت أن تبهر العالم بحجم التضحيات التي قدمها الشعب الكويتي لوطنه أثناء أزمة الغزو.

وقد التحق الكويتيون بمختلف الأعمال التطوعية خلال الأزمة ومنها العمل في الجمعيات التعاونية، وقد تطوعت مع مجموعة من الأشخاص للعمل في جمعية الدسمة فضلا عن عمل الكويتيين في المخابز والمستشفيات وصولا إلى جمع القمامة من الشوارع فضلا عن الدور الحيوي الذي لعبه أبناء الكويت في المقاومة العسكرية والعصيان المدني.

ورغم أن الشعب الكويتي شعب مسالم ولم يمر بتجربة مثل تجربة الغزو في السابق لكنه شعب قوي يظهر معدنه عند الشدائد وبالفعل أثبت الكويتيون أنهم محبون ومخلصون لتراب هذا الوطن.

أزمة الغزو العراقي بينت العدو من الصديق، فكيف تقيم دور الدول الأجنبية والعربية في الوقوف مع الكويت أثناء الغزو؟

٭ في الحقيقة تألمنا كثيرا من المواقف السيئة والسلبية والمعادية التي اتخذتها بعض الدول العربية تجاه الكويت خلال فترة الغزو العراقي لاسيما موقف الشعب الفلسطيني خاصة أن الكويت اعتادت منذ قديم الأزل تقديم المساعدات لدعم القضية الفلسطينية، سواء على المستوى السياسي أو الشعبي بل إن منظمة التحرير الفلسطينية نشأت من داخل الكويت، والشعب الفلسطيني شعب محتل وعانى مرارة الاحتلال فكنا نتوقع ان يكون له موقف نصير للشعب الكويتي أثناء الغزو فضلا عن موقف الأردن المؤلم والسيئ.

من ناحية أخرى، انتفض المجتمع الدولي لنصرة الكويت وتقديم كل أنواع الدعم وعلى رأسها الدول الخليجية وموقف جمهورية مصر العربية في جامعة الدول العربية وما قام به الرئيس السابق حسني مبارك «رحمه الله» يعتبر موقفا مشرفا، ودول أخرى مثل بريطانيا وأميركا التي ساعدت الكويت في حرب التحرير، فلهم كل التحية والشكر والتقدير.

ولعل هذه مناسبة جيدة لأوجه رسالة إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي بأن يتجاوزوا خلافاتهم وأن يحافظوا على مكانة بلادنا، خاصة في ظل الأوضاع السياسية الحالية وهناك حالة صراع، فإيران من ناحية وتركيا من ناحية أخرى، والجميع يريد السيطرة على المنطقة ولا نستطيع أن نتعامل مع تلك القوة إلا بكتلة واحدة، خاصة أن العالم اليوم لا يحترم إلا الدول القوية، والصراع لم يعد فقط عسكريا، وإنما اقتصادي وسياسي أيضا، ولا يمكن مواجهته إلا باتحادنا وتحديد أهدافنا المصيرية والاستراتيجية والتحدث بلغة واحدة ولسان واحد.

بعد مرور 30 عاما ما الدروس المستفادة من وجهة نظرك من الغزو، وهل ترى أن الكويت استفادت حقيقة على أرض الواقع من تلك الدروس؟

٭ لابد أن تخلق الأزمات دروسا عميقة بل إن الأزمات هي التي تخلق المنعطفات للتغيير في المجتمع، والمجتمعات التي لا تستغل الأزمات لإحداث التغيير مجتمعات فاشلة، وقد أثبتت أزمة الغزو أهمية الأمن والأمان والاستقرار في الوطن فبدونها لا يمكن أن نتحدث عن تعليم أو صحة أو تنمية حقيقية، كما أثبتت الأزمة أنه من خلال اتحادنا وتجاوز خلافاتنا المذهبية والقبلية والطائفية نستطيع أن نواجه العالم.

ولكن في الواقع الكويت فعليا لم تستفد من الأزمة بشكل حقيقي وبمجرد أن انتهت الأزمة عادت الأمور كما كانت عليه في السابق إن لم تكن أسوأ وانتشرت الطائفية والقبلية والنزاعات الشخصية على حساب المصلحة الوطنية والقضايا الأولية التي تهم المواطن الكويتي، نحن اليوم نمر بأزمة أخرى وهي جائحة كورونا وعرفنا أهمية التركيبة السكانية وأهمية الأمن الغذائي والدوائي والمائي،

وقد آن الأوان أن تفكر المنظمة الخليجية في التكامل الاقتصادي والاهتمام بالإنتاج، وفي اعتقادي أن أي منظومة إذا لم تكن قادرة على أن تشتري ما تلبسه وما تأكله وما تدافع به عن نفسها فهي منظومة ضعيفة وسهل السيطرة عليها بل ومحوها تماما.

من وجهة نظرك كيف يمكن تخليد ذكرى الغزو للأجيال الحالية والقادمة، وعلى من تقع المسؤولية؟

٭ الدور يقع على وزارتي التربية والإعلام معا، فجميع دول العالم التي تعرضت لأزمات قامت بعمل أفلام توثيقية لتلك الأحداث بهدف تكريس قيم وطنية من خلال مجهودات فردية، ونحن لدينا كم كبير من المعلومات وكم هائل من التضحيات التي بذلت خلال الغزو قدمها الشعب الكويتي نستطيع أن نعمل منها أفلاما ومسلسلات تجسد تلك الفترة ليس بهدف إثارة فتح الجرح، وإنما بهدف دفع الهمم وإبراز القدوات لهذا الجيل رجالا ونساء.

وبخصوص وزارة التربية فلابد أن يكون هناك تركيز من خلال المناهج على تلك الحقبة المهمة من تاريخ الكويت وإعادة صياغة ما حدث في الغزو من تضحيات وكيف استطاعت الكويت المقاومة من خلال تلاحم ووحدة الشعب الكويتي.

الكويت لن تنسى ما حدث أثناء فترة الغزو ولكن بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تم طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الكويتية – العراقية حاليا، فما تقييمك لمستقبل تلك العلاقات؟

٭ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله وأعاده سالما معافى استطاع أن يعيد للسياسة الخارجية الكويتية مكانتها وموقعها من باب العمل الإنساني والمساعدات، وكانت أولى تلك المساعدات إلى العراق، خاصة بعد سقوط نظام صدام حسين وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ العراق.

والكويت دائما سباقة في تقديم المساعدات لمختلف الدول دون أن تكون لها أهداف أو أطماع سياسية، فيمكن الدفاع عن الوطن دون الإساءة للآخرين، فالكويت بلد قائم على التعايش مع الآخر ولا نريد بعض الأصوات تخرج عن إطارها الصحيح.

نظرة وداعية.. وأبشع أنواع التعذيب

ذكر د.أحمد المليفي أن الجيش العراقي كان قاسيا في التعامل مع الكويتيين، مضيفا انه عندما كان يستيقظ في الصباح وقبل أن يذهب لشراء أغراض المنزل كان يعتاد النظر في وجه زوجته وأولاده وهم نائمون كنظرة وداعية لعله يذهب ولا يعود بسبب الأعمال الإجرامية التي كان يقوم بها العراقيون خلال أزمة الغزو وممارستهم لأبشع أنواع التعذيب.

أسرة فلسطينية أنقذتني من الغزاة

قال د.المليفي انه رغم أن الشعب الفلسطيني اتخذ موقفا معاديا وسيئا ضد الكويت خلال أزمة الغزو ولكن هذا لا ينطبق على جميع أبناء هذا الشعب، لافتا الى انه تعرض لموقف شخصي موضحا ان في آخر 3 أيام للغزو قام العراقيون باعتقال جميع المدنيين الكويتيين ولكن تم إنقاذه على يد أسرة فلسطينية كانت تعيش في نفس منطقته بالدسمة حيث قام رب الاسرة بضمه اليهم وأدخله بين أولاده، لافتا إلى أن العراقيين إذا كانوا اكتشفوا انه كويتي بين أبناء هذا الأب الفلسطيني لتم إعدامهم جميعا.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى