أخبار متنوعةسيكولوجية الأدب العربي

علم البديع .. مقال جديد للشاعر حماد الهمل

علم البديع
(1) المقدمة
لايخفى على أحد منا أن الأدب يعتمد على البلاغة وهي أساسه وصلبه ، وتنقسم البلاغة إلى ثلاثة أقسام ( المعاني _ البيان _ البديع ) وسوف نتطرق في حديثنا إن شاء الله إلى تبيان أهم أنواع علم البديع على طريقة مقالاتٍ متفرقة ، فهو علمٌ كان موجودٌ منذ القدم وقد كثر استخدامه في العصور المتأخرة كالعهد العباسي والحديث فمنهم من أحسن استخدامه ومنهم من لم يوفق ، لأن البديع هو علمٌ مبتكر يجعل المتلقي يستحسن ألفاظه أو معانيه ولا يتصنع به ويقحم في غير محله فيثقل على المتلقي فلا يأتي بغرضه أي الإستحسان .
وقد عرف القزويني هذا العلم على أنه ( علم يعرف به وجوه تحسين الكلام ، بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال ، ووضوح الدلالة ) فبين القزويني أن هذا العلم يأتي بعد علم المعاني وعلم البيان ليستطيع المرء تحسين كلامه ، وقد اتخذ البعض مقياس قوة الشعر أو النثر على كثرة وجود المحسنات البديعية وهذا معيارٌ غير صحيح لوجود سبك المعاني وقوة المفردة والمضمون وغيرها .
وتنقسم المحسنات البديعية إلى أقسام كثيرة كما ذكر الشوكاني أن أخبره بعض العلماء أن المحسنات البديعية أكثر من سبع مئة نوع ، وقد انشغل بعض الشعار في تركيب قصائدهم على أسسٍ بديعية مما جعل النقاد والأدباء ينجرفون خلفهم ويجمعون هذا العلم ولكن هناك طرفٌ آخر خالفهم واستنقص هذا العلم لأنه ليس أصلاً بالكلام بل محسنٌ فقط أي تزيينٌ للكلام كالأصباغ في المنازل وليست كأساس المنازل ، ونقول لهم ما قاله المتنبي :
إذا لم تشاهد غير حسن شياتها
وأعضائها فالحسن عنك مغيب
ويقصد المتنبي أنك إذا لم تنظر من الخيل إلا ألوانها وأعضاؤها فنظرك قاصر لأن لها أطباعٌ قيمة وصفاتٌ خلف أشكالها ، وكذلك المحسنات إذا انساقت خلف المعاني القيمة فتكون ذات قيمة عالية غير المحسنات المضيرة في غير محلها ، وذكر السكاكي والقزويني أن جميع أنواع المحسنات تنقسم إلى نوعين إما محسن لفظي كالجناس أو معنوي كالطباق وسوف نبينهما لاحقاً .
ونصيحتي لك أيها الأديب حينما تتعلم علم البديع وتجتمع في عقلك جملة الأفكار ، أبحر في بحر المعاني فسوف تأتيك أسراب المفردات لتقع في مكانها المناسب ثم تكسوها المحسنات بجميل الحلل دون تكلف ، وما أجمل تلك اللوحة حينما يكون المعنى هو الأساس فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى