أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

السلام منهج حياة وليس شعار … مقال بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين، مدير مكتب المنظمة العربية الإفريقية للعمل الإنساني في فلسطين

إيسايكو: السلام منهج حياة وليس شعار … مقال بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين، مدير مكتب المنظمة العربية الإفريقية للعمل الإنساني في فلسطين

ان السلام هو خط مستقيم يبدأ منذ الولادة وينمو بالرحمة والتسامح ويستمر بالإحترام بين الناس، والتعايش والقبول لثقافات الآخرين المتنوعة، واستيعاب اختلاف طرق التعبير والتفكير، ومفاهيم وقيم كثيرة لا مجال لحصرها.. ويتم تعزيز بناء السلام من خلال الإهتمام بالمعرفة، والانفتاح على الآخرين، والتواصل الايجابي، و تعزيز حرية الفكر، والإيمان بأنّ التسامح هو أساس الاختلاف، وان الاختلاف ضرورة بشرية لتحقيق التكامل الإنساني.. وهو ما يُنهي الحروب ويجعل السلام مُمكناً، وبهذا لا يقتصر السلام على الأخلاق فقط، بل يُعد أيضاً مطلباً إنسانيا وسياسيّاً وقانونيّاً، وكما قلنا يبدأ السلام منذ الولادة ومن داخل الإنسان نفسه لإيجاد طرق مُبتكرة يُعزّز فيها مفاهيم التعايش، والتفاهم، والتعاون، لتحقيق ما يسمى السلام الداخلي أو السلام الشخصي وهو حالة ذهنية يعرف فيها الإنسان نفسه ويتصالح مع ذاته، فيُصبح أقوى من الداخل، ويصل إلى الشعور بالراحة الداخلية مهما كانت الظروف، ويكون قادراً أكثر على مُواجهة تحديّات العالم الخارجي، فالإنسان يتعرّض للكثير من الضغوطات، ويواجه الكثير من الصعوبات في حياته اليوميّة، وقد يكون ناجحاً ورغم ذلك يشعر بأنّ شيئا ما مفقود بداخله، وهو التصالح الذاتي مع نفسه، وبالتالي سيتمكّن من التعامُل مع الظروف المحيطة به بوعي وحكمة وارادة قوية لصنع السلام في المجتمع.. ومن هنا تظهر أهميّة السلام داخل المُجتمعات في تحقيق التنمية لأفرادها، وتحريرهم من الخوف من جميع أشكال العنف، والشعور بالأمان في حياتهم على الرّغم من الاختلافات التي يُمكن أن تُفرقهم كالعرق والدين والجنس، ثم يأتي بعد هذة المرحلة الراقية من الوعي دور المؤسّسات الحقوقية التي تعمل على توفير الحماية، والتعليم الجيّد، والرعاية الصحيّة اللازمة، والسياسات العادلة، وبهذا تكتمل الدائرة و يعيش الأفراد سالمين مُطمئنين في مجتمعاتهم وبذلك يكونوا منتجين… فالمجتمع السلمي أساس الحياة الإجتماعيّة الناجحة.
وإذا كانت الامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية و الدول المتقدمة والمجتمعات التي تمتلك اقتصاد قوي تتكاتف وتسلط الضوء على مخاوف الإصابه بفيروس كورونا وخطورته واهمية لقاحاته و.. و.و.. الخ رغم انه يمكن السيطرة عليه بالوقاية والاحتراز وعمل تدابير السلامة اللازمة
فإنه لا يمكن لأحد ان ينجح في مواجهة هذا الفيروس الصغير الا في ظل السلام والاستقرار المجتمعي ولن يتحقق ذلك الا بمكافحة العديد من الأمراض والأوبئه والفيروسات التي قد لا يتحدث عنها احد وهي تعتبر فيروسات يمكن لمس اثارها بوضوح و رؤيتها بالعين المجردة ولها تأثير سلبي وخطورة اكثر على حياة الانسان والسلام واستقرار المجتمع ومن هذه الفيروسات :
1-فيروس الجوع والتشرد
2-فيروس الفقر والمجاعات الإنسانية
3-فيروس البطاله وإنعدام الدخل وكثرة عدد الخريجين
4-فيروس نقص الغذاء الصحي السليم وسوء التغذية
5-فيروس ضياع التعليم
6-فيروس النزوح والازمات الخانقة
7-فيروس تردي الخدمات الصحية وتفشي الأوبئه والامراض القاتلة
والاضطرابات العقليه والسلوكية
8- فيروس الأمراض الخطيرة التي تفتك بالبشر قبل وبعد كورونا مثل السرطان
9-فيروس إنتهاك الحريات والحقوق وسلب الأمن والإطمئنان
10-فيروس الحروب والحصار والقصف والاحتلال ونهب ثروات الدول المُحتلة .
و ازدواجية معايير العالم امام هذه التحديات والجرائم الدولية..
11- فيروس العنصرية والصراعات الدينية والتعصب والتشدد وكل مفاهيم التخلف
12- فيروس عدم القدرة على الزواج وتفشي الفساد الاخلاقي وظاهرة التحرش والعلاقات الغير شرعية ونتائجها الكارثية بسبب عدم إمكانية توفر القنوات الحلال لبناء الحياة الاسرية الاجتماعية السليمة..
13- فيروس الجريمة المنظمة محليا واقليميا ودوليا وابرزها تهريب المخدرات والاتجار بالبشر وأعضاؤهم و… الخ
14- فيروس الهجرة الغير شرعية والاف القتلى والغرقى والمعتقلين بسبب اختراق سيادة دول اخرى..
اكتفي .. ولكن هناك العديد من الفيروسات والمخاوف التي تهدد حياة الانسان واستقرار البشرية
فلماذا لا نتحدث عن كل هذه الفيروسات؟
ولماذا يقتصر دورنا على مفهوم السلام الذي يعني عكس الحرب؟ اليست تلك الفيروسات اكثر خطورة من المتفجرات؟ وما دور الحكومات و المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني؟ وماهي الحلول الذي ستقدمها نحو ذلك؟ وكيف تكون الوقاية والتدابير اللازمة للقضاء على تلك المخاطر والتهديدات؟
اين رواد السلام وممثليه ومدعيه؟
اسئلة كثيرة تحتاج الى تحرك عملي عالمي جماعي ليكون السلام منهج حياة تطبيقي يعيشه الناس واقعا عمليا.
كلنا نريد تحقيق السلام والأمن والمحبة والطمأنينه في العالم باكمله على شكل منهج حياة تطبيقي وليس مجرد شعارات.
نريد ان نواجه كل المخاوف والصعوبات
ونخفف من معاناة الشعوب في كل مكان لننهض بمجتمع راقي تسوده حياة كريمة
وصحة مثالية وتنمية ذاتية و مستدامة . ولن يتحقق ذلك الا بتعزيز الوعي باهمية تحقيق السلام الداخلي في قلوبنا ونزع اي فتيل سلبي من عقولنا والتوقف عن التعامل المصلحي والنفعي واستبدال ذلك بالتعامل الاخلاقي وان تستمر الندوات والتدريبات والمحاضرات والمشاورات والجهود العملية لخلق واقع افضل ينعم فيه الاجيال الحالية والاجيال القادمة بالسلام العالمي.. دمتم في امان وسلام

الدكتور أحمد لطفي شاهين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى