أخبار عربية

الهدنة الروسية-التركية في إدلب “هل تصمد طويلاً”؟


قسم المتابعة الإعلامية

بي بي سي

أردوغان وبوتين

مصدر الصورة
Mikhail Svetlov/ Getty Images

ناقشت صحف عربية اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من الخامس من شهر مارس/آذار.

وجاء الاتفاق عقب لقاء في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.

واعتبر البعض أن الاتفاق يعكس “رضوخ تركيا للواقع” بينما شكك آخرون فيما يمكن أن يسفرعنه الاتفاق واصفين إياه بأنه “هش” وقد لا يصمد طويلاً.

“رضوخ أنقرة”

وصفت البيان الإماراتية الاتفاق ﺑأنه يمثل “رضوخ أنقرة للواقع الجديد في إدلب”.

وتحت عنوان “الغزو التركي يتداعى”، تقول الصحيفة في افتتاحيتها: “أظهرت المعطيات فشل أدوات الرئيس التركي أردوغان في تحقيق أطماعه التي لا تخفى على أحد. تراجع أردوغان في إدلب رغم ممانعته لتقدم مشروع الدولة السورية وانتصارات جيشها، جاء ليؤكد أن أنقرة قد بدأت تستعدّ لهذا المسار كتطور حتمي”.

وتضيف الجريدة: “ومما لا شك فيه أن القضاء على المجموعات الإرهابية في إدلب، سيفرض معادلة أنه لم يعد هناك من مبرر مصطنع وكاذب لاحتلال الجيش التركي لأراضي سوريا، سيما وأن خواتيم المعارك يكتبها السوريون وليس سواهم”.

وفي النهار اللبنانية، يرى سميح صعب أن قمة الساعات الست بين بوتين وأردوغان في موسكو قد “محت تفاهمات سوتشي.. ولم يعد الرئيس التركي طويل الباع في تقرير مصير إدلب”، وأن “الميدان فرض عليه تراجعاً في السياسة. وسلّم ضمنا بانتصار الرئيس الروسي”.

صور الأقمار الاصطناعية تكشف عن حجم الدمار في إدلب

من جانبها، أثنت جريدة الثورة السورية على التطورات قائلة: “اتصال هاتفي… الرئيس بوتين يهنئ الرئيس الأسد بالإنجازات في المعارك بإدلب… وهدوء يسود محاور العمليات”.

وتشير تشرين السورية إلى أن الجيش جاهز للرد على ما وصفته بـ “خروقات التنظيمات الإرهابية”.

أما جريدة البعث السورية فنقلت عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن الاتفاق “يؤكد وحدة وسيادة سوريا والاستمرار بمكافحة الإرهاب”.

وعلى الجانب الآخر، يقول موقع يني شفق التركي نقلاً عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “متيقظون في إدلب وسنرد على أي انتهاك للنظام”.

“هل تصمد الهدنة طويلاً؟”

وشككت صحف أخرى في النتائج المرجوة من الاتفاق.

وفي هذا الصدد، تقول الأخبار اللبنانية: “اليوم الأول من هدنة إدلب: التزام لا يبدّد الشكوك”.

وتشير الجريدة إلى أن هناك تساؤلات بشأن قدرة الاتفاق على الصمود، مضيفة: “تتالت المواقف الدولية المرحبة بالاتفاق الأخير بين موسكو وأنقرة، في ظل تشكيك في الوقت نفسه في قدرته على الصمود، على الرغم من اعتبار الجانبين السوري والروسي أن الاتفاق يمكن أن يساعد في تهيئة الأجواء لإعادة إطلاق العملية السياسية، وفق ما تم التأكيد عليه في المباحثات الهاتفية بين الرئيس السوري بشار الأسد، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين”.

روسيا وتركيا وثلاثة قرون من الصراع والحروب

مصدر الصورة
Getty Images

ويتساءل فارس الحباشنة في الدستور الأردنية: “الهدنة الروسية -التركية.. هل تصمد طويلاً؟”

ويقول: “الرئيس التركي أردوغان ذهب إلى موسكو بحثاً عن خلاص، وللخروج من المأزق السوري، الجيش التركي خلال أسابيع من معركة إدلب والشمال السوري تكبد خسائر بشرية كبيرة بين صفوفه”.

ويضيف: “الهدنة الروسية-التركية لا تعني نهاية معركة إدلب. الاتفاق لم يحسم كثيراً من الخلافات بين الطرفين السوري والتركي. ما يٌبقي المنطقة مرشحة لمعارك جديدة”.

ويكمل حديثه: “وقف إطلاق النار، كما ورد في البيان الختامي للهدنة، لم يشر إلى الجهة الراعية والضامنة. كما أن البيان لم يشر إلى الجماعات الإرهابية وما هو مصيرها، وغابت عنه الإشارة إلى المنطقة الآمنة التي تطالب بها تركيا”.

ويرى عبد الباري عطوان في رأي اليوم الإلكترونية اللندنية أن الاتفاق “هش”.

ويقول: “اتفاق وقف إطلاق النار الذي يعتبر الإنجاز الأبرز للمباحثات التي استغرقت سِت ساعات بين الرئيسين التركي والروسي يظل اتفاقاً هشاً وقد لا يصمد طويلاً، مثل الاتفاقات السابقة المماثلة، لأنه لم ينص مطلقاً على إقامة منطقة آمنة، ولم يتطرق إلى مصير مليون لاجئ يتكدسون أمام المعابر التركية الحدودية مثل باب الهوى وغيرها”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى