محمد صلاح وعمرو أديب: تعليق اللاعب المصري على “شرب الكحول” يتحول لسجال ديني ثقافي ويدفع دار الإفتاء للتدخل
[ad_1]
حل نجم نادي ليفربول والمنتخب المصري، محمد صلاح، ضيفا على برنامج الحكاية الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب. خلال المقابلة الحصرية، تحدث صلاح عن مسيرته وبداياته بنادي المقاولين العرب وصولا إلى نادي ليفربول قبل أن يتطرق الحوار إلى مواضيع مثل الحياة في الغرب. وهو الجزء الذي أثار تفاعلا واسعا، استدعى دار الإفتاء المصرية للتعليق. فما القصة؟
خلال المقابلة التي دامت ساعة تقريبا، كشف النجم المصري عن الكثير من تفاصيل حياته وآخر تطورات مسألة تجديد عقده مع نادي ليفربول، معربا عن أمله في البقاء لأطول فترة ممكنة مع “الريدز”.
بدت هذه التصريحات لافتة لمحبي الكرة وعشاق النجم المصري، الذين تابعوا المقابلة بحماس عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصصوا مجموعة من وسوم لمناقشتها. لكن النقاش الرياضي تحول فجأة إلى سجال ديني ثقافي واسع، طغت عليه أدبيات الأخلاق.
مسألة شرب الخمر
وكان الإعلامي عمرو أديب قد سأل محمد صلاح عن رأيه عندما يعرض عليه “شرب الكحول”، فأجاب اللاعب مبتسما: “ما بشربش خمور لأنها مش حاجة كبيرة بالنسبة لي عشان أعملها، نفسي على طول مش بتروح لها”، مضيفا: “الناس هنا (في بريطانيا) ما تضغطش على حد أنه يعمل حاجة”.
استوقفت تلك التصريحات المتابعين وأثارت لغطا كبيرا، دفع كثيرا من الشخصيات والهيئات المعروفة إلى إبداء رأيها.
ففي سلسلة تدوينات، قرأ فيها البعض تلميحا واضحا لحديث صلاح، قالت دار الإفتاء المصرية “إن عدم التفكير في إتيان الأشياء المحرمة عبادة في ذاته”.
وبرزت النبرة المنتقدة بحدة في تعليقات عديدة اتهمت صلاح بـ”تهوين” مسألة شرب الكحول.
فقد رأى منتقدوه أن صلاح “كان يحاول إرضاء الغرب بتصريح محايد بشأن احتساء الخمر”، قائلين إنه كان عليه “الجزم في حديثه بأن الكحول من المحرمات في الدين الإسلامي”.
من ناحية أخرى، أعرب معلقون عن استغرابهم من الانتقادات الموجهة لصلاح، قائلين إنها “فضحت التدين الظاهري لدى الكثرين”.
كذلك اعتبر المدافعون عن صلاح الهجوم عليه بـ”التخلف والمبالغة”، واستنكروا محاولات البعض “التفتيش في ضمير اللاعب والتشكيك في معتقداته”.
كما انخرط آخرون في مقارنة النجم المصري بلاعبين آخرين، من أمثال اللاعب الفرنسي من أصول جزائرية كريم بنزيما واللاعب الألماني التركي الأصل مسعود أوزيل.
ووصل الأمر ببعض المعلقين إلى “التباكي على تغير أخلاق اللاعب”، الذي لطالما اعتبروه “نموذجا للاعب المسلم في الغرب”.
إذ يتبنى بعض هؤلاء المعلقين جملة من المعايير جعلت من صلاح في نظرهم جديرا بلقب “فخر العرب”.
فخر العرب: لقب تحدده معايير مختلفة
مع بزوغ نجمه في أوروبا، لم تغب الإشادة أبدا بصلاح، الذي طالما تغنى رواد مواقع التواصل العرب بمهاراته ودماثة أخلاقه، خاصة “لمحافظته على تعاليم الدين الإسلامي وتمسك زوجته بارتداء الحجاب في الغرب”.
إلا أن البعض قرر اليوم سحب ذلك اللقب منه وإسناده للاعب آخر، فتصريحات ومواقف اللاعب في الفترة الأخيرة خالفت الصورة التي رسموها له في السابق.
هذه ليست أول مرة يثار فيها نقاش حول “لقب فخر العرب”، كما سبق أن تعرض صلاح لانتقادات لاذعة بذريعة “الابتعاد أو التملص” من تعاليم دينه أو عادات مجتمعه الأم.
ففي ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، وجد صلاح نفسه في مرمى الانتقادات لمشاركته صورة تجمعه بعائلته أمام شجرة عيد الميلاد.
وانقسم المغردون آنذاك بين مشيد يرى في الصورة دعوة للتآخي وبين متحسر ينتقد اللاعب.
كذلك هاجمه البعض عندما ظهر مع عارضة الأزياء البرازيلية أليساندرا أمبروسيو على غلاف مجلة GQ العالمية، فمنهم من لامه على تلك الإطلالة باعتبارها “خروجا عن عادات الرجل الشرقي”.
ومؤخرا، احتفى كثيرون بخطوة اللاعب بأن تتسلم زوجته ماغي صادق جائزة القدم الذهبية خلال حفل أقيم بإمارة موناكو، الواقعة على ضفاف الريفيرا الفرنسية.
اعتبر البعض أن تصرف صلاح يدل على “تقديره” لزوجته لدورها في مسيرته الملهمة، وعدها آخرون “تكريما للمرأة المحجبة المحتشمة”. واغتنم البعض الحدث للترويج لصلاح كنموذج “للرجل المسلم الذي يحترم المرأة”، معتبرين أنه يستحق فعلا لقب “فخر العرب”.
إلا أن آخرين ذكروا بموقفه الداعم لزميله اللاعب عمرو وردة بعد أن اتهمته عارضة أزياء مصرية مقيمة في الإمارات بالتحرش. ومن هذا المنطلق يرفض البعض اتخاذه كمثال يحتذى به في التعامل مع المرأة.
“النرجسية الثقافية”
وبالعودة إلى الجدل الدائر بشأن تصريحات محمد صلاح المتعلقة بشرب الكحول، يدرج البعض الهجمة ضده في إطار ما يسمونها “النرجسية الثقافية”، التي ترسم شخصية محددة للآخرين ثم تتهمهم بالنفاق إذا خرجوا عن فلكها.
وفي تدوينة مطولة حول الموضوع، وصف أستاذ علم النفس محمد طه الشخص النرجسي بأنه “شخص لا يتقبل النقد ويثور لو انتقدته وعادة تكون ردود أفعاله عنيفة عند الدفاع عن الأنا المنتفخة.. النرجسية مرض ممكن يصيب المجتمعات.. وسمة قد تتسم بها بعض الثقافات”.
كما دعا معلقون آخرون إلى الفصل بين شخصية صلاح وغيره من اللاعبين وعدم التدخل في حياة النجم الخاصة أو إصدار الأحكام لمصلحته أو ضده بناء على أهوائهم الشخصية.
وفي هذا السياق، قال الصحفي حسام مصطفى إبراهيم: “محمد صلاح لم يقدم نفسه على إنه رجل دين، لكي نطلب منه أن يكون داعية إسلاميا .. حلال وحرام ذلك أمر من اختصاص الشيوخ… صلاح بيثبت إنه مسلم بتصرفاته وأعماله الخيرية العلنية والسرية، مش بالخطب والافتعال والمبالغة وركوب الترندات”.
[ad_2]
Source link