أخبار عاجلة

المفتتح


إنشاء هذه «الدريشة التراثية» كان اقتراحاً جميلاً ومفيداً من أهل الفكر والعاشقين للتراث الكويتي، ومن بينهم مشرف صفحات الرأي في القبس الأستاذ الفاضل الدكتور جمال حسين، وممن تشرفت بتلقي الاتصالات الهاتفية منهم كثيرون كالأستاذ الفاضل سليمان ماجد الشاهين السياسي المحنك المرموق، عضو الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن الأستاذ الفاضل منصور الهاجري الباحث المعروف في التراث الكويتي، وآخرون على رأسهم الأستاذ الفاضل الدكتور عادل العبدالمغني الذي أغنى المكتبة التراثية الكويتية بمؤلفاته الإبداعية، والأستاذ الفاضل هاني العسعوسي رئيس الجمعية الكويتية للتراث، وليعذرني الباقون، فليس المقام مقام ذكر فهم أهل إجلال وتقدير.
* * *
تتواصل الأمم جيلاً بعد جيل عبر المشتركات التاريخية من العادات والتقاليد والأخلاق.. وغيرها، والتراث هو أحد منابعها الرئيسية، به تكمن الذكريات وما صنعه السابقون من إنجازات وما كانوا عليه من أحوال وصنائع عكست واقع حياتهم ومعاناتهم واهتماماتهم، وما تداولوه على ألسنتهم من عبارات وألفاظ حاكت واقع بيئتهم، وفي هذه «الدريشة» نحاول جهدنا تتمة ما قطعناه على أنفسنا من تجلية لهذا التراث بمكوناته عبر مواضيع مختارة جديدة، نحرص فيها على تأصيله وإظهاره كما هو، مدركين أن على الجميع تفهم كل مفردة حيث كانت، لأننا نلتزم كمؤرخين حيادية الطرح.
إن العناية بالتراث هي مسؤولية الدول التي تحرص عليه؛ حفظاً واقتناء، رواية ودراية؛ بغية إيصاله نقياً للأجيال، وهي أيضاً مسؤولية أصحاب الاختصاص ممن تمرسوا في قراءته وبحثوا في مكامنه، وعايشوا بعض فترات زمنه، ونقلوه إلينا كشاهدي عيان، فضلاً عمن احتفظوا به عشقاً ومحاكاة ومماثلة، وتاقوا إلى معرفة دقائقه.
إن جيل اليوم قد شبَّ على حب الاستطلاع والإفادة، وقد شغف حباً بالتراث ولواحقه، في عصر كان لوسائل الاتصال ووسائطها ومكانز المعلومات الدور اللافت في تداول المعلومة بسرعة لا يمكن حصرها عقلاً، وهو الأمر الذي يضاعف جهدنا في محاولة الوصول إلى الصحيح والدقيق من المعلومات في مواطنها.
وليعذرنا القارئ في ما نكتب على السهو والخطأ، فقد تقادم الزمن، وقد تغيبت بعض ملامحه ورسومه، وإن المجال للتصويب والإضافة والإفادة هو محل تقدير وقبول، فجل قصدنا إخراج هذا التراث بثوبه القشيب أمام أجيال تتعاقب حق علينا إفادتها.

د. سعود محمد العصفور
dr.al.asfour@hotmail.co.uk



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى