الهولي المرأة الكويتية أدت دورها | جريدة الأنباء
[ad_1]
- المرأة اندمجت في الحياة العامة والحكومة أتاحت لها النظام الاجتماعي والقانوني والسياسي المثالي للحصول على أعلى الدرجات
يوسف غانم
على الرغم من جائحة فيروس «كورونا المستجد» ذلك الوباء العالمي، الذي كبل حياة معظم الناس في العالم لمدة تجاوزت النصف عام، إلا أن الشرق الأوسط وسكانه مازال يعتبر منطقة جذب لاهتمام قادة العالم بأسره.. ما مستقبلها؟ إلى متى ستستمر الصراعات والفقر والارتباك الاجتماعي في إعاقة إمكاناتها الرائعة للتنمية؟
وما الذي يمكن أن تقدمه المرأة من مساهمات في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط. وماذا عن دور الشباب والشابات واحتياجاتهم وطموحاتهم وطريقة تشكيل النساء كأمهات ومحترفات وقادة للغد؟
كل ذلك تمت مناقشته في لقاء افتراضي استضافه الاتحاد النسائي للسلام العالمي بالشرق الأوسط WFWP ME وعقد برعاية الاتحاد النسائي للسلام العالمي في الشرق الأوسط، وقد تمت دعوة الملحق الثقافي السابق في واشنطن وأستاذة المناهج وطرق التدريس في كلية التربية الأساسية أ.د.عبير الهولي للمشاركة في هذا اللقاء، حيث تناولت دور المرأة في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط.
وفي بداية حديثها قالت د.الهولي: أرحب بكم جميعا، ويسعدني أن أكون معكم اليوم. وآمل أن يكون الجميع بخير وان كان عام 2020 قد حفل بما لا تشتهيه السفن بالنسبة لنا جميعا.
وأضافت د.الهولي: اليوم سأتحدث عنكم وعني، سأتحدث عن ركيزة المجتمع بكافة مستوياته، عن أساس البيوت والمجتمعات والأمم بل والعالم نفسه، سأتحدث عن أمهاتنا، اللاتي عشن حياتهن من البداية حتى النهاية في خدمة البشرية.
سأتحدث عن جداتنا اللواتي قدمن الكثير، وضحين بأعمارهن على هذا الكوكب، لبناء مستقبل لنا جميعا، ونحن هنا للاحتفال بمكتسباتهن، والافتخار بما حققنه من إنجازات. فإذا ما تأملنا الماضي، لرأينا تلك الإنجازات ماثلة ومترابطة في نسيج المجتمعات التي نعيش فيها، صحيح أننا قد خلقنا جميعا بفطرة الحنان والعاطفة والحب والجمال والأنوثة واللطف، ولكن فوق كل هذا، فإننا كنساء، قد ولدنا أيضا أقوياء وقادرات على الصمود.
كفاءة وتأهيل
وزادت د.الهولي: إن الدراسات تظهر أن النساء يثبتن أنفسهن باستمرار وأنهن هائلات مثل الرجال في مواقف التفكير الأفقي ويتحلين بنفس الكفاءة في إبرام الصفقات والقرارات في جميع القطاعات.. فالمرأة لم تعد محصورة في منزلها فحسب، بل لقد بدأت في تولي مختلف الأدوار في المؤسسات الاجتماعية والسياسية والتشريعية والتجارية، وذلك لسبب بسيط للغاية، وهو أنها خلقت بطبيعة تؤهلها للتعامل مع تلك الأدوار.
وصحيح أن بعض الدراسات، على الطرف الآخر من الطيف، قد أشارت إلى أن النساء غير بارعات في قيادة السيارات، لكن هذا لا يهم، لأننا دائما نسلك المسار الصحيح. حتى على الطريق.
وقالت د.الهولي: سأتحدث إليكم اليوم عن المرأة الكويتية قبل وبعد ظهور النفط. سأتحدث عن جداتنا وأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا.
لقد ناءت جداتنا بأعباء الحياة الضخمة، فتحملن مسؤولية تربية أبنائهن وإدارة بيوتهن، وحملن عبء القيام بالأعمال المنزلية بكل رضا. وقد فعلن ذلك بمفردهن بينما كن ينتظرن وصول أزواجهن، الذين كانوا يعملون إما في الغوص على اللؤلؤ أو الإبحار لنقل البضائع، لمدة لا تقل عن أربعة أشهر متتالية.
بعد ظهور النفط
وعن وضع المرأة الكويتية بعد ظهور النفط، بينت د.الهولي أن هذه الحقبة شهدت إسهام أمهاتنا بدورهن في النضال من أجل التقدم والتنمية. وقد تلقت والدتي في تلك الفترة تعليمها في المدارس الحكومية، إذ أدركت أن أساس الحياة الناجحة لأطفالها يبدأ في بالمدرسة، ولذا فقد عملت يدا بيد مع الحكومة الكويتية لخلق جيل متعلم يمكن أن يتطور ويؤدي دوره بناء على مكتسباته من المعرفة المتخصصة، ثم خرجت للعمل لأن الحياة استدعت وجودها ضمن القوى العاملة.
كما اندمجت المرأة في الحياة العامة بالكويت خلال تلك الفترة، حيث أتاحت لها الحكومة الكويتية النظام الاجتماعي والقانوني والسياسي المثالي الذي ساعد على تمهيد الطريق أمامها للحصول على أعلى الدرجات، بدءا من درجة البكالوريوس ووصولا إلى الدكتوراه في جميع التخصصات التي تتراوح بين التعليم والفن والهندسة والطب والتي مكنتها من الوصول إلى أعلى المناصب القيادية ليس فقط في الكويت بل وفي المحافل العربية والإقليمية أيضا.
وبالنسبة لدور المرأة الكويتية عندما وقع الغزو العراقي، قالت د.الهولي: شهدت بأم عيني عصر الدور البطولي والتاريخي للمرأة الكويتية، فقد كان غزو 1990 فصلا ملهما في تاريخ الكويت. وها قد مضت 30 سنة منذ أن سجل التاريخ اسم سناء الفودري، أول شهيدة كويتية من بين 67 شهيدا شجبوا غزو العراق.
وقد شاركت المرأة الكويتية في مقاومة الغزو مضطلعة بالعديد من الأدوار، حيث إن بطلاتنا أسرار القبندي، وفاء العامر، وسعاد حسن، وقفن جميعا بشجاعة ضد احتلال واستبداد ذلك النظام المضطهد.
وأكدت د.الهولي أن المجتمع الدولي اعترف بدور المرأة الكويتية في مقاومة الاحتلال العراقي ودعم الشرعية الكويتية داخل الكويت وخارجه. فقد عملت النساء خلال الغزو، في مرافق الدولة، وخاصة المستشفيات ومحلات البقالة. كما شاركن في بعض العمليات العسكرية مثل مهاجمة المواقع العسكرية، والقبض على جنود العدو، وتوزيع الأموال والطعام على السكان المدنيين، وتزويد المقاومة بالمال والسلاح.
وفي مطلع التحرير، قادت سارة أكبر معركة قمع حرائق النفط، حيث كانت أول مهندسة كويتية تعمل في حقول النفط.
إنجازات ممتدة
وأضافت د.الهولي خلال اللقاء: تمتد إنجازاتنا كنساء إلى الكويت الحديثة بالطبع. فلطالما كان للمرأة الكويتية دور نشط في السياسة، لكن العام 2005 تحديدا شهد انتصارا كبيرا للمرأة بعد سن القانون الذي سمح لها بالانتخاب، والترشح في الانتخابات البرلمانية.
وبالفعل، شهدت انتخابات مجلس الأمة عام 2006 أول مشاركة للمرأة الكويتية في ترشيح وانتخاب مجلس الأمة. وأسفرت التجربة السياسية الأولى للمرأة الكويتية عن الاستعداد لانتخابات مجلس الأمة عام 2008، حيث وصلت أربع نائبات إلى قاعة عبدالله السالم.
مناصب قيادية
كما رسخت المرأة الكويتية دورها في عملية التنمية التي شهدتها البلاد في مختلف المجالات، حيث تقلدت النساء مناصب قيادية كوزراء ووكلاء وزارة بين أعضاء الحكومة بمجلس الأمة، وعمداء ورؤساء الجامعات، وأعضاء المجلس الأعلى للتخطيط، كما تم تعيين 8 نساء كويتيات فقط كقاضيات لأول مرة في تاريخ الكويت.
كذلك فقد شاركت المرأة الكويتية على المستوى الدولي في تمثيل الكويت في المؤسسات الدولية، حيث شغلت مناصب السفراء والملحقين الكويتيين (وهو منصب توليته أنا شخصيا منذ 8 سنوات) بالإضافة إلى إنجازات أخرى لا حصر لها على صعيد القطاع الخاص.
وأكدت د.الهولي أن المرأة الكويتية تفخر بنتائج ما حققته من مكاسب كبيرة خلال السنوات الماضية، حيث حققت نجاحات مؤكدة على صعيد التحصيل العلمي، سواء في الكويت أو من خلال المنح الدراسية في الخارج، (حيث بلغ عدد المنح الدراسية للدول الأجنبية وحدها أكثر من 29 ألفا للنساء الكويتيات العام الماضي)، الأمر الذي يسهم في تحسين وتطوير قدرات المرأة الكويتية، وإكسابها التعليم والمهارات العملية والمعرفة والخبرات المتراكمة في منزلها وعملها وفي تنمية بلدها في مختلف المجالات.
الجيل الجديد
كما لم تغفل د.الهولي الحديث عن الجيل الجديد الآن، قائلة: تدرس ابنتي فرح الآن في الولايات المتحدة للحصول على درجة البكالوريوس في التسويق، تماما كما فعلت والدتها قبل 20 عاما، حيث حصلت على الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة، مضيفة: أقف أمامكم اليوم، ممثلة للمرأة الكويتية بكل فخر، ولأروي قصتها عن الصراع والنضال والنجاح. لقد كانت رحلة صعبة بالنسبة لنا جميعا نحن النسوة، إلا أن علينا أن نزهو فخرا بما أنجزناه من تقدم، وبما استطعنا إحداثه من تغيير، وأن نواصل مسيرة التغيير (للأفضل) في المستقبل.
العقروقة: دور تنموي مميز للنساء أسرياً ومحلياً وإقليمياً ودولياً
يوسف غانم
أكدت رئيسة مبادرة رائدات السلام وعضوة مجلس أمناء مجلس المرأة العربية فاطمة العقروقة أهمية دور المرأة الإيجابي والمميز في جميع دول العالم، ولا يمكن أن ينكر أحد دورها التنموي الفعال في أي مجتمع أسريا ومحليا وإقليميا ودوليا.
وقالت العقروقة في حديث عن «فيدرالية المرأة للسلام العالمي» ودورها البناء في إبراز دور المرأة: إنها تعتبر إضاءة مميزة انطلقت من كوريا الجنوبية عام 1992 وأصبحت اليابان مقرا لها، حيث انتشرت في 100 دولة وحصلت على اعتماد الأمم المتحدة لمؤسسات المجتمع المدني بعد 5 سنوات من تأسيسها. وعقد الاتحاد النسائي للسلام العالمي WFWP أول مؤتمر خاص بدور المرأة في الشرق الأوسط عام 1997 في تركيا حول المرأة والتعليم، وقد شاركت ممثلة عن الكويت إثر دعوة شخصية لي وللسيدة ميسرة الفلاح من «التعليم العالي».
وبعد ذلك توالت دعوة نساء الكويت من مختلف مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية لحضور المنتديات والمؤتمرات التي يقيمها الاتحاد في المجالات الاجتماعية والثقافية والعلمية إيمانا بأن دور المرأة بالغ الأهمية ليس في الأسرة فحسب وإنما في المجتمع والدولة والعالم ككل فـ «الأمة».. «أمة».
وأوضحت العقروقة أن هذه اللقاءات السنوية، والتي امتدت على مدار 24 عاما، سلطت الضوء على دور المرأة الكويتية بصفة خاصة والمرأة الخليجية بصفة عامة، وكذلك بلورة التنسيق والتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالمرأة إقليميا وعالميا بالمشاركة والتواصل للحضور من الدول تحت مظلة الفيدرالية حتى في ردهات مقرات الأمم المتحدة في جنيف وفيينا ونيويورك للجان المرأة تأكيدا لأهمية تلك المشاركة وفاعليتها.
وأشارت العقروقة إلى أنه كان لدعوة عدد من أعضاء الفيدرالية لاحتفالية المرأة من قبل معهد المرأة للتنمية والتدريب والسلام في 2006 دور في إبراز أهمية مشاركة المرأة بما يعكس تظافر الجهود الإيجابية التي تجلت بعد إشهار فريق مبادرة «رائدات السلام 1325» عام 2015 في الكويت، كما كان لذلك الأثر بالغ الأهمية للتعاون والتنسيق من أجل سلام يطمح إليه العالم تمكنه المرأة في منطقة ملتهبة، ويعتمد في مضمونه على بنود وقرارات الأمم المتحدة، وقد توج هذا التعاون بمؤتمر احتضنته الكويت حول المرأة والسلام، شاركت فيه فيدرالية المرأة للسلام وتزامن مع احتفال العالم بيوم المرأة العالمي 8 مارس 2019.
[ad_2]
Source link