سياسة وكرة قدم.. في افتتاح «كان»
[ad_1]
ليلاس سويدان –
تناسى الفرنسيون، قليلا، السترات الصفراء، والتفتوا إلى بذلات السهرة السوداء وفساتين النجمات في افتتاح مهرجان كان السينمائي، أول من أمس في دورته الـ72. لكن يبدو أن كل الطرق تؤدي إلى السياسة ومنها طريق الفن بالطبع، وهو ما يمكن فهمه من اختيار فيلم «الموتى لايموتون» للمخرج الأميركي جيم جارموش لافتتاح المهرجان، وهو فيلم يقدم هجوما ساخرا على السلطات التي تقود العالم بشأن سياساتها الحالية المتعلقة بالتغير المناخي والهجرة. وكان رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية للمهرجان- المخرج المكسيكي، أليخاندرو غونزاليس إيناريتو- ومن خلال مؤتمر صحافي قبل عرض الفيلم بساعات، قد أطلق تصريحات تتهم قادة العالم بالانجرار إلى «الحنق والغضب والأكاذيب». ومن المتوقع أن تزداد حمى الاهتمام بالسياسة مع استمرار فعاليات المهرجان، وذلك بفضل وجود أعمال جديدة لمخرجين مخضرمين تميزت أفلامهم بوعي اجتماعي نقدي، مثل كين لوتش وتيرنس ماليك، فضلا عن أول فيلم مدرج على المنافسة الرسمية من إخراج امرأة سوداء، وهو «اتلانتيك» لماتي ديوب.
عودة الكبار
هذه الدورة من المهرجان يعتبرها النقاد حدثا استثنائيا يمكن عنونته بـ«دورة الكبار»، ويعتبر المخرج الأسباني بيدرو ألمودوفار أبرز المرشحين للفوز بالسعفة الذهبية لهذا العام من خلال فيلمه «الألم والمجد»، وإلى جانب ألمودوفار، يشارك عدد من المخرجين العالميين في المسابقة، بينهم المخرج البريطاني كين لوتش من خلال فيلم «آسف، اشتقنا إليك»، والأميركي تيرينس مالك بـفيلم «حياة خفية»، إضافة إلى الشقيقين البلجيكيين لوك-بيار دارلين بفيلم «أحمد الصغير».
المشاركة العربية
وتحضر السينما العربية في المهرجان من خلال مجموعة من الأفلام، موزعة على الدول التالية: فلسطين والمغرب وتونس والجزائر ومصر. ويشارك المخرج الفلسطيني إيليا سليمان من خلال فيلم «إنها حتما الجنة» في المسابقة الرسمية، إضافة لفيلم «مكتوب ماي لوف إنترمتزو» للمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبداللطيف كشيش. بينما تشارك الجزائرية مونيا بيدور بـ«بابيشا»، والمغربية مريم توزاني بـ«آدم»، و«زوجة أخي» للتونسية مونيا شكري، في مسابقة «نظرة ما» التي تترأس لجنة تحكيمها المخرجة اللبنانية نادين لبكي.
استبعاد أفلام «نتفليكس»
للعام الثاني على التوالي يرفض مهرجان كان عرض أفلام شبكة نتفليكس، بعد فشلهم في الوصول إلى حل وسط، أمام إصرار إدارة المهرجان على عرض أفلام ستطرح في دور العرض السينمائي من دون الاكتفاء بعرضها على المنصة الإلكترونية على الإنترنت، وهو ما يعني أن أفلام The Irishman للمخرج مارتن سكورسيزي، The Laundromat وThe King، لن تعرض في المهرجان.
وأكد بيير ليسكور، رئيس المهرجان، عدم السماح لأي من أفلام نتفليكس بالتنافس، على الرغم من أن القواعد أكثر مرونة في فئات أخرى، وهو ما يفسر إدراج حلقتين من مسلسلToo Old to Die Young للمخرج نيكولاس ويندينغ ريفين، للعرض خارج المسابقة، كما قال تيري فريمو، المدير الفني للمهرجان، إنه لا يواجه مشكلة مع الشبكة، حيث رحب بصناع الأفلام بالمشاركة في المهرجان، فالمخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو الذي شارك بفيلم Okja عام 2017، عاد ليشارك العام الحالي بفيلم Parasite.
فيلم عن مارادونا
كرة القدم وأساطيرها لها نصيب في مهرجان كان السينمائي، لذلك سيكون حضور المهرجان على موعد مع فيلم وثائقي عن مارادنا، أسطورة كرة القدم الأرجنتيني، يعرض خارج إطار المسابقة الرسمية. يركز مخرج الفيلم آصف كاباديا على دييغو الإنسان أكثر منه مارادونا النجم. وهو ينوي بذلك اختتام ثلاثية بدأها مع «سينا» حول بطل سباقات الفورمولا واحد، البرازيلي أيرتون سينا، الذي توفي عن 34 عاما خلال سباق، واتبعه بـ«إيمي» الذي يستعيد حياة المغنية البريطانية إيمي واينهاوس التي توفيت عن 27 عاما (حاز أوسكار في 2016). وقال كاباديا «هذه المرة أردت أن أهتم بشخص لا يزال حيا ووجوده يبقى قويا». يذكر أنها ليست المرة الأولى التي سيكون فيها مارادونا في «كان» لحضور فيلم عنه، فقد سبق أن حضر فيلم أميركوستوريتسا عنه عام 2008.
ملصق المهرجان
قدم مهرجان كان السينمائي تحية الى السينمائية البلجيكية الراحلة أنييس فاردا من خلال الملصق الخاص بالدورة الـ72. ويعبّر هذا التكريم عن تقدير «كان» لواحدة من رائدات «الموجة الجديدة» في السينما الفرنسية في ستينات القرن العشرين، والتي رحلت عن عالمنا قبل أسابيع قليلة بعد صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر ناهز 90 عاماً. وللمهرجان الفرنسي قيمة خاصة في مسيرة الراحلة، إذ حضرت في مسابقاته الرسمية من خلال 13 فيلماً، وشاركت عام 2005 في لجنة تحكيمه، كما ترأست لجنة تحكيم فئة الكاميرا الذهبية عام 2013، لتعود وتكرّم عام 2015 بمنحها «سعفة فخرية عن مجمل أعمالها».
تكريم ديلون رغم الاحتجاجات
إدارة المهرجان اختارت أن تمنح جائزة السعفة الذهبية الشرفية لآلان ديلون أيقونة السينما الفرنسية، رغم انتقادات المحتجين الذين وقعوا على عريضة على الإنترنت احتوت على أكثر من 17 ألف توقيع لمنع ذلك. وسبب هذه الاحتجاجات التي قادتها جمعيات نسائية في الولايات المتحدة وفرنسا، مواقف ديلون المعادية للمهاجرين والمثليين، وتصريحاته التي وصفت بأنها مهينة للمرأة ولاتحترم حقوقها. إدارة مهرجان كان دافعت عن تكريمها لديلون واصفة إياه بـ«الممثل الأسطوري وجزء من تاريخ كان»، ومؤكدة بأنه سيحظى بهذا التتويج ليس لمواقفه، وإنما لتاريخه السينمائي وأدواره أمام الكاميرا، بينما لم يعلق حتى الآن الممثل الفرنسي على هذا الجدل.
[ad_2]
Source link