أخبار عربية

الحرب الأفغانية: بدء محادثات سلام “تاريخية” بين الحكومة الأفغانية و طالبان في قطر


أفغانستان

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

3 أجيال منذ انفجار قنبلة في إقليم بلخ، الكثير من الأفغان لم يعرفوا السلام

بدأت أول محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان في قطر، بعد أشهر من التأخير.

ووصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الاجتماع بأنه “تاريخي” أثناء توجهه إلى الدوحة لحضور مراسم بدء المحادثات.

وكان من المقرر أن تبدأ هذه المحادثات بعد اتفاق أمني بين الولايات المتحدة وطالبان في فبراير/شباط الماضي.

لكن الخلافات حول عملية تبادل الأسرى المثيرة للجدل أوقفت المرحلة التالية، وهو الأمر الذي أسهم فيه أيضا استمرار أعمال العنف في أفغانستان، حيث ظل مأزق الحرب المتواصلة لنحو أربعة عقود قائما من دول حل.

وقد غادر وفد من كبار المسؤولين الأفغان كابول متوجها إلى الدوحة يوم الجمعة 11 سبتمبر/أيلول، وهو اليوم الذي شهد قبل 19 عاما هجمات مميتة على الولايات المتحدة، وهي الهجمات التي أدت إلى نهاية حكم طالبان.

وقال رئيس الوفد عبد الله عبد الله إنهم يسعون إلى “سلام عادل وكريم”.

ومن جانبها، أكدت طالبان يوم الخميس أنها ستحضر بعد إطلاق سراح مجموعة أخيرة من الأسرى وعددهم 6.

ما هو المتوقع من المحادثات؟

هذه هي المحادثات المباشرة الأولى بين طالبان وممثلي الحكومة الأفغانية، وكان المسلحون يرفضون حتى الآن اللقاء بممثلين من الحكومة، التي وصفوها بأنها “دمى” أمريكية عاجزة.

ويهدف الجانبان إلى تحقيق مصالحة سياسية وإنهاء عقود من العنف بدأت مع الغزو السوفيتي عام 1979.

مصدر الصورة
EPA

Image caption

وفود حضرت اجتماع لويا جيرغا لبحث إطلاق سراح أسرى طالبان

وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات في مارس/ آذار الماضي، لكنها تأجلت مرارا بسبب الخلاف بشأن عملية تبادل الأسرى التي تمت الموافقة عليها في اتفاق فبراير/ شباط بين الولايات المتحدة وطالبان، فضلا عن استمرار العنف في البلاد.

ويحدد اتفاق آخر ، منفصل ولكنه ذي الصلة، بين الولايات المتحدة وطالبان جدولا زمنيا لانسحاب القوات الأجنبية مقابل ضمانات لمكافحة الإرهاب.

واستغرق الانتهاء من هذا الاتفاق أكثر من عام، ومن المتوقع أن تكون المحادثات بين الحكومة وطالبان أكثر تعقيدا. ويشعر الكثيرون بالقلق من أن التقدم الهش الذي تم تحقيقه في مجال حقوق المرأة يمكن التضحية به في هذه العملية.

وتمثل المحادثات أيضا تحديا لطالبان التي سيتعين عليها طرح رؤية سياسية ملموسة لأفغانستان. لقد كانوا غامضين حتى الآن حيث قالوا إنهم يرغبون في رؤية حكومة “إسلامية” ولكنها “شاملة” أيضا.

وقد تقدم المحادثات المزيد من الأدلة على كيفية تغير هذه الجماعة المسلحة منذ تسعينيات القرن الماضي عندما حكمت البلاد مستخدمة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية.

أجواء عاطفية وقلق داخل قاعة المؤتمر في الدوحة

ليز دوسيت كبيرة المراسلين الدوليين في بي بي سي

تغمرني العواطف، متوتر، متفائل بحذر، وقلق، هذه فقط بعض الكلمات التي قالها الأفغان للتعبير عن مشاعرهم في هذه اللحظة.

ففي بلد تحولت فيه نقاط التحول في الماضي إلى مزيد من العنف يتحدث الجميع عن توق عميق للسلام.

لكن الجميع يعرف أيضا العقبات التي تنتظره. فبعد الكلمات الافتتاحية، قال أحد قادة طالبان: “أليس من الأفضل أن نتحدث سويا بدلا من قتال بعضنا البعض؟”.

وكان دبلوماسي أفغاني يشعر بألم شديد وهو يشير إلى أن كل من تحدث في مراسم الافتتاح دعا إلى وقف إطلاق النار، باستثناء طالبان.

لكن سياسيا أفغانيا أشار بشكل إيجابي إلى بيان زعيم طالبان الملا بارادار الذي لم يشر فيه إلى وجود صعوبات فحسب، ولكن أيضا إلى الاستعداد لحلها.

وستأتي الكلمات الأكثر أهمية عندما يجلس الأفغان في أول محادثات رسمية وجها لوجه، وما يهم بنفس القدر هو أن ساحة المعركة مازالت مشتعلة في أفغانستان.

ماذا يتضمن اتفاق فبراير/شباط؟

وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو على سحب جميع القوات في غضون 14 شهرا، بينما التزمت طالبان بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها.

جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو

اتفاق امريكا وطالبان:”أخشى ألا تسمح لي حركة طالبان بالعمل”

ووافقت الولايات المتحدة أيضا على رفع العقوبات المفروضة على طالبان والعمل مع الأمم المتحدة على رفع العقوبات المنفصلة ضد الحركة، فضلا عن خفض عديد قواتها في البلاد من حوالي 12 ألفا إلى 8600 وإغلاق العديد من القواعد.

وتنتشر القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان منذ ما يقرب من عقدين بعد شن ضربات جوية للإطاحة بحركة طالبان في عام 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول المميتة التي شنتها القاعدة في نيويورك، وكانت حركة طالبان، التي قامت بحماية زعيم القاعدة أسامة بن لادن، قد رفضت تسليمه حينها.

ولم تشارك الحكومة الأفغانية في اتفاق فبراير/ شباط، لكنها توقعت أن تبدأ محادثات سلام مع طالبان في مارس /آذار الماضي.

كما نص الاتفاق على الانتهاء من عملية تبادل الأسرى لنحو 5 آلاف سجين من طالبان و ألف من أفراد الأمن الأفغان المحتجزين لدى الحركة، قبل البدء المزمع لمحادثات مارس/ آذار الماضي.

ماذا حدث منذ ذلك الحين؟

اختلف مفاوضو الحكومة وممثلو طالبان حول عدد السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم ومن سيكونون. كما أدى استمرار العنف إلى توقف الأمور.

ويعتقد أن بعض الرجال الذين أرادت طالبان الإفراج عنهم، هم قادة متورطون في هجمات كبيرة.

مصدر الصورة
EPA

Image caption

عناصر من طالبان بصدد مغادرة سجن حكومي

وقال أحد المفاوضين الحكوميين في ذلك الوقت: “لا يمكننا إطلاق سراح قتلة شعبنا”.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الشهر الماضي، فإن ثلاثة أفغان متهمين بالتورط في مقتل جنود أمريكيين كانوا أيضا محل خلاف.

وكان التقدم بطيئا، لكن في أغسطس / آب الماضي بدأت الحكومة الأفغانية في إطلاق سراح آخر 400 سجين من طالبان، بعد أن تمت الموافقة على هذه الخطوة من قبل المجلس الكبير، وهو مجلس لويا جيرغا لشيوخ القبائل الأفغانية.

إبرام اتفاق سلام في أفغانستان لانهاء حرب مستمرة منذ 18 عاماً

مباحثات أمريكا وطالبان: هل هي مقدمة لاتفاق سلام شامل في أفغانستان؟

هل انتصرت حركة طالبان في أفغانستان؟

تفجير دام يستهدف نائب الرئيس الأفغاني

11 سبتمبر: ماذا حدث لتنظيم القاعدة؟

قصة الفتاة التي حملت البندقية “للدفاع عن أسرتها” في أفغانستان

ولم يتم إطلاق سراح كل أفراد المجموعة الـ 400 على الفور، بعد أن اعترضت كل من فرنسا وأستراليا على إطلاق سراح 6 سجناء متهمين بارتكاب هجمات قاتلة ضد رعايا البلدين،ومن بينهم عمال إغاثة.

وقد أزال العقبة الأخيرة أمام المفاوضات إطلاق سراحه هولاء ونقلهم إلى الدوحة عشية بدء المحادثات.

أطول حرب أمريكية

كان الصراع في أفغانستان المتواصل منذ نحو 19 عاما، والذي أطلق عليه اسم عملية الحرية الدائمة وفيما بعد عملية حارس الحرية، هو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.

في البداية في عام 2001، انضم تحالف دولي إلى الولايات المتحدة في حربها وسرعان ما تمت الإطاحة بطالبان من السلطة. لكن الجماعة المتشددة تحولت إلى قوة متمردة تتوغل وتشن هجمات مميتة ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والجيش الأفغاني وكذلك مسؤولين بالحكومة الأفغانية.

وقد أنهى التحالف الدولي مهمته القتالية في عام 2014. وبلغ إجمالي عدد قتلى قوات التحالف في تلك المرحلة حوالي 3500، وقد قتل أكثر من 2400 جندي أمريكي بينما فقدت بريطانيا أكثر من 450 من جنودها.

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

تصاعدت هجمات طالبان منذ أنهت القوات التي تقودها الولايات المتحدة مهمتها القتالية

وقدر معهد واطسون بجامعة براون في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 مقتل أكثر من 43 ألف مدني و64 ألفا من أفراد الأمن الأفغان و 42 ألفا من المقاتلين المناهضين للحكومة، ولن تعرف الأرقام الحقيقية أبدا.

وواصلت الولايات المتحدة عملياتها القتالية المحدودة بعد 2014 بما في ذلك الضربات الجوية. وفي غضون ذلك واصلت طالبان اكتساب الزخم، وهي تسيطر الآن على مساحة من الأراضي هي الأكبر على الإطلاق منذ هزيمتها في عام 2001.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى