أخبار عاجلةمقالات

التفكير المفرط … بقلم الدكتور عبدالله السبيعي

إيسايكو: التفكير المفرط … بقلم الدكتور عبدالله السبيعي

كثير من الناس هذه الأيام يشكو من كثرة التفكير أو (التفكير المفرط)…
‏الموضوع لا يحتاج إلى تعريف، ولكن..
‏ما سبب كثرة التفكير؟
‏الحقيقة أن كثرة التفكير هي استجابة معقدة لتحديات ومتطلبات الحياة المعاصرة. وتظهر على شكل خوف وهم وقلق زائد، وتضخيم الأمور وتوقع أسوء المآلات. وهذه بدورها تتحول لدوران لا يتوقف بين التفكير السلبي “الكارثي” والقلق المتزايد.

‏ما هي أضرار كثرة التفكير؟
‏1. تعطيل الأنشطة اليومية: مما يؤدي إلى ضعف الكفاءة، وعدم القدرة على الاستمتاع. وكذلك الشعور بالقلق أو الخوف الدائم، غالبا حول أمور خارجة عن سيطرتنا.
‏2. عدم القدرة على اتخاذ القرار: كثرة التفكير يمكن أن تعيق صنع القرار. وتتسبب في الإسهاب المفرط في العواقب المحتملة، مما يؤدي إلى التردد والتسويف.
‏3. المشكلات النفسية: مثل حالات القلق والاكتئاب، وعدم الثقة بالنفس والأرق وفقدان الشغف. وكل ذلك نتيجة الأفكار السلبية أو الكارثية.
‏4. تدهور العلاقات: التفكير المفرط يمكن أن يوتر العلاقات الشخصية والمهنية. ويحدث ذلك ربما بسبب سعيهم الذين يعانون من هذه المشكلة إلى الطمأنة من خلال سلوكيات مزعجة أو غير مفهومة، مثل كثرة الشكوى وتكرار الأسئلة والإلحاح في الطلبات.
‏كيف نتعامل مع كثرة التفكير؟
‏1. التركيز على ما يمكن التحكم فيه: إضاعة الجهد والوقت على أشياء لا يمكن التحكم فيها يؤدي إلى الإحباط والمزيد من التفكير. لذلك ركز على المجالات التي يمكنك فيها إحداث فرق، مثل ردود أفعالك وخياراتك، لكي تقلل مشاعر العجز والقلق.
‏2. تحديد أهداف واقعية: وضع أهداف واضحة وقابلة للتحقيق يقلل من القلق الناتج عن السعي لتحقيق الكمال الذي لا يمكن تحقيقه أو الأهداف المحلقة في السماء. من المفيد أيضا تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للتعامل، لاستمرار الشعور بالنجاح وتجنب الشعور بالإرهاق والفشل.
‏3. ممارسة اليقظة: أي البقاء حاضراً والانخراط الكامل في اللحظة الحالية. ذلك يساعد أن تصبح أكثر وعيا بأفكارك ومشاعرك وأقل تفاعلا معها. كذلك قد تفيد بعض فنيات خفض التوتر مثل التنفس العميق والتأمل وتمارين الذهن في تهدئة العقل وتقليل الميل إلى الإفراط في التفكير.
‏4. قبول عدم اليقين: الحياة كلها مبنية على الإحتمالات. وقبول هذه الحقيقة يمكن أن يقلل بشكل كبير من القلق. وعوضاً عن القلق بشأن ما يمكن أن يحدث، ركز على التعامل مع ما يأتي في طريقك. هذا القبول لا يعني اليأس والإستسلام بل بفهم أن بعض الأشياء خارجة عن إرادتك ودورك هو القبول بها والتوكل على الله.
‏5. تعزيز نظام الدعم: سواء الدعم النفسي والمعنوي من خلال شبكة الأصدقاء أو العائلة، أو مجموعة دعم مختصة أو مهتمة تشاركك أفكارك ومشاعرك. وفي بعض الأحيان، مجرد التحدث عن مخاوفك يجعلها تهون عليك وتساعدك في وضعها في حجمها الصحيح والتقليل شدتها.
‏6. الرعاية الذاتية والصحية: مثل النشاط البدني المنتظم، والنظام الغذائي المتوازن، والنوم الكافي. كل هذه الأمور مهمة للصحة وتساعد في تحسين حالتك المزاجية وزيادة مستويات الطاقة لديك وخفض التوتر.
‏7. المساعدة المهنية: إذا أصبح الإفراط في التفكير والقلق أمراً فوق طاقتك، فمن الأفضل لك طلب المساعدة من مختص نفسي، يساعدك في تعلم استراتيجيات إدارة التفكير المفرط، والتعامل مع التوقعات السيئة في الحياة بشكل أكثر فعالية.

أ.د/ عبدالله بن سلطان السبيعي

استشاري الطب النفسي

مركز إدراك الطبي – الرياض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى