أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

الابتكار والشغف والفضول مواصفات الكاتب في (أدب الطفل) مقال بقلم زكية الشبيبية

 

دخلت عالم الطفل من خلال “طبشورة الخجولة”

* لا بد من حزمة إعلامية قوية توجه الطفل وتصقل خياله ومنها “القناة التلفزيونية”

كتب ـ خميس الصلتي:
دائما ما يكشف معرض مسقط الدولي للكتاب عن حضور الكاتب العماني وتعدد توجهاته في الشأن الثقافي، وهذا إن دل، فيدل على السعي من أجل إيجاد تواصل مع القارئ العماني وتطلعاته المتعددة، ولأدب الطفل نصيب كبير من ذلك الحضور الذي طالما وجد ضالته بين ثنايا المعرض، حيث الكتب وحلقات العمل والمسرحيات والألعاب المثرية.

طبشورة الخجولة

الكاتبة العمانية زكية الشبيبية مؤلفة إصدار “طبشورة الخجولة”، والصادر عن دار مصابيح العراقية لأدب الطفل، أكدت حضورها في دورة معرض مسقط الدولي للكتاب الماضية من خلال كل ما يتناسب مع الطفل من طرح يغذي عقله ومخيلته. هنا تقرّبنا الكاتبة من هذا الإصدار، وتقول: “طبشورة الخجولة” هو إصدار يناسب الأطفال من عمر ٦ وحتى ١٢، حيث قامت مريم القمشوعية بالعمل على الرسوم بكافة أنواعها، ويتكلم الكتاب عن قيمة الأشياء الصغيرة في حياتنا التي لا يجب أن نستهين بها، فالنص يخاطب الطفل بأن يكون ذا أثر جميل، وأن يترك بصمة من النجاح كما فعلت طبشورة رغم صغر حجمها، فهي لم تكف عن العمل الدؤوب في نشر العلم والمعرفة أثناء وجودها في غرفة الصف، كذلك تحفز الطفل بأن يرسم حلما ويسعى لتحقيقه فلا يفقد الأمل.

أدب الطفل

وحول خصوصية أدب الطفل والحضور الإيجابي له في السلطنة، تتحدث الشبيبية في المقابل عن التحديات التي تواجهه، ومدى تحقق أسسه وبرامجه، وهنا تشير: أدب الطفل بدأ مؤخرًا حافلا بالكثير من الكتاب العمانيين الذين عملوا على أنفسهم حيث قادهم شغفهم الى الكتابة والخروج بإصدارات متنوعة، دون أن يساعدهم أحد أو تتبناهم جهة معنية بالأمر، في حين هناك من يملك حس الكتابة والشغف للإقتراب من هذا النوع من الأدب البريء، يحتاج الى من يأخذ بيديه ليفتح عينيه جيدا لهذا العالم الرحب الواسع الذي يجب أن يدّرس وتخصص له البرامج التدريبية المكثفة، وكذلك الحلقات العلمية العملية هذا من حيث الكاتب، أما من حيث المتلقي وهو الطفل فالحاجة باتت كبيرة لأن تصل هذه النصوص وغيرها من الأعمال إلى أكبر شريحة من الأطفال، فنحن هنا أمام تحد إعلامي قوي يجب يسلط على أدب الطفل ويقترب من بيوتنا اكثر، بمختلف أشكاله مسموعا كان أم مقروءا أم مرئيا ، ويكون له تأثير كبير خاصة وأننا أمام مسؤولية صنع طفل ينتمي ويعتز بهويته ودينه وثقافته.

مكونات أدبية

وحول مكونات أدب الطفل التي لا حصر لها، والمحفزات التي تجعل من الأديب شاقًا لطريقه، والشروط التي يجب ان تتوفر في الكاتب لأدب الطفل تميزه عن غيره تقول الكاتبة زكية الشبيبية: هناك مكونات أو عناصر تصنع هذا القالب الطفولي من خلال هذا الأدب الذي يقدم للأطفال خاصة (القصة، الشعر، المسرحية، الحكايات، قصص الخيال العلمي، روايات الفتيان والناشئة). وشغف الكاتب أولها، فتجده بدافع هذا الشغف يقتنص المواقف واللحظات ويحبكها جيدا ليخرج بفكرة وقالب متقن للعمل به، وأن يمتلك لغة سهلة رشيقة موجهه للطفل دون تكلف وصعوبة وقد يحتاج حتى يتقنها الى حلقات تعينه ممن سبقوه ولهم باع طويل في هذا المجال، فالإسهاب غير محبذ في النصوص الموجهة للطفل نحن بحاجه لأن ننقل لغة المعرفة ونحقق الهدف المرجو بطريقة اكثر إمتاعاً وتشويقا دون أن يشعر الطفل بالملل، وما يميز الكاتب في مجال أدب الطفل عن غيره هو قدرته على الإبتكار والخروج عن المألوف في طرح النصوص وتناولها كما يبهرنا كتاب كثيرون مميزون بكتبهم وأفكارهم الغريبة.

القصة القصيرة والكاتب

المتتبع للكاتبة زكية الشبيبية يلحظ تلك البدايات من كتابة القصة القصيرة، وهنا تعرفنا على تلك البدايات وأهم خصائصها وتقول: أول بداياتي كانت الكتابة للكبار، كنت اقرأ كثيرا وتغريني الكتابة لمحاكاة ما اقرأه بنهم شديد في مجالات متنوعة كالقصة القصيرة، النصوص النثرية والخواطر، وما زلت لا أستغني عن الكتابة في هذا الجانب خاصة ردود الأفعال المبهجة التي أتلقاها من الأصدقاء، عندما يقرأون ما أكتبه ويطرحون علي سؤالا يتمثل في: لماذا لا تكتبين للكبار؟ يجب أن تكتبي رواية، مجموعة قصصية، فالذي حدث ان مصادفة دفعتني لعالم الطفل فأحببته ووجدت نفسي أركز عليه اكثر وأعطيه اهتماما اكبر، ولكن في نفس الوقت سأحرص أن لا أهمل مجال التأليف للكبار، وأنا أعمل على إصدار مجموعة قصصية لعلها تبصر النور قريبا. وهنا أشير إلى أن على الكاتب في الشأن نفسه أن يبذل قصارى جهده لتلقي المعرفة والاستزادة قدر المستطاع سيما وأنه اختار الطريق الذي سيشقه ولن يتأتى له النجاح اذا لم يجتهد ويعمل على تطوير نفسه فتجارب الآخرين تبصرك كثيرا لما تجهله، ولازلت أجد نفسي مقصرة في هذا الجانب، وفي الحقيقة أيضا يحتاج الكاتب في أدب الطفل الى احتضان الجهات المعنيىة لأعماله وقبولها بدءا بدور النشر ودورها في تحفيز الكتاب وتنظيم مسابقات مستمرة بهذا الشأن، وأي جهة أخرى معنية بذلك يجب أن تخلق الفرص لهؤلاء الكتاب وتذلل لهم الصعاب، وعلى سبيل المثال الذي يستحق الذكر والإشادة هناك مكتبة كنوز المعرفة التي تشجع الكتاب وتستقبل أعمالهم وتتكفل بكل شيء، أيضا يتمنى الكاتب أن يصل عمله الى أكبر شريحة ممكنه من أطفال العالم وهذا الذي لايحدث، إذ نجد صعوبة في التسويق والتوزيع لعدم توفر جهات ومؤسسات داعمة تساعد على تحقيق ذلك.

أمنية من أجل الطفل

للكاتبة زكية الشبيبية كغيرها من الكتاب العديد من الأمنيات التي تتمني تحقيقها في شأن أدب الطفل وما يعزز من وجوده وهنا تقول الكاتبة : أتمنى أن تتوفر حزمة اعلامية متكاملة قوية، أولها “قناة” تلفزيونية متخصصة” بالإضافة إلى (مجلة)، تعنى بأدب الطفل، وبدعم من المؤسسات الرسمية والخاصة الإعلامية في السلطنة، تصل تلك الحزمة إلى كل بيت، كي تكون مساحة خضراء لتفاعل الكتاب ومشاركتهم بمختلف أعمالهم ولأقلام الأطفال المبدعين الموهوبين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى