أخبار متنوعةمقالات

الفصل بين الإجازة والرجوع الى العمل … بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: الفصل بين الإجازة والرجوع الى العمل … بقلم الدكتورة هلا السعيد

* التخلي عن الشعور بالراحة والاستجمام قد يصيب الإنسان بالتوتر والارتباك عند العودة للعمل بعد الإجازة.. ماهي اسبابها؟

الإجازات طريقة رائعة لتعيد شحن طاقتك وتسترخي وتستمتع ببعض الوقت بعيدًا عن ضغوطات العمل؛ لكن العودة إلى العمل بعد الإجازة يمكن أن تكون مرحلة انتقالية صعبة لكثير من الناس. عادة ما يشار إلى هذا الشعور بالحزن وغياب الحافز والحالة العاطفية السلبية العامة التي تلي الإجازة على أنها: “اكتئاب ما بعد الإجازة“.
يمكن أن يؤثر اكتئاب ما بعد الإجازة، والمعروف أيضًا باسم اكتئاب ما بعد السفر، على أي شخص بغض النظر عن نوع الإجازة أو طولها. وقد تشمل أعراضه الشعور بالتعب وسرعة الانفعال والقلق وغياب الحافز للعودة إلى العمل أو إلى الروتين الطبيعي. ومن الطبيعي أن تشعر إلى درجة ما بالحزن عند انتهاء إجازتك؛ لكن من المهم الوعي بهذه المشاعر والتعامل معها بشكل صحي لتجنب الآثار السلبية المطولة على صحتك العقلية وإنتاجيتك في العمل، حيث يمكن أن تؤدي تلك المشاعر إلى تفاقم المشاكل النفسية الأخرى مثل القلق أو الاكتئاب، أو أن تؤدي إلى صدامات مع الزملاء، أو إلى انخفاض الرضى الوظيفي بشكل عام. وإذا استمرت هذه الأعراض مع مرور الوقت، فقد تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي، وهو حالة من الإرهاق العاطفي والجسدي والعقلي تعيق المصاب بها عن أداء عمله بفاعلية وإتقان.

هناك عدة عوامل تسهم في حدوث اكتئاب ما بعد الإجازة، ومن بينها:
1- التغير في الروتين: غالبًا ما يعني الذهاب في إجازة تغيير روتينك اليومي، مما قد يسبب التوتر والقلق عند العودة إلى العمل أو إلى الروتين السابق.
2- الانقطاع عن العمل: خلال الإجازات يمكنك الانفصال التام عن العمل والمسؤوليات التي تترتب عليه. ويمكن أن تكون العودة إلى العمل مربكة ومسببة للقلق بسبب التفكير بالمسؤوليات التي يجب العودة إليها.
3- فقدان السيطرة: يمكنك أثناء الإجازة التحكم في جدولك وأنشطتك. وبالمقابل، تعني العودة إلى العمل أنه يجب عليك اتباع جدول زمني محدد والالتزام بالمواعيد النهائية التي يحددها الآخرون.
٤-التعود على أسلوب حياة مختلف وأكثر استرخاءً.

أعراضه اكتئاب ما بعد الإجازة:
الأرق وانخفاض الطاقة والقلق وقلة التركيز، قلة النوم صداع ذيادة بضربات القلب التوتر والقلق والخوف والاكتئاب
أن عواقب التوترات الداخلية قد تكون وخيمة على صحة الجسم. فإن كان الجسم متوترًا، فإن الدماغ يرسل مشاعر مثل الأرق أو الأفكار السلبية، وتتمثل العواقب في ظهور أعراض مثل نقص التركيز وزيادة ضربات القلب وتعرق اليدين أو آلام المعدة.
تشمل الأعراض :
-استمرار الشعور بالحزن أو القلق أو الفراغ.
-الشعور باليأس أو التشاؤم.
-الشعور بالضيق أو الإحباط أو القلق.
-الشعور بالذنب أو انعدام القيمة أو العجز.
-فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة عادة.
-التعب أو نقص الطاقة.
-صعوبة في التركيز.
-تغييرات في أنماط النوم.
-تغيرات الشهية.
-تغيرات الوزن غير المبررة.
-الأوجاع والآلام الجسدية غير المبررة.
إذا عانى الأشخاص من بعض ما سبق بشكل يومي، لمدة أسبوعين أو أكثر، فقد يشير ذلك إلى الاكتئاب.

* هل هناك طرق أو خطوات للفصل بين العودة من الإجازة والرجوع للعمل يمكن الأشخاص اتباعها لتقليل الشعور بعدم الرغبة في العودة للعمل؟

للتغلب على اكتئاب ما بعد الإجازة يمكنك اتباع الطرق التالية:
1- عد إلى العمل تدريجيًا: خطط مبكرًا لعودتك إلى العمل من خلال جدولة المهام ذات الأولوية المنخفضة في الأيام الأولى لعودتك. سيمنحك هذا الوقت لقراءة رسائل البريد الإلكتروني التي فاتتك وأداء المهام البسيطة الأخرى دون الشعور بالإرهاق.
2- تواصل مع زملاء العمل: تواصل مع الزملاء واطلع منهم على ما فاتك. يمكن أن يؤدي وجود شخص ما تشارك تجارب إجازتك معه إلى تسهيل العودة مرة أخرى إلى جو العمل.
3- ابق منظمًا: ضع قائمة بالمهام وحدد أولوياتها لتبقى منظمًا وعلى رأس عملك. سيساعدك هذا بالشعور بمزيد من التحكم وتقليل القلق.
4- اعتن بصحتك الشخصية: اعتن بصحتك الجسدية والعقلية من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي. انخرط في الأنشطة التي تجعلك تشعر بالرضى، مثل القراءة أو التأمل أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
5- عبّر عن شعورك: تحدث عما تشعر به مع زملائك أو مديرك. قد تجد أن زملاءك يعانون من نفس المشاعر التي تشعر بها، وقد يكون التحدث عنها تجربة شافية لكم. كما قد يتفهم مديرك ما تشعر به ويقدم لك الدعم مثل تخفيف عبء العمل أثناء الفترة الانتقالية. ويمكن لأخصائي الصحة النفسية إن استشرته أن يزودك بأدوات واستراتيجيات فعالة للتعامل مع عواطفك بشكل صحي.
قد يكون من الصعب التخلص من اكتئاب ما بعد الإجازة، ولكن يمكنك إن اتبعت الاستراتيجيات الصحيحة أن تتعامل مع هذه المشاعر وأن تحافظ على إنتاجيتك مرتفعةً ونفسك سليمةً. تذكر دومًا أن من خلال الطرق السابقة ستتمكن من التغلب بنجاح على اكتئاب ما بعد الإجازة والاستمرار بالتطور في حياتك الشخصية والمهنية.

* ماذا عن اكتئاب مع بعد الإجازة.. وكيف يمكن علاجه في أسرع وقت لإنجاز العمل؟
التوتر والقلق والخوف والاكتئاب كلها مشاعر سلبية قد تحول حياتنا إلى جحيم إن لم نستطع التغلب عليها والتخلص منها، بيد أن هذا الأمر ليس بهذه السهولة التي نتصورها، فمشاعر القلق والتوتر تتسلل إلى حياتنا رغما عنا، فالحياة التي نعيشها والأحداث المحيطة والمجتمع وظروف العمل والعائلة كلها قد تسبب ضغوطا داخلية كبيرة وتوترا داخليا.
أن عواقب التوترات الداخلية قد تكون وخيمة على صحة الجسم. فإن كان الجسم متوترًا، فإن الدماغ يرسل مشاعر مثل الأرق أو الأفكار السلبية، وتتمثل العواقب في ظهور أعراض مثل نقص التركيز وزيادة ضربات القلب وتعرق اليدين أو آلام المعدة.
بيد أن الحل قد لا يكون دائما عبر اللجوء للأدوية والعقاقير، فهناك بعض الطرق اليومية للتعامل مع العصبية وتخفيفها على المدى القصير والطويل، والتي نقدمها هنا، مع تأكيدنا أن النصائح هنا هي للاسترشاد فقط وليست بديلا عن الطبيب، وإذا كنت تشعر بالقلق والتوتر بشكل مستمر فراجع الطبيب
وهنا بعض الطرق :
١-الاسترخاء العقلي
إذا كنت تعاني من الأفكار السلبية والقلق من المهم أن تدع عقلك يرتاح وأن تعيد توجيه أفكارك. فطرح أسئلة على الذات مثل “هل يتعين عليّ فعل هذه المهمة اليوم؟” أو “ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث نتيجة لذلك؟” قد تكون مفيدة لدرء المخاوف والقلق.
٢-تشجيع النفس
قبل الذهاب إلى الفراش أو بعد الاستيقاظ، يمكنك كتابة تأكيدات إيجابية مثل “أنا أثق بقدراتي”، وقلها بصوت عالٍ. إذا استوعبت هذه المعتقدات، فيمكنها زيادة احترامك لذاتك على المدى الطويل وتقليل التوتر.
كذلك كرر الأمر قبل تنفيذ مهام العمل، يمكنك دائمًا تذكر الجمل “يمكنني القيام بذلك” أو “أثق في قوتي الداخلية”، أو الأفضل من ذلك كله قلها بصوت عالٍ
٣-جلب المشاعر الإيجابية إلى الحياة
بمجرد ظهور الأفكار السلبية، يمكنك أيضًا التأثير على الأفكار والمشاعر الإيجابية. في المواقف التي تشعر فيها بالتوتر أو القلق، يمكن أن يساعدك تذكر اللحظات أو المواقف الخاصة التي شعرت فيها بالقوة والراحة.

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدك في هذا:
* تؤثر الموسيقى على حالتنا العاطفية ويمكن أن تستحضر ذكريات معينة.
* انظر إلى الصور التي التقطتها خلال الإجازة، على سبيل المثال.
* تخيل الأماكن الجميلة.
* التركيز على الأفكار والذكريات الإيجابية لا يخفف التوتر فحسب، بل يشتت انتباهك أيضًا عن القلق والتوتر.
الاسترخاء الجسدي وتمارين التنفس:
الاسترخاء الجسدي لا يقل أهمية عن الاسترخاء العقلي. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يساعد المشي لمسافة قصيرة في تخفيف التوتر. إذا كنت تعاني من عصبية مزمنة فعليك تجربة تمارين مثل اليوغا، ويمكن أن تساعدك هذه الأساليب على الاسترخاء على المدى الطويل والتحكم بشكل أفضل في موجات التوتر الجديدة.
كافئ نفسك:
العمل والأسرة والعديد من العوامل يمكن أن تجعلك تشعر بالتوتر. والأهم من ذلك ألا تنسى نفسك وأن تدلل نفسك من وقت لآخر. فكر في كيفية إسعاد نفسك عبر هدايا صغيرة مثل:
* حمام مهدئ.
* أمسية على الأريكة لمجرد قراءة كتابك المفضل.
* طهو طبقك المفضل.
* لقاء مع الاصدقاء.
في بعض الأحيان، يمكن أن تكون للعصبية أسباب جسدية أيضًا مثل الغدة الدرقية، لذلك إذا كنت تعاني من عصبية دائمة مستمرة من الأفضل استشارة الطبيب.
التأمل الواعي
قد يجد الناس أن ممارسة التأمل الواعي يساعد في تقليل القلق. يمكن أن يساعد في منعهم من التركيز المفرط على الماضي أو المستقبل. تتضمن الطرق:
-أخذ نفس عميق من الأنف والزفير عن طريق الفم مع العد.
-المشي وإشراك الحواس لملاحظة ما يحيط بها.
-الأكل ببطء وتذوق كل قضمة لملاحظة القوام والروائح والذوق.
-مسح الجسم من خلال لفت الانتباه إلى كل منطقة والتركيز على شعورها

كيف تكون أكثر حماسًا للعمل بعد الإجازة؟
يمكن من خلال القيام بالأمور التالية أن تكون أكثر حماسًا في أداء عملك بعد الرجوع من الإجازة:

-التخطيط السليم.

وضع الأهداف التي تسعي لتحقيقها.

برمجة النفس على الرجوع.

تذكر نجاحاتك وتقاريرك السنوية.

تذكر أن أسرتك تعتمد عليك وأنت قدوتها.

العودة إلى جدول النوم المعتاد.

التخطيط لبعض الأنشطة الترفيهية أو الاجتماعية الممتعة.

اتباع روتين إيجابي حتى تتمكن من بدء العمل بهدوء.

مواكبة النشاط البدني المنتظم.

ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل.

قد يرغب الأشخاص أيضًا في التخطيط لنشاط ممتع يتطلعون إليه خلال الأسابيع أو الأشهر التالية لإجازتهم.

قد يساعد التخطيط لإجازة مستقبلية، أيضًا في التذكير بأن هناك إجازة أخرى يتطلعون إليها.

إذا كان لدى شخص ما نزاع لم يتم حله في المنزل أو العمل ينعكس بالسلب على حالته المزاجية بعد الإجازة، فقد يكون من الأفضل اتخاذ إجراء للتعامل مع هذه المشكلات قبل الإجازة.
.
كيف تتخلص من الضغوط المرتبطة بالعمل؟
إذا كان الناس يعانون من ضغوط مرتبطة بالعمل نقترح النقاط التالبه للمساعدة في التغلب عليها:
-استخدام دفتر يوميات لتتبع المواقف التي تسبب التوتر وكيفية استجابة الشخص لها.
-إيجاد طرق صحية للتعامل مع التوتر، مثل ممارسة الرياضة والنوم الجيد.
-إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية وتخصيص وقت لهوايات أو أنشطة ممتعة، مثل قراءة كتاب أو قضاء وقت ممتع مع العائلة.
-إنشاء حدود بين العمل والحياة، مثل عدم مراجعة البريد الإلكتروني خارج يوم العمل أو عدم الرد على الهاتف بعد ساعات معينة.
-إتاحة وقت منتظم للراحة وإعادة الشحن بعيدًا عن العمل.

الدكتورة هلا السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى