إلى أين تصل المطالبات بتحقيق دولي في مقتل شيرين أبو عاقلة؟
[ad_1]
حمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل مسؤولية مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة القطرية.
وفي كلمته خلال مراسم تشييع وتكريم أبو عاقلة بمقر الرئاسة في رام الله يوم الخميس 12 مايو/ أيار، قال عباس “رفضنا ونرفض التحقيق المشترك مع السلطات الإسرائيلية، لأنها هي التي ارتكبت الجريمة، ونحن لا نثق بها”.
وأضاف أن السلطة الفلسطينية “ستتوجه فورا إلى محكمة الجنايات الدولية لتعقب المجرمين”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن التحقيق في مقتل شيرين سيكون فلسطينيا صرفا، وأن السلطة الفلسطينية ستشارك نتائجه مع الدول ذات العلاقة بما فيها قطر والولايات المتحدة.
وأكد اشتية في تصريحات لقناة الجزيرة، أن حكومته لن تسلم الجانب الإسرائيلي المقذوف الذي قتل شيرين أبو عاقلة، لأنها “ستقوم بتزويره”، حسب قوله.
إدانات دولية وعربية
كان الاتحاد الأوروبي أدان مقتل أبو عاقلة التي أصيبت بالرصاص أثناء تغطيتها لعملية اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
كما دعت الخارجية الأمريكية إلى تحقيق “فوري ودقيق” وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن مقتلها.
من جانبها طالبت مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة بـ”تحقيق دولي مستقل” في “اغتيال” أبو عاقلة.
وأعلن السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور في مؤتمر صحفي، في مقر المنظمة في نيويورك، أن “المجموعة العربية تبنّت إعلانا يدين بأشد العبارات هذا العمل الإجرامي لسلطات الاحتلال الإسرائيلية وطالبت بتحقيق دولي مستقل في هذه الجريمة”.
أما منظمة العفو الدولية فقالت في بيان لها يوم الأربعاء 11 مايو/ أيار “إن السلطات الإسرائيلية يجب أن تضع حداً لعمليات القتل غير المشروع، والإصابات المتعمدة، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة والاضطهاد، والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، ومن بينهم العديد من الأطفال”.
وقال صالح حجازي، نائب مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “مقتل الصحفية المخضرمة شيرين أبو عاقلة تذكير دامٍ بالنظام القاتل الذي يحاصر الفلسطينيين. فإسرائيل تقتل الفلسطينيين في كل مكان من دون عقاب. كم شخصًا بعد يجب أن يُقتل قبل أن يتحرك المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المستمرة ضد الإنسانية؟”.
من جانبها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها “مفجع ومؤلم قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وهي تغطي اقتحام القوات الإسرائيلية لجنين، حكت في مسيرتها قصص الفلسطينيين تحت الفصل العنصري”.
وأضافت “بحسب شهود أطلقت القوات الإسرائيلية على أبو عاقلة النار. أسابيع بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ليس هنالك “أي قيود” للجيش الذي يستخدم القوة المفرطة بشكل روتيني كما وجدت هيومن رايتس ووتش”.
وأشارت إلى أنه “في 2019 وجدت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية تطلق النار على الصحفيين “مع العلم بمن يكونون”.
وأضافت هيومن رايتس ووتش: “وعود إسرائيل بالتحقيق فارغة. وثّقت المجموعات الحقوقية لمدة طويلة كيف أنّ تحقيقاتهم أقرب إلى “بروتوكولات تلميع الصورة. مقتل شيرين يسلط الضوء على ضرورة قيام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الجرائم المرتكبة في فلسطين”.
وكانت شيرين قد توفيت متأثرة بإصابات خطيرة تعرضت لها في منطقة الرأس خلال تغطيتها اقتحام قوات إسرائيلية لمخيم جنين صباح الأربعاء 11 مايو/آيار، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، كما أصيب الصحافي علي السمودي الذي يعمل أيضاً في قناة الجزيرة القطرية.
وقالت الوزارة، في تصريح إن شيرين “استشهدت جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين”، فيما باشرت النيابة العامة الفلسطينية إجراء تحقيق في الجريمة.
وقال الصحافي علي السمودي الذي كان يرافق أبو عاقلة والذي أصيب برصاصة في أعلى الظهر “ما حصل أننا كنا في طريقنا لتصوير عملية الجيش. فجأة أطلقوا علينا النار، لم يطلبوا منا أن نخرج، لم يطلبوا منا التوقف، أطلقوا النار علينا”.
وأضاف في تسجيل مصوّر “رصاصة أصابتني، الرصاصة الثانية أصابت شيرين. قتلوها بدم بارد لأنهم قتلة”.
وقال السمودي: “لم تكن هناك أي مقاومة، ولو كان هناك مقاومون لما كنا ذهبنا إلى هذه المنطقة”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قال إنه “من المرجح” أن تكون الطلقات التي أصابت شيرين قد جاءت من مسلحين فلسطينيين خلال تبادل لإطلاق النار.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن “العشرات من المسلحين الفلسطينيين قاموا بإطلاق النار وإلقاء العبوات الناسفة على الجنود. فرد الجنود بإطلاق النار على المسلحين وكانت الإصابات معروفة”.
غير أن منظمة بيت سيلم الحقوقية نشرت مقطعا مصورا تقول فيه إنه يفند الرواية الإسرائيلية، وإن الاشتباك المسلح جرى في مكان آخر.
وردا على ذلك ، شددت الخارجية الإسرائيلية على أنه “لا يوجد إدعاء بأن إطلاق النار في المقطع أدى إلى مقتل أبو عاقلة”.
في غضون ذلك أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الليفتنانت جنرال أفيف كوخافي، بيانا قال فيه: “في هذه المرحلة، لا يمكن تحديد الجهة التي أصابت أبو عاقلة بالرصاص ونحن نأسف لموتها”.
كانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلت عن تحقيق رسمي من أن وحدة دوفدوفان الإسرائيلية أطلقت عشرات من طلقات الرصاص باتجاه الشمال حيث شيرين أبو عاقلة، وأنها كانت على بعد 150 مترا لحظة استهدافها.
وأضافت الصحيفة أن الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة في رأسها من عيار 5.56 ملم وأطلقت من بندقية طراز إم 16. ولكن نظرًا لاستخدام هذه البنادق من قبل كل من الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية، فإن المعلومات غير كافية لتحديد الجانب الذي أطلق الرصاصة.
يذكر أن أبو عاقلة هي صحفية مخضرمة ومعروفة على نطاق واسع في العالم العربي، ومن أول الوجوه الإعلامية التي برزت عبر قناة “الجزيرة” التي كانت تعمل فيها منذ العام 1997.
وكان لخبر مقتلها وقع شديد على كل من عرفها واعتاد متابعة تقاريرها على مدار أكثر من عقدين سواء في الأراضي الفلسطينية أو الشرق الأوسط أو حتى في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية التي تحمل جنسيتها.
وسيتم نشييع جثمانها الجمعة 13 مايو/آيار، وسيصلى عليها في كنيسة في القدس الشرقية المحتلة، وتدفن في مقبرة جبل صهيون إلى جانب والديها.
لماذا يتم استهداف الصحفيين في مناطق الصراع؟
من المسؤول عن حمايتهم أثناء أداء عملهم؟
كيف ترون الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل بالتسبب في مقتل أبو عاقلة؟
إلى أين يمكن أن تنتهي المطالبات بتحقيق دولي في الحادث؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 13 مايو/أيار
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link