أخبار عاجلةمقالات

خلافات زوجية بسبب سناب … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: خلافات زوجية بسبب سناب … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

في إحدى العيادات للإرشاد الاسري الشاهدة على حالة خلاف بين زوجين بسبب أحد مواقع التواصل الاجتماعي، الزوجة تدعي بتقييد حريتها وكبتها، والزوج يبرر تصرفه بمنعها من استخدام السناب!!
والمرشدة تستمع.

لا اخفيكم اننا بسبب ثورة عالم الاتصال والانترنت وظهور برامج التواصل الاجتماعي ظهرت على أثرها مشاكل زوجية في تطور في نمط المشكلات الزوجية، وهذا يجعل على العاملين في الارشاد الاسري والزواجي بالتحديد مهمة تطوير اساليبهم الارشادية وتوجيه المسترشدين، خاصة ان هذا الجيل يغلب عليه التسرع والتهور، وافتقاد لغة الحوار وفن الانصات او الاستماع، وسوء الفهم، فتلك أسباب تقود لتشوه الوعي المعرفي لديهم لحدود المشكلة.
كالحالة هذه: الزوج يبرر ودافعه الغيرة والحب؟!
والزوجة: تدعي بتقييد حريتها وحرمانها من حقها فيما تريد وتقرر فهو يكبتها ولا تطيق العيش معه؟!

ايها الزوج المنع والحرمان ليس حل لكل ما يخالف قناعتك، هناك اساليب عليك تعلمها لتوضح وتوصل رسالتك لزوجتك بدون ان تفهم خطاء رسالتك!!

وانتي ايتها الزوجة: هناك شيء اسمه فن الحوار، وفن الاستماع، وادب الحوار مع الزوج، حتى تستطيعين ان توصلي وجهة نظرك له بدون ان تساء فهمها، فأساس المشكلة بينكما ليس السناب، انما الحوار بينكم، كلاكما يصرخ بصوت عالي، كلاكما منفعل ويحاول ان يثبت انه على حق في موقفه، وكلاكما يعاند، والصراحة تبدون كمصارعين في حلبه وليس زوجان لم يمض على زواجهم ثلاث سنوات!!

• في الحقيقة زوجك يرفض السناب “لأنه يرى اهمالك له حينما انشغلتي بعالمك الافتراضي وقدمتي حياتك الاجتماعية على حياتك الزوجية، جعله يتخذ اسلوب لم يعرف الا هو متعلمه من صغره يراه حل لهذه المشكلة وهو المنع حتى تعود زوجته المحبة العاشقة له التي يفتقدها ويشتاق لها!!

• انتي ترين تصرفه مهدد لكيانك ومكانتك فخرج رد فعلك وهو العناد، للحفاظ على موقفك، في حين هو فرض دستوره الصارم ليسترد انثاه التي افتقدها.

• نعم ذهلت مما قلت فهنا رات جانب اخر هو جوهر المشكلة، ورات كيف خجل زوجها وضاعت الكلمات لم ينطق الا هذا الصحيح انا فاقدها، ماهي فلانه الي كنت اعرفها، كل يومها يروح بعيدا عني مع تصوير سنابات واجتماعات ومجاملات، ما عادت هي فلانه تمر الايام ما تسألني عن حالي ولا تهتم لي!!

للأسف جهل الازواج بلغة الحوار وعدم الاستماع للطرف الاخر يسبب خلافات زوجية تصل لمرحلة الانفصال، في حين كان الاولى هو تعلم فن الاستماع والاصغاء ليتقنون الفهم الجيد على اثره يتقنون الحوار، فلو تعلم الزوجين قبل ارتباطهم الاتكيت في التعامل مع الاخر للمقبلين على الزواج لكان ذاك افضل من تخطيطهم لحفل زواجهم ومن يحي حفلهم، ففي التعامل مع الاخر اساليب منها ان تتعلم الزوجة ان ثقتها في زوجها تجعله يزيد من رعايته لها، وان قبولها له تزيد من تفهمه لها، وان تقديرها له يزيد من احترامه لها، وان اعجابها فيه يزيد من تفانيه لها، وان استحسانها له يزيد من اقراره بمشاعرها واحساسها، وان تشجيعها له يزيد من بذله وعطائه لها، كل تلك الاساليب بسيطة مع التدرب يوميا فالسلوك يعالجه سلوك، خرج الزوجان من عند المرشدة بعد اعطائهم برنامج سلوكي معرفي للتفاهم بين الازواج وعادت الحياة بينهم بعد الايضاح لسبب المشكلة الحقيقي مقرين بسوء تصرفاتهم.
تحرير الاخصائية الاجتماعية
مريم معيض العتيبي
المراجع
د.مأمون مبيض. (2003). التفاهم في الحياة الزوجية . بيروت : المكتب الاسلامي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى