غيلين ماكسويل: قصة السقوط المدوي لابنة قطب الصحافة ورجل الأعمال الثري السابق
[ad_1]
- جون كيلي
- بي بي سي نيوز
كانت غيلين ماكسويل وجها بارزا بين نخب المجتمع الراقي في لندن ونيويورك. والآن، أُدينت بتهمة تجنيد الفتيات القاصرات والاتجار بهن وتعريضهن للاعتداء الجنسي من قبل الممول الأمريكي الراحل جيفري إبستين.
وُلدت غيلين ماكسويل في يوم عيد الميلاد عام 1961، وبعد ثلاثة أيام من ميلادها، اصطدمت سيارة تقل شقيقها مايكل البالغ من العمر 15 عاما بشاحنة على طريق ضبابي في أوكسفوردشاير، ليقضي مايكل ماكسويل السنوات السبع المتبقية من حياته في غيبوبة.
وعلى الرغم من أنها ولدت في وفرة مادية حيث أن والدها هو قطب الصحافة روبرت ماكسويل، فإن السنوات الأولى من حياتها كانت مشوهة بسبب الإهمال العاطفي. واعترفت والدتها بيتي لاحقا في مذكراتها أنه بعد حادث مايكل “لم يهتم والداها المحطمان نفسيا بالرضيعة”.
وقالت بيتي إنه ذات يوم من عام 1965 وقفت غيلين ماكسويل البالغة من العمر 3 سنوات أمامها وقالت: “أمي، أنا موجودة”. كما اعتقدت بيتي أن الصغيرة أُصيبت بفقدان الشهية. ولتعويضها، ذهب الوالدان إلى النقيض تماما حيث شرعا في إغداق المودة على طفلتهما الصغيرة.
على الرغم من أنها لم تسلم من الغضب الذي كان والدها يصبه على كل أبنائه، إلا أنه سرعان ما بدا أنها المفضلة لديه. وكتبت بيتي لاحقا في مذكراتها التي صدرت في عام 1994 أن تلك الابنة المفضلة “أصبحت مدللة، وهي الوحيدة من أبنائي التي يمكنني قول ذلك حقا عنها”.
والآن، أدانت محكمة في نيويورك غيلين ماكسويل بتهم مروعة للغاية هي التجنيد والاتجار بالفتيات لتسهيل الاعتداء الجنسي عليهن من قبل الممول الأمريكي الراحل جيفري إبستين، وبالتالي بات من المغري البحث عن تفسير لطفولتها المضطربة.
ولكن مثلما يستحيل تبرير جرائمها، فإن ماكسويل امرأة يصعب فهمها، فرغم أنها عاشت حياتها تحت الأضواء إلا أن التفاصيل الدقيقة لسيرتها الذاتية كانت دائما بعيدة المنال على نحو غير عادي.
ترعرعت غيلين ماكسويل في هيدينغتون هيل هول، وهو قصر إيطالي شاسع يطل على أكسفورد في بريطانيا. وبدلا من شرائه، أقنع والدها الثري بطريقة ما مالك القصر، مجلس مدينة أكسفورد، بتأجيره له بمبلغ ضئيل مقابل تجديد العقار. وكان روبرت ماكسويل قد قال عن ذلك المجلس إنه كان “أفضل مجلس مدينة في البلاد”.
وطوال فترة طفولة غيلين ماكسويل، أُقيمت حفلات فخمة في هيدينغتون هيل هول بحضور سياسيين ومشاهير وإعلاميين. ولكن بعد مغادرة الشخصيات المهمة للمبنى، كان القصر مكانا شديد الجفاف من الناحية العاطفية لفتاة تترعرع به.
وكان روبرت ماكسويل قد خرج من الفقر المدقع في مستوطنة يهودية في ما كان سابقا تشيكوسلوفاكيا، حيث قُتل معظم أفراد عائلته في المحرقة، ليصبح بطل حرب في الجيش البريطاني، ثم قطبا للنشر الأكاديمي، وعضوا برلمانيا عن حزب العمال، وفي النهاية مالكا لصحيفة ديلي ميرور، وهي واحدة من الصحف الأكثر مبيعا في بريطانيا.
وكرجل أعمال تعرض للنقد باعتباره متنمرا. وفي المنزل، تم تصويره في السيرة التي كتبها جون بريستون على أنه “أب قاس” أساء إلى أطفاله جسديا ولفظيا.
فقد كان ماكسويل الأب يستجوب أبناءه على مائدة العشاء ليستطلع معلوماتهم حول الجغرافيا السياسية أو خططهم للمستقبل، وسيغمرهم البكاء إذا اعتبر إجاباتهم غير مرضية. وقال إيان، أحد أبناء روبرت، لبريستون: “كان يضربنا جميعا بالحزام.. البنات والصبيان على حد سواء”.
وعلى الرغم من أن غيلين ماكسويل كانت المفضلة لديه، إلا أنها لم تكن محصنة من أي من تلك الممارسات. لكن بينما انسحب بعض أشقائها أو تمردوا، كانت هي دائما حريصة على إرضاء والدها.
وقالت غيلين ماكسويل لمجلة تاتلر البريطانية في عام 2000 إنه كان أبا “ملهما”، وكرست نفسها لإبقائه سعيدا.
ويبدو أنها نجحت، فقد أطلق الأب اسم ليدي غيلين على يخته الخاص بدلا من اسم زوجته بيتي أو بناته الثلاث الأكبر سنا.
ومن الواضح أنه عقد آمالا كبيرة على ابنته الصغرى، حيث كانت لديه طموحات لتزويجها من الراحل جون كينيدي جونيور.
وتلقت غيلين ماكسويل تعليمها في كلية مارلبورو وجامعة أكسفورد حيث درست التاريخ الحديث واللغات.
وتقول الكاتبة آنا باسترناك، التي كانت معاصرة لها في أكسفورد وتتنقل في نفس الدوائر الاجتماعية: “كان واضحا جدا بالنسبة لي حتى عندما كانت طالبة جامعية أنها مهتمة بالسلطة والمال، لقد كانت واحدة من هؤلاء الأشخاص في الحفلات الذين كانوا في الوقت الذي يبعثون لك فيه بقبلة في الهواء ينظرون دائما من فوق كتفك لمعرفة ما إذا كان هناك شخص أكثر قوة أو أكثر إثارة للاهتمام منك يقف خلفك”.
وقد أثارت راشيل جونسون، أخت رئيس الوزراء البريطاني السابق وأحد معاصريها في أكسفورد، الدهشة مؤخرا عندما تذكرت أنها شاهدت غيلين ماكسويل في قاعة الشباب بالجامعة “بعينيها اللامعة الشقية وهي تستريح في حِجر شقيقي بوريس”.
وقد عينها والدها بعد التخرج مديرة في أكسفورد يونايتد، وهو نادي كرة القدم الذي كان يملكه ويترأسه، كما أسس لها شركتها الخاصة.
ولكنها باتت شخصية ثابتة في صفحات مجلة تاتلر أو عمود النميمة لنايجل ديمبستر في صحيفة الديلي ميل البريطانية، إذ كانت توصف عادة بأنها “سيدة مجتمع” وليست سيدة أعمال. وقد بدأت في مواعدة الكونت غيانفرانكو سيكوغنا، وهو أرستقراطي إيطالي.
كما أسست نوعا من نوادي الأعضاء الخاصة حصريا للسيدات حيث حضرت باسترناك عدة مناسبات، وبينما بدت الفكرة مبتكرة في ذلك الوقت فقد استبعدت باسترناك حينئذ أن تكون ماكسويل بطلة نسوية.
وتقول باسترناك: “ما أذكره أنها كانت نوعا من النساء تنبهر به الأُخريات، لكنني لا أتذكر أنها كانت صديقة صدوقة جدا لامرأة أخرى، وأعتقد أن المرأة لم تكن مهمة حقا بالنسبة لها، فهي مجرد وسيلة للوصول إلى رجل قوي آخر”.
وبعد أن استحوذ والدها على صحيفة نيويورك ديلي نيوز المتعثرة، تم إرسالها في يناير/كانون الثاني من عام 1991 إلى مقرها الرئيسي كممثلة له، فكانت تلك نقطة دخولها إلى المشهد الاجتماعي في مانهاتن.
لكن في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام انقلب عالمها رأسا على عقب حيث اختفى والدها من على سطح اليخت ليدي غيلين قبالة جزر الكناري، وعُثر على جثته لاحقا طافية في البحر.
وتوجهت غلين ماكسويل جوا مباشرة إلى لاس بالماس حيث سُحب اليخت. وكان حزنها طاغيا لفقدان والدها وقد تم تفويضها لإلقاء خطاب مؤثر للصحافة العالمية التي تجمعت عند رصيف الميناء.
وسرعان ما اتضح أن روبرت ماكسويل قد وضع يده على صندوق معاشات ميرور غروب البالغ 440 مليون جنيه إسترليني، كجزء من مخطط لتضخيم سعر سهم الشركة بشكل مصطنع على حساب 32 ألف موظف بالشركة.
وهكذا بات على عائلة ماكسويل والحكومة البريطانية تسوية الوضع حيث دفعت الأخيرة في النهاية 100 مليون جنيه إسترليني لإنقاذ الصندوق.
وفي يونيو/حزيران من عام 1992 تم القبض على اثنين من أبناء روبرت، وهما إيان وكيفن، ووُجهت إليهما تهمة الاحتيال. وفي النهاية تمت تبرأتهما في يناير / كانون الثاني من عام 1996.
وبينما كان جُرم والدها واضحا لمعظم الناس، استمرت غيلين ماكسويل في الدفاع عنه، حيث قالت لإدوارد كلاين من مجلة فانيتي فير في أوائل عام 1992: “لم يكن محتالا، اللص بالنسبة لي هو شخص يسرق المال، هل أعتقد أن والدي فعل ذلك؟ لا ، لا أعرف ماذا فعل..من الواضح أن شيئا ما حدث.. هل وضعه في جيبه الخاص؟ هل هرب بالمال؟ لا، وهذا هو تعريفي للمحتال “.
ورغم أن بقية إخوتها قبلوا أن سبب وفاة روبرت ماكسويل كانت إما حادثا أو انتحارا، أصرت ابنته الصغرى على أنه قُتل.
وعلى الرغم من احتجاجاتها، فإن تداعيات فضيحة صندوق معاش ميرور جعلت بريطانيا مكانا أقل ترحيبا بها. في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1992، أفادت الأنباء أنها قامت بشراء تذكرة ذهاب فقط إلى نيويورك بقيمة 4 آلاف دولار.
كان هاري ماونت يشعر بالوحدة في مانهاتن في عام 2005 بعد أن تم تعيينه للتو وهو في الثالثة والثلاثين من العمر كمراسل لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية في نيويورك، ولكنه لم يكن يعرف في ذلك الوقت سوى قلة من الناس في المدينة.
وعندما سأله أحد الأصدقاء عما إذا كان يريد أن يرافقه إلى حفل في منزل غيلين ماكسويل انتهز ماونت الفرصة، فقد كانت غيلين شخصية بارزة في مجتمع مانهاتن، حيث تم تصويرها مع بيل كلينتون ودونالد ترامب وحتى البابا يوحنا بولس الثاني.
ومن بين الشخصيات العظيمة والبارزة في المجتمع الأمريكي، تميزت بلهجتها البريطانية المتقنة وصداقتها مع الأمير أندرو وهي أمور جعلتها شخصية غريبة وجذابة.
وعندما وصل ماونت إلى قصرها المكون من خمسة طوابق في منهاتن، اندهش عندما اقتربت منه وبدأت تقصفه بالأسئلة. يتذكرها وهي تستمع باهتمام لردوده وكأنه أروع شخص في العالم.
ويقول ماونت، وهو رئيس تحرير مجلة أولدي حاليا والتي كتب فيها عن لقائهما: “لم يكن هناك سبب يدعوها إلى أن تكون ودية بشكل خاص معي”.
وافترض ماونت أن غموضها وسحرها كانا نتيجة ثانوية لطفولتها المضطربة. وقال: “ينتهي بك الأمر مع هذا المزيج من الصلات العظيمة والثقة وأنت تتنقل بين العظماء والبارزين لكنك، بشكل أساسي، لست متأكدا من نفسك”.
وتابع قائلا: “إن الأشخاص الذين ليسوا واثقين من أنفسهم يكونون أجمل قليلا من أولئك الذين هم في الغالب واثقين من أنفسهم”.
وفي وقت لاحق أدرك ماونت أن هناك شيئا قد فاته.
وبحسب ما ورد، فقد تُركت غيلين ماكسويل مع دخل سنوي قدره 80 ألف جنيه إسترليني من صندوق ائتماني. وكان يجب أن يخطر بباله، كما قال لاحقا، أن هذا المبلغ لم يكن كافيا تقريبا لدفع ثمن منزلها الفخم. وبعد سنوات، أشار المدعون إلى أن العقار قد تم تمويله من قبل جيفري إبستين.
في تلك المرحلة لم يكن ماونت يعلم عن علاقتها بالممول المعروف.
لكن قبل فترة طويلة، خضعت علاقة إبستين مع ماكسويل للتدقيق من قبل كل صحفي في المدينة.
ففي عام 2005، أخبر والدا فتاة تبلغ من العمر 14 عاما الشرطة أن إبستين تحرش بابنتهما، وبعد 3 سنوات حُكم عليه بالسجن 18 شهرا. وبعد إطلاق سراحه، بدأت المزاعم ضده تتراكم، وقد اتُهم بإدارة “شبكة واسعة” من الفتيات لممارسة الجنس.
وتم القبض عليه مرة أخرى في عام 2019 بتهمة الاتجار بالجنس وتوفي في زنزانته بعد أكثر من شهر بقليل، ليتحول تركيز السلطات حتما إلى غيلين ماكسويل.
كان إبستين، مثل والدها، رجلا ثريا للغاية من أصول متواضعة. وفي حالته، تمثلت تلك الأصول المتواضعة في حي للطبقة العاملة في بروكلين. وسيلحق به العار ويموت منتحرا في ظروف مثيرة للجدل مثل والدها روبرت ماكسويل أيضا.
وكانت علاقة غيلين ماكسويل مع إبستين بلا شك مفيدة للطرفين، فمن جانبها، يمكنها أن تعرفه على أصدقائها الأثرياء والأقوياء، ومن ناحيته، كان لديه بدوره رأس المال لتمويل نمط الحياة الذي اعتادت عليه.
ولاحظ المدعون أثناء المحاكمة، بالإضافة إلى تقاربهما، أن غيلين ماكسويل “لم تكن ثرية عندما التقت بإبستين”.
فبعد أن عادت إلى نيويورك في أعقاب وفاة والدها، كانت تعمل في مجال العقارات وتعيش في شقة إيجارها ألفي دولار شهريا، وهو مستوى معيشي لائق بأي معيار، على الأقل عندما تم أخذ الصندوق الائتماني في الاعتبار، ولكن مع ذلك أقل إلى حد ما مما ستعتاد عليه.
لكن ليس من السهل تحديد التفاصيل الدقيقة للعلاقة بينهما.. مثل متى بدأت؟ وإلى متى استمرت؟ وكيف ينبغي تحديدها بالضبط؟ كانت جميعها قضايا خلافية في المحاكمة التي انتهت للتو.
وتم توجيه 4 تهم في محاكمة ماكسويل تتعلق بالفترة بين عامي 1994و1997، عندما ذكرت لائحة الاتهام أنها كانت من أقرب شركاء إبستين وأيضا كانت على “علاقة حميمة” معه.
وبحلول عام 2000، كانت مرتبطة برجل أعمال آخر هو تيد ويت. لكن يبدو أنها واصلت العمل لدى إبستين. وفي عام 2003، وصف إبستين ماكسويل بأنها “أفضل صديقة له”، وأشارت الصحفية فيكي وارد إلى أن معظم حياته كانت منظمة على ما يبدو. وأشارت الصور الحميمة لماكسويل وإبستين، التي نشرها المدعون، إلى أنهما بقيا قريبين.
وفي وثائق المحكمة، وصفها الموظفون السابقون في قصر إبستين في بالم بيتش بأنها مديرة المنزل التي كانت تشرف على الموظفين وتعتني بالشؤون المالية وتعمل كمنسق اجتماعي.
وشهدت مدبرة منزل أن إبستين أعطى الموظفين دليل تعليمات مكون من 58 صفحة وأمرهم بالتحدث فقط عند التحدث إليهم وتجنب التواصل بالعين مع إبستين. ومن المغري أن نستنتج أنه مثلما تعلمت ماكسويل إرضاء أهواء والدها المتقلب طبقت نفس المهارات على إبستين.
ومهما كانت الطبيعة الدقيقة لعلاقتهما، صور الادعاء التقارب بينهما كعامل حاسم في نمط الانتهاكات التي تعرض لها الضحايا حيث تبحث غيلين ماكسويل عن الضحايا وتعدهن لإبستين.
والآن تمت إدانتها في 5 من 6 تهم، بما في ذلك أخطر تهمة، وهي الاتجار الجنسي بقُصر.
وقالت سارة رانسوم، التي قالت إنها تعرضت للإيذاء من قبل إبستين، لبرنامج بانوراما على قناة بي بي سي: ” إن غيلين كانت تتحكم في الفتيات حيث كانت تضعهن تحت المراقبة، وكانت تعرف ما الذي يحبه جيفري، لقد كانت تلك الانتهاكات جهدا مشتركا إلى حد كبير”.
في الأشهر التي أعقبت وفاة إبستين، هوت ماكسويل على الأرض، وقد تكهنت الصحف بمكان وجودها حيث ظهرت صورة لها خارج أحد فروع إن آند آوت بيرغر في لوس أنجلوس على الصفحات الأولى حول العالم.
ثم تم القبض عليها في قصرها المنعزل في ولاية نيو هامبشاير الأمريكية في يوليو/تموز من عام 2020، و بعد بضعة أشهر ظهرت مفاجأة أنها تزوجت من رئيس تنفيذي يعمل في مجال التكنولوجيا يدعى سكوت بورغرسون.
وتم اعتقال ماكسويل في مركز احتجاز متروبوليتان في بروكلين. وبينما كانت تنتظر بدء محاكمتها، أخبر شقيقها إيان برنامج توداي على قناة بي بي سي أنها محتجزة في زنزانة بطول 1.8 متر في 2.7 متر ومُزودة بسرير خرساني.
وقال إيان ماسكويل: “إن الزنزانة تحت المراقبة على مدار 24 ساعة، وفيها 10 كاميرات من بينها كاميرا تتبع حركتها، ولا يُسمح لها بالانتقال إلى زوايا زنزانتها، ولا يُسمح لها بالبقاء على مسافة قدمين ونصف من باب الزنزانة”.
ويُعد ذلك مصيرا مخزيا لامرأة قضت معظم حياتها محاطة بالثروات. وتُرك للادعاء أن يشرح لماذا ارتكبت الجرائم التي وضعتها في تلك الزنزانة.
لقد اقترح المدعون أن المال كان حافزا. أما الصحفي جون سويني، الذي تعرض للقضية في البودكاست الخاص به هانتينغ غيلين ويكتب عنها كتابا، فيشير إلى وجود دافع نفسي أعمق.
ويقول: “لا يمكنك فهم ما حدث مع جيفري إبستين دون فهم علاقتها مع والدها، فالحقيقة هي أن غيلين تعلمت خدمة والدها ثم اضطرت إلى خدمة وحش ثان، هذا ما فعلته طوال حياتها”.
وهناك تشابه آخر بين روبرت ماكسويل وجيفري إبستين هو أن كلاهما أفلتا من الحساب الكامل لجرائمهما. وجادل محامو الدفاع بأن غيلين ماكسويل كانت كبش فداء لإبستين، تلك القصة القديمة لامرأة تحمل اللوم عن جرائم شريكها.
لكن باسترناك ترفض فكرة أن ماكسويل بأي حال من الأحوال أقل ذنبا من إبستين. وتقول المؤلفة: “بدون غيلين لم تكن أمام إبستين أية فرصة تمكنه من الوصول إلى هذا العدد الكبير من الضحايا من الفتيات الصغيرات”.
كتب إيان ماكسويل، أثناء المحاكمة، مقالا في ذي سبيكتاتور يعرض دفاع أخته. وبدأ الأمر بتوبيخ وسائل الإعلام.
وقال إنهم كانوا ينطقون اسمها بشكل غير دقيق، فاسمها ليس “غيزلين”، وأصر على أنها “غيلين”.
بالنسبة لأي شخص يتابع القضية، بدا من اللافت للنظر أن مثل هذه التفاصيل الأساسية كانت خاطئة باستمرار رغم أنها تتعلق بامرأة عاشت حياتها كلها في صفحات الأخبار وأعمدة النميمة والشائعات.
ولكن مع تقدم المحاكمة، أصبح من الواضح أن الكثير مما تم افتراضه سواء ما تعلق بعلاقاتها، ومصدر دخلها، وفي كثير من الأحيان مكان وجودها، لم يكن على الأرجح كما يبدو.
ومن المؤكد أن جرائمها تتحدى التفسير أيضا. وعلى الرغم من أن كل ما حدث من صعود وهبوط لها كان علنيا، إلا أن غيلين ماكسويل لا تزال غامضة وغير معروفة.
[ad_2]
Source link