بعد إعلان طالبان انتصارها: كيف تأثرت صورة أمريكا لدى حلفائها العرب؟
[ad_1]
“اللي متغطي بالأمريكان عريان”! عبارة تنسب، إلى الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وكان قد نقلها عنه وزير الخارجية المصري الأسبق، والأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي نقل عن مبارك أيضا قوله له إن أمريكا سعت للتخلص منه في السابق.
وربما تمثل عبارة الرئيس المصري الراحل، لسان حال العديد من الأنظمة العربية، الحليفة لواشنطن، في هذه المرحلة بالتحديد، في ظل المشاهد المتكررة، والتي وصفها كثيرون بالمهينة، لجنود أمريكيين وهم يتسابقون، هربا من أفغانستان بعد كل ما أنفقته بلادهم، من مال وجهد، على مدى 20 عاما، لخلق واقع مختلف في أفغانستان، بينما تعلن فيه حركة طالبان النصر، وتقول بأنها هزمت القوة العظمى الأكبر في العالم.
وبرأي العديد من المراقبين، فإنه يحق للأنظمة الحليفة لواشنطن في المنطقة العربية، أن تخشى المستقبل، في ظل توجه أمريكي عام، بدأ في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، واستمر في عهد ترامب، وصولا إلى عهد بايدن، وهو توجه يسعى، إلى تقليص مساحة التدخل الأمريكي المباشر، إلى الحد الأدنى في عدة مناطق من العالم، على رأسها الشرق الأوسط. سعيا لتوفير الجهد كله من أجل مواجهة الصين، التي باتت واشنطن تراها العدو المتربص الأول في العالم حاليا.
ويعتبر المراقبون أن حلفاء الولايات المتحدة ،في المنطقةالعربية، قرأوا جيدا سيناريو الخروج الأمريكي من أفغانستان، وأنهم أدركوا الحقيقة التي عبرعنها، الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، بمقولته الشهيرة “المتغطي بالأمريكان عريان”، كما أدركوا حقيقة أن واشنطن تتخلى عن حلفائها بسهولة، ومن ثم فهم يفكرون في مستقبلهم،إذا ما تخلت عنهم أمريكا مثلما تخلت عن حلفائها الأفغان.
والذي يتابع التطورات في المنطقة العربية، ومحيطها الإقليمي حاليا، يمكنه أن يدرك بسهولة، أن هناك إدراكا لتلك الحقيقة، ينعكس في صورة سعي لتقارب إقليمي، في محاولة لتقليل الاعتماد على الحماية الأمريكية، وصياغة تحالفات إقليمية جديدة، وتخفيف التوتر مع دول مجاورة، وكلها تطورات تعكس خوفا، من فقدان الحماية الأمريكية، في ظل مسلسل انسحابات واشنطن، من مناطق توتر عديدة في العالم، فيما يبقى العنوان الأبرز، بالنسبة للأنظمة العربية الحليفة لواشنطن، هو مراجعة الحسابات،والقيام بالترتيبات الضرورية في ظل عملية الابتعاد الأمريكي عن المنطقة.
وفي ظل كل ذلك تنشط إسرائيل من جانبها، في الترويج لبناء تحالف عربي- إسرائيلي، يعوض الانسحاب الأمريكي، ويواجه ما تسميه، بالتهديد الإيراني والتمدد التركي، بحيث تحل إسرائيل، محل الولايات المتحدة، كحليف وحيد، يمكن أن يوفر الحماية للأنظمة العربية الحليفة لواشنطن،بعد الانسحاب الأمريكي من المنطقة.
محور المقاومة
وبقدر مايبدو القلق واضحا من المستقبل، لدى الأنظمة العربية الحليفة لواشنطن، بقدر مايبدو الابتهاج واضحا، لدى دول وجماعات مايعرف بمحور المقاومة في المنطقة، والذي يقف في معسكر معاد، للنفوذ الأمريكي في المنطقة، وقد كان واضحا ذلك الابتهاج الذي أظهرته إيران، وهي تتابع مجريات الانسحاب الأمريكي، من الأراضي الأفغانية.
وبجانب الابتهاج الإيراني بـ”الهزيمة” الأمريكية، في أفغانستان فقد كانت فرحة الإسلاميين العرب، واضحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعتبروا وصول طالبان لحكم أفغانستان، “انتصارا للإسلام والمسلمين”، فيما يرى دارسون للجماعات الإسلامية، أن ما حققته طالبان، يمثل هدفا وأمنية لطيف واسع، من التيار السياسي الإسلامي، الذي يرى أن الوصول إلى هدفه بات ممكن التحقيق، خاصة في حالة تخلي واشنطن عن الأنظمة العربية الحليفة لها في المنطقة العربية مستقبلا.
هل هزمت أمريكا حقا؟
وبعيدا عن الحديث عن تداعيات الخروج الأمريكي من أفغانستان، على حلفاء واشنطن في المنطقة العربية، يبرز سؤال مهم وهو، هل هزمت أمريكا حقا في أفغانستان؟ ورغم أن الصور التي شاهدها كثيرون على شاشات التلفزة، في كل مكان لجنود أمريكيين ومتحالفين معهم في أفغانستان، يهربون من البلاد على وجه السرعة، خوفا من انتقام طالبان، أثارت شهية الناس، للحديث عن هزيمة منكرة للأمريكيين، لحد القول بأنها أقسى هزيمة تتعرض لها الولايات المتحدة، منذ هزيمتها في فيتنام، إلا أن مراقبين ينظرون في احتمالات أخرى.
ومن بين ماطرحه مراقبون، أن تكون واشنطن قد خرجت من أفغانستان، بإرادتها الحره، من أجل تحقيق هدف إستراتيجي آخر، يتعلق بمواجهتها لقوى جديدة في العالم، على رأسها الصين، ويرى هؤلاء إن واشنطن ربما رغبت في أن تجعل من أفغانستان نقطة للقلاقل، لعدوتيها إيران والصين الجارتين لأفغانستان، وأنها ربما تسعى لاستخدام طالبان فيما بعد لزعزعة استقرار الصين وإيران على حد سواء.
هل تأثرت صورة أمريكا لدى حلفائها في المنطقة العربية بعد انتصار طالبان؟ وكيف؟
وكيف ترون مايقوله البعض من أن الأنظمة العربية الحليفة لواشنطن باتت تخشى تخلي أمريكا عنها كما تخلت عن حلفائها الأفغان؟
ماذا ستفعل الدول العربية الحليفة لواشطن لتتواءم مع مرحلة الإبتعاد الأمريكي الجديدة عن المنطقة؟
وما الذي يمثله انتصار طالبان لمحور المقاومة في المنطقة العربية؟
هل سيقوي ذلك من شوكة إيران في المنطقة؟
كيف ترون سعي إسرائيل لتحل محل الولايات المتحدة حال انسحابها تماما من المنطقة؟
هل ترون أن الولايات المتحدة هزمت حقا في أفغانستان؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء أول أيلول/سبتمبر.
خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:Link
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link