أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

ذوي الإعاقة وتيسير الوصول للخدمات في زمن الكوارث والأحداث… بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: ذوي الإعاقة وتيسير الوصول للخدمات في زمن الكوارث والأحداث… بقلم الدكتورة هلا السعيد

التحديات التي تأثر على الاشخاص ذوي الاعاقة خلال انتشار  الكوارث والاحداث
وتؤكد الأدلة الناتجة المتعلقة بانتشار الكوارث والاحداث بأن  الأشخاص ذوي الإعاقة قد يتأثرون بالعديد من التحديات واهمها:
اولا: خطر العوائق التي قد تحول دون وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الخدمات الأساسية، على سبيل المثال لا الحصر: الصحة العامة والحصول على المعلومات والمياه والمرافق الصحية بالإضافة إلى النظافة الشخصية والتعليم. والاستبعاد والتهميش الاجتماعي والعزلة قد تحول دون وصول هؤلاء الأشخاص إلى الخدمات وتجعل الوصول إلى المرافق الأساسية أمراً غير عملي وخصوصاً اذا كانوا يعتمدون وبشكل أساسي على مقدمي رعاية. حيث يأتي اعتمادهم على مقدمي الرعاية وبشكل يومي من أجل منع انتشار المرض والاستجابة له.
ثانيا: حرمانه من التعليم (استكمال برامجه) بسبب إغلاق الحكومات والسلطات التعليمية للمدارس والمراكز التي تهتم بذوي الاعاقة ولجوئها إلى التعليم عبر الإنترنت (عن بعد) ، و قد يجد المتعلمون ذوي الإعاقات الشديدة أنفسهم مستبعدين من التعلم بسبب ان المعروف عن الاعاقات لشديدة  صعوبة بتوصيل المادة من خلال جهاز الحاسوب فهو يعتمد في تعليمه على الحواس الخمسة وعلى طريقة التفاعل مع المعلم وليس من خلال الجهاز الذي يعتبر العالم الخاص له الذي سيساعده للبعد عن مجتمعه الداخلي الاسرة  .
ثالثا: فقر الدعم الحكومي والمؤسساتي للوالدين ومقدمي الرعاية من أجل توفير التعليم المناسب
رابعا: تخوف وقلق من الاصابة او الوفاة بسبب الكوارث والاحداث، يمكن أن تنتج بسبب تفاقم الظروف الصحية الأساسية والحواجز المادية التي تحول دون وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى مرافق الرعاية الصحية .
خامسا: النقص في القدرة الصحية لمقدمي الرعاية الذين يتعاملون مع الاشخاص ذوي الإعاقة  ووصمهم والتمييز ضدهم قد تشكل تحدٍّ مستمر قد تزداد آثاره في ظل هذه الظروف الاستثنائية. وللأسف فقد لجأت بعض البلدان إلى تقديم مبادئ توجيهية قد تؤدي إلى التمييز تجاه الأشخاص ذوي الاعاقة، لأنها تسمح بإلغاء أولويات العلاج للأشخاص ذوي الاعاقة الذين يعانون من ظروف صحية مستبطنة (الاعاقات الذهنية – التوحد – الضمور العضلات الشوكية) ، في آخر قائمة الاهتمام والعلاج وهو ما يعني ضمنيا التضحية بهؤلاء بجعلهم أولوية أخيرة في العلاج ( مستبعدين من الرعاية)  عندما تكون الأنظمة الصحية قد فاقت قدراتها الاستيعابية.
سادسا: تفاقم ظروف الصحة النفسية التي يعاني منها الأشخاص ذوي الإعاقة والموجودة مسبقًا. وهنا نشير ايضاً الي الأشخاص الذي يعانون من إعاقات نفسية نتيجة للخوف والقلق من الكوارث والاحداث، فمما لا شك فيه فإن  الضغوط الاقتصادية والمالية والفترات الطويلة من العزلة الاجتماعية والضغوط والمشاكل الأسرية قد تساهم في تفاقم الحالة النفسية.
سابعا: اتاحة غير كافية في الوصول إلى  الرعاية الصحية والغذاء والأدوية  والعلاج الطبيعي والسكن بسبب ازدياد الضغط على أنظمة الرعاية الصحية والأسواق مما أدى إلى ازدياد في  صعوبة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة.
ثامنا:  تأثيرات متزايدة وغير متناسبة على سبل العيش نتيجة تدابير الحجر الصحي التي تقيد  الحركة , قد يكون هذا التأثير شديد بشكل خاص في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حيث يزداد احتمال انخراط الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل أو  قد يكون للشخص مصلحة ذاتية أو عمل مرتكز على التطوع.
تاسعا: يمكن أن يكون الكوارث والاحداث في بيئات مثل مخيمات  اللاجئين أو غيرها من المخيمات المؤقتة، حيث يعيش الناس في تقارب شديد وغالبا ما يفتقرون إلى الخدمات الأساسية. يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة في أماكن مثل هذه عقبات كبيرة أمام الخدمات الأساسية مثل المأوى،  والمياه والصرف الصحي والرعاية الطبية، في دول مثل بنغلاديش، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وسوريا، والكاميرون، واليمن، واليونان.
عاشرا:  كما إن بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية والتوحد يحتاجون إلى أشخاص آخرين لتقديم المساعدة في الرعاية الذاتية و بالتالي لمسهم عند مساعدتهم في أكثر المهام اليومية الحميمة مثل الاستحمام، وارتداء الملابس الاكل ، تهدئتهم بالاحتضان عند العصبية. كما ان ذوي الاعاقة البصرية يعتمدون بشكل اساسي على حاسة اللمس ما يجعلهم اكثر عرضة للمرض، كما أن بعض الاعاقات والامراض يصاحبها ضعف في الجهاز التنفسي مثل الشلل الدماغي  والتصلب  اللوحي ما يجعل هؤلاء الاشخاص اكثر عرضة للإصابة، وفي حالات اخرى تؤثر العلاجات التي يتناولها مصابي التوحد وفرط الحركة  على جهازهم التنفسي ما يجعل هذه الفئات اكثر عرضة للمرض.
احدى عشر: إن ازدياد احتمالية وصم الأشخاص ذوي الإعاقة  والتمييز والإهمال والعنف وسوء المعاملة هي جميعها  مخاطر يتعرض لها الأشخاص ذوي الإعاقة. و قد تم إغفال  إدراج هذه المخاطر في الرسائل العامة بشأن الكوارث والاحداث او الإشارة إليها  على أنها ترتبط بالكوارث والاحداث أو تعرض الأشخاص ذوي الإعاقة إلى  العنف العائلي أو من قبل مقدمي الرعاية بسبب الوضع الراهن من الكوارث والاحداث .
وأن هناك مسؤولية مشتركة بين السلطات ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لإيصال المعلومة الصحيحة والدقيقة للأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم في مختلف مراحل العمل الوطني المشترك من أجل حمايتهم من الكوارث والاحداث
إذا لهم الحق في النفاذ للمعلومة الصحيحة والدقيقة التي تراعي نوع اعاقتهم وقدراتهم ومحاولة مساعدتهم على الوصول إلى الحق في الصحة وحمايتهم من كل مخاطر هذة الكوارث والاحداث.
فهم بحاجه الي الشرح المبسط لكي يستوعبون ماذا يحدث بالعالم لان العقل البشري يجد صعوبة ان يدرك المشاكل العالمية من تعرض العالم للكوارث والاحداث فما بالكم بصاحب القدرات المحدودة.
ولن نتجاهل بان بعض الاعاقات ممكن تكون المناعة لديهم ضعيفة وبذلك يكون من السهل التاثر من الكوارث والاحداث فهم بحاجه لتوعيتهم بطرق خاصه وبأسلوب يراعي قدرات ذوي الإعاقة وإمكانياتهم ، من خلال عمل بروشورات تركز على الصورة المرئية لمن قدراتهم البصرية جيدة وتكون برسم مبسط  ، او فلم كرتون أطفالي بألوان زاهية جذابه والبعض يكون التركيز على صوت طفولي لجذب انتباه الأطفال الذين قدراتهم السمعية جيده ليستطيعوا ادراك ما يحدث ، مع الاهتمام  في إنتاج أدوات توعية ووقاية مكتوبة ومسموعة ومرئية يتم نشرها في منصات التواصل الاجتماعي لمساعدة ذوي الإعاقة على المشاركة بفاعلية في حملات المواجهة المجتمعية للوباء، إضافة إلى القيام بشراكات مع وسائل الإعلام لنشر  التوعية .
اما الاعاقات ذوي القدرات الافضل يتم الشرح لهم بطريقه يستوعبوها واحيانا اجعلهم يشاركون بمساعده الأقل قدرات بعمليه حمايتهم من الكوارث والاحداث، ويجب ان تتشارك الجهود من اجل حماية أطفالنا من ذوي الإعاقة ، ويجب علي أولياء امورهم ان يهتموا بابنائهم من ذوي الاعاقه وأبعادهم عن كل ما يمكن ان يوترهم او يقلقهم
-اذا كانت الكارثه انتشار فيروس لعين فيجب:
اولا نحاول بعدهم عن الخدم والسائقين بهذه الفترة لانهم عرضه لحمل الفيروس ومن ثم نقله لذوي الإعاقة
-تدريبهم علي النظافة الشخصية والنظافة العامة : تدريبهم علي غسل اليدين بطريقه صحيحه تدريبهم علي استخدام المعقم ويتم تدريبهم وكان الموضوع لعب بوضع المعقم علي اليد لحين يتعودون علي استخدامه.
-تدريبهم علي ارتداء الكمامة وسيكون التدريب صعب ليس سهلا لان اكثر ذوي الإعاقة يكرهون ان يربطهم شيء فكيف الكمامة سيتم تدريبهم عن طريق التقليد والنمذجة علي ولي الامر أولا ، ثم علي اخوة الطفل من ذوي الإعاقة ، ثم علي عروسه  لعبه ، ومن ثم علي الطفل من ذوي الإعاقة.

طرق تحصين ذوي الاعاقة في مواجهه التحديات الناجمة عن الكوارث والاحداث:
يجب ان يكون لدينا ايمان باستطاعتنا أن نتصدي الكوارث والاحداث بشكل جماعي دون استثناء لأي شخص في المجتمع بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة.
اولا: تفعيل اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة :
يجب تفعيل المادة الحادية عشر من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الداعية لضرورة أخذ التدابير اللازمة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحالات الخطر والطوارئ الإنسانية، وهذه الدعوة تتطلب بالضرورة أن لا يقتصر الاهتمام بذوي الإعاقة وحسب بل يقتضي تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي لأسرهم وبطريقة ممنهجة لتتمكن من تقديم الدعم اللازم والأمن لذوي الإعاقة طوال فترة الجائحة.
ثانيا: يجب التأكيد على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع خطط الاستجابة خلال الكوارث والاحداث:
وهذا يعني أن المعلومات التي تقدمها الحكومات والمؤسسات للحد من الكوارث والاحداث ومعرفة كيفية تطبيق التدخلات للحد من الكوارث والاحداث يحب أن تكون متاحة من حيث سهولة الوصول إليها، بما في ذلك لغة الإشارة، ولغة برايل والتأكد من عرض للعناوين السفلية بالفيديو، واستخدام النص البديل في الصور والرسومات المعروضة رقميًا، وإصدارات سهلة القراءة.
ثالثا: إزالة العوائق التي يواجها الأشخاص ذوي الاعاقة في الوصول :
من المهم أيضًا إزالة العوائق التي يواجها الأشخاص ذوي الاعاقة في الوصول إلى الخدمات الصحية والنظافة الشخصية والتعليم، وكذلك النظر في إجراءات الحمايه من الكوارث والاحداث المعقولة
السماح لهم بالعمل من المنزل على سبيل المثال ما امكن.
رابعا: الحاجة إلى التوسع السريع :
والتأكد السريع من احتياجات ذوي الاعاقة  ومن وجودها في أنظمة الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية لضمان قدرتهم على الاستجابة لهذا الوباء وعواقبه على الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية. ومن الضروري لمقدمي الرعاية من الأسرة والموظفين والأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية مراعاة هذه الاحتياجات من أجل توفير الرعاية والدعم المناسبين لذوي الإعاقة.
خامسا: على الحكومات ايجاد حلول متاحة لذوي الاعاقة:
ضمان توفير مواد وخطط دراسية بصيغة متاحة للطلاب الذين لا يستطيعون الاتصال بالإنترنت. بدون الدعم الحكومي، قد يعاني الوالدان أو مقدم والرعاية من أجل توفير مجموعة كاملة من الخدمات التي قد يحصل عليها ابنائهم من ذوي الاعاقة في المدارس والمراكز المتخصصة.
سادسا: الغذاء الصحي :
ذوي الاعاقة يعانون من نقص المناعة، وبالتالي هم عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالفيروسات والالتهابات المتكررة، وهم بالعادة يعانون من انخفاض بمستوى المعادن والفيتامينات في الدم، لذلك يحتاجون لنظام غذائي صحي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن.
سابعا: ممارسة الانشطة والرياضة
الحرص على أداء الأنشطة الرياضية والتعليمية والترفيهية الاجتماعية داخل المنزل (جماعية مع افراد الاسرة) , فهذا من شأنه أن يستثمر الوقت بطريقة جيدة  ويتواصل اكثر مع اسرته ويطور من حالة ذوي الاعاقة، ويرفع من الجانب النفسي , ومن ثقته بنفسه.

الدكتورة هلا السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى