أخبار عاجلةالعلوم النفسية والتربوية والاجتماعية

د.عويد المشعان: الجانب النفسي يلعب دورا كبيرا في ارتكاب الجريمة

آلاء خليفة

جريمة قتل الوافد السوري لوالدته ومن ثم قتله لشهيد الواجب الشرطي عبدالعزيز الرشيدي جريمة هزت المجتمع الكويتي، وادمت القلوب، وابكت العيون لبشاعة ارتكابها في وضح النهار، والسؤال الذي دار في اذهان الجميع: «بأي ذنب قتل الرشيدي؟».

محاولة متخصصين في علم الاجتماع وعلم النفس بجامعة الكويت معرفة الاسباب التي قد تكون وراء ارتكاب الجاني لتلك الجريمة البشعة، وتقديم نصائحهم للمجتمع بشكل عام لاسيما بعد ازدياد مثل تلك الجرائم في الآونة الاخيرة.

في البداية، ذكر رئيس قسم علم النفس بجامعة الكويت د.عويد المشعان ان ما حدث من جريمة هزت الكويت هي مأساة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، معربا عن اسفه ان تحدث مثل تلك الجرائم في الكويت بلد الامن والامان.

واوضح المشعان، في تصريح ان هذا المجرم هو انسان غير سوي وبالتأكيد يعاني من اضطرابات نفسية او ربما يتعاطى المخدرات.

وافاد المشعان بأن الجانب النفسي يلعب دورا كبيرا، موضحا ان هذا المجرم يعاني من اضطرابات وقلق وربما انه كان يتعاطى المخدرات بما دفعه لارتكاب تلك الجريمة البشعة الشنعاء بما جعله يفقد السيطرة وليس لديه الحد الأدنى من السيطرة على الذات.

وشدد على ان مثل تلك الجرائم البشعة بحاجة الى عقوبات رادعة ومشددة حتى يكون الجاني عبرة لمن يعتبر وان يكون هناك سرعة في صدور الاحكام لاسيما في قضايا القتل.

على صعيد متصل، قال المشعان فيما يخص الاشخاص الذين شاهدوا الجريمة ولم يحركوا ساكنا واكتفوا بالتصوير: انها ليست المرة الاولى، موضحا ان بعض الناس افتقدت الاحساس والانسانية والضمير، لافتا الى انه كان من المفترض ان يعملوا على انقاذ الشرطي ولكن مع الاسف اكتفوا بالتصوير والمشاهدة، مشددا على اهمية توعية افراد المجتمع مواطنين ومقيمين بأنه عند حدوث جريمة امام اعينهم يفترض ان يساهموا في انقاذ المجني عليه والامساك بالجاني وتسليمه الى الشرطة، اما الاكتفاء بالمشاهدة والتصوير فهو اسلوب مرفوض وبعيدا كل البعد عن الانسانية والاخلاق.

أمراض نفسية

بدوره، وجه أستاذ الخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.حمد العسلاوي رسالة لوزارة الصحة بأن معظم القضايا بالآونة الأخيرة مثل قضايا العنف تجاه النفس كالانتحار والعنف تجاه الغير كالقتل زادت في ظل جائحة كورونا، ومن الأسباب الرئيسية لكثرة جرائم العنف تجاه النفس والغير هي تعود الى الأمراض النفسية والعقلية والمخدرات.

وأفاد العسلاوي بأن هناك دراسات حديثة أثبتت أن الكثير من الناس بدأت تتطور لديهم أعراض وأمراض نفسية وعقلية بسبب أزمة كورونا ولا يوجد لهم متنفس او مصادر مناسبة للتدخل العلاجي المبكر.

ووجه النصح لوزارة الصحة بتفعيل خطة عمل الصحة النفسية التي جاءت بها منظمة الصحة العالمية وتطبقها بشكل جدي وفعال وشمولي وتفعيل دور المستوصفات في هذا المجال وتمكن الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بمساعدة الطواقم الطبية في هذا المجال، خاصة ان الطواقم الطبية مشغولين واستنزفت طاقاتهم في التعامل مع الحالات المصابة بالكورونا، وبالتالي فهم بحاجة الى اخوانهم من التخصصات الانسانية الأخرى كالأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وان يتواجدوا في جميع مستوصفات الكويت ويتعاملون مع مثل تلك الحالات لتحقيق الاتزان النفسي والاجتماعي لأفراد المجتمع المتضررين من هذه الأزمة.

وأكد العسلاوي أهمية التوعية المجتمعية وتفعيل خدمات الصحة النفسية والاجتماعية للاسهام في الحد من وقوع مثل تلك الجرائم سواء الانتحار او قتل النفس وغيرها من الجرائم والظواهر السلبية المنتشرة في المجتمع وذلك من خلال تدخل علاجي مبكر حتى لا تتطور تلك الاضطرابات لدى الأفراد الذين يعانون دون الحصول على التدخل العلاجي المناسب من الناحية النفسية والاجتماعية الطبية.

وأكد ان الكثير من الأمراض النفسية والعقلية تحتاج الى الدعم الاجتماعي بشكل كبير، اذ يشكل نسبة كبيرة من الخطة العلاجية.

وأوضح ان الكثير من الأسر عندما تجد ابنها يقع في مشاكل وقضايا المخدرات تشير أصابع الاتهام الى رفقة السوء وتحاول الأسرة جاهدة التستر على ابنها للمحافظة على صورتها وسمعتها أمام الناس، وهذا بدوره لا يساعد الابن بل يفاقم ويؤزم الموضوع، لأنها اجتهادات شخصية وليست مهنية، وهذا الأمر يشكل خطورة بالغة على الأسرة لأنهم لا يعلمون أشكال المخدرات وأعراضها وما قد تسببه من أضرار على صحة الابن جسديا ونفسيا وعقليا، ومن ثم يحدث ما لا يحمد عقباه بأن يلحق الضرر بأفراد أسرته.

وتابع: لذلك، على الأسر ألا تتستر على أبنائها المدمنين بنية اصلاحهم او الخوف من تضرر السمعة ومن رجال الداخلية، بل يجب ان يقوموا بالاتصال فورا مع ادارة مكافحة المخدرات المعنية بهذا الأمر حتى يوفروا الحماية والعلاج للابن مع المحافظة على خصوصية وسرية معلومات الشاكي، حيث تتعامل الادارة مع الموضوع بسرية تامة وتحفظ هوية الشاكي تشجيعا للأسر على المبادرة والاتصال على الخط الساخن 1884141 لانقاذ ابنهم من مخاطر تبعات الادمان على نفسه وأسرته.

وزاد العسلاوي: أن الادارة تتفهم حساسية الموضوع وتعاملهم راق ويوفرون السبل العلاجية المناسبة للمدمن قبل أن يرتكب جرائم ويكون مصيره السجن.

استنهاض شامل

من جانبه، اوضح رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت د.ابراهيم الحمود أن الجريمة البشعة التي راح ضحيتها أحد أبطال وزارة الداخلية تستوجب استنهاض شامل لمؤسسات الدولة العامة والخاصة والمجتمع المدني لتقديم الحلول لمشكلة العنف وتفشي المخدرات وتردي السلوك الاجتماعي من خلال تقديم الدراسات والاطروحات العلمية بوضع الأسباب واستنتاج المسببات وتقديم النتائج الكفيلة لمعالجة هذه السلوكيات الآثمة التي توالدت وتضاعفت حتى أصبحت شبه يومية.

واوضح الحمود أن تغيير أخلاقيات الناس هو من أهم واجبات الدولة، فالدولة تملك المؤسسات التربوية والدينية والمالية والمهنية التي تستطيع توظيفها لقيادة هذا التغيير من خلال مناهج ودراسات عالمية مضبوطة بقيم الدين والأخلاق والعلم، وإذا كانت الدولة لديها القدرات والإمكانيات لقيادة فكر التعايش ونبذ العنف ومحاربة المخدرات والرذيلة بكل صورها والفساد بكل ألوانه، فإن مؤسسات المجتمع المدني لديها من الطاقات والوسائل العلمية المتخصصة لتقديم الحلول والدراسات الرصينة في سبيل تحقيق تصور الدولة وغاياتها.

وشدد الحمود على أن أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة الكويت من علماء نفس واجتماع وسياسة وقانون وتربية وأخلاق يعاضدهم في ذلك علماء الطب يضعون أنفسهم وعلومهم في خدمة المجتمع وفي رهن إشارة الدولة لتقديم علومهم وعلمهم فالكويت تستحق أن نبذل لها كل شيء فهي لنا كل شيء.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى