حشرة السيكادا: بعد 17 عاما تخرج من تحت الأرض بالمليارات للتزاوج

وكانت آخر مرة ظهرت فيها السيكادا في العديد من مناطق الولايات المتحدة في عامي 2003 و 2004.

وقد عاشت المليارات من حوريات السيكادا تحت الأرض منذ عام 2004 لتخرج الآن من التربة فتلقي بجلدها، وتتزاوج، وتضع بيضا ثم تموت، وكل ذلك على خلفية ضجيج الطنين الذي يصم الآذان الذي يحدثه الذكور لجذب الإناث.

وتعد السيكادا من أطول الحشرات عمرا في العالم، لكنها تقضي حياتها بأكملها تقريبا تحت الأرض وتتغذى على جذور الأشجار لفترات تتراوح بين من 13 إلى 17 عاما.

وعندما تكون هذه الحشرات مستعدة للصعود إلى السطح فإنها تبني أنابيب طينية في التربة وتزحف إلى الخارج للعثور على مكان للانسلاخ لتأخذ شكلها المجنح البالغ.

لكن لا تقلق، فعلى الرغم من وجود المليارات منها فهي ليست ضارة للإنسان ويمكن أن تكون مصدرا جيدا للغذاء للحيوانات والطيور.

ولا تخلط بين السيكادا والجراد حيث يمكن للجراد أن يدمر المحاصيل ويسبب العديد من المشاكل في بعض أنحاء العالم.

ومع أنها تعيش فقط في عمر البلوغ لمدة تتراوح بين أسبوعين و4 أسابيع فإنها تتغذى على الأشجار الصغيرة والكروم ويمكن أن تسبب أضرارا كبيرة في هذه العملية.

وأحد الأسباب الرئيسية لخروجها من الأرض هو التزاوج. ويصدر السيكادا الذكور طنينا عاليا ويجتذبون الإناث عن طريق الاهتزاز، مما يخلق ضجيجا حادا يعادل ضجيج دراجة نارية، بحسب العلماء.

وفي حال كنت تتساءل فقط، فإنه يمكن للبشر أن يأكلوا السيكادا إذا أرادوا ذلك لأنها صالحة للأكل وهي مصدر جيد حقا للبروتين.

ومازال سبب ظهور هذه الحشرات في فترات محددة غير واضح، على الرغم من أن بعض الباحثين يعتقدون أن ذلك يمكن أن يساعد السيكادا في تجنب الحيوانات المفترسة.

ويتحدث البروفسور مايكل روب، أستاذ علم الحشرات في جامعة ميريلاند، بكل شغف عن السيكادا، فيقول إن “ما يحصل هو تجربة فريدة لا مثيل لها في كل الكون حيث أن هذه المنطقة من أمريكا هي المكان الوحيد الذي تظهر فيه هذه الحشرات بالمليارات بل وبالترليونات وتعيش جنبا الى جنب مع ملايين البشر لفترة محددة”.

ويشبه روب ما يحث بحلقة من حلقات مسلسل صراع العروش الشهير اذ أن هذا الموسم القصير نسبيا يشهد موسم التكاثر واللقاء بين الذكور والإناث، ويشهد بالتالي حالات ولادة كثيرة لكنه يشهد حالات موت كثيرة لهذه الحشرة التي تخرج من بيئتها التي تعيش فيها معظم حياتها تحت سطح الأرض ويؤدي ذلك لموت أعداد كبيرة منها بعد ان تعيش لمدة قصيرة نسبيا فوق سطح الأرض.

أما الأمريكيون فيبدون اهتماما بالحشرة بطرق مختلفة وصلت إلى أن بعضهم يطبخها ويأكلها وقد تحولت لطبق يقدم في بعض مطاعم العاصمة الأمريكية واشنطن وغيرها من المدن الأمريكية، كما أن بعض صانعي الحلوى وضعوها ضمن مكونات قطع الشيكولاته التي يصنعونها.

وقد وصلت الحشرة لقمة السياسة الأمريكية اذ شوهد الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا متفاجئا بأن إحدى هذه الحشرات قد دخلت بين ياقة سترته وعنقه فدفعها بلطف، ومازح الصحفيين قائلا بأنها قد نالت منه وحذرهم منها وهو يضحك.