أخبار عاجلة

علماء ودعاة الكويت يفندون آراء | جريدة الأنباء


ليلى الشافعي

نشرت دار الإفتاء المصرية على موقعها في تويتر توجيهات بالدعاء والاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة النصف من شعبان باعتبارها ليلة مباركة والدعاء فيها مستجاب كما نشرت.

«الأنباء» طرحت الأمر على عدد من العلماء لبيان الرأي الشرعي في هذه القضية إلى جانب تخصيص يوم 15 من شعبان بالصوم وهل له أجر معين نصت عليه السنة النبوية؟

عميد كلية الشريعة السابق د.عجيل النشمي اكد ان كل ما ورد في ليلة النصف من شعبان، وما يقال عن فضلها احاديث موضوعة أو ضعيفة، ومنها حديث صلاة ليلة النصف من شعبان ودعاؤها الصلاة الألفية، وكذا الدعاء ليلة النصف من شعبان :اللهم ياذا المن ولا يمن عليه، او الدعاء ليلة النصف من شعبان: الهي بالتجلي الاعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم، فهو حديث موضوع، والله أعلم.

أما رئيس جمعية الإصلاح د.خالد المذكور فقال: لم يرد في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء مخصوص او صلاة مخصوصة والذي ورد بسند صحيح عن معاذ بن جبل يقول ان الله ليطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للجميع الا لمشرك او مشاحن، ولكن لم يرد دعاء مخصوص ولا صلاة مخصوصة، كما ان الذي ورد ان ليلة النصف من شعبان وهي من الايام البيض تأتي في كل شهر هجري فالذي يصومه يصوم من الليالي البيض وليس من النصف من شعبان.

ويقول د.عادل المطيرات: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان على خلقه فيغفر لكل مسلم ثم قال الا لمشرك او مشاحن، لو نظرنا الى هذا الحديث ليس فيه تخصيص لعبادة وإنما هذه الليلة ليلة فيها مغفرة للذنوب، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ينزل في كل ليلة فيجب الا تخصص هذه الليلة بعبادة معينة ولكن نرجو فيها ان يغفر لنا الله تعالى.

ويقول الشيخ د.فرحان الشمري: هذا ليس من السنة فلم يصح شيء عن فضل الدعاء بليلة النصف من شعبان والواجب اتباع ما جاء في الشرع وتلمس مواطن الاجابة التي جاءت في الكتاب والسنة.

ويضيف د.بسام الشطي: حقيقة انه لا يصح اي حديث عن النصف من شعبان والأحاديث في هذا اما ضعيفة او موضوعة ولم يحسنها احد من اهل العلم وبالتالي هي ليلة مثل باقي الليالي والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان بين رمضان ورجب شهر يغفل عنه الناس والمقصود فيه ان يستعد المسلم في هذا الشهر فكان من الصحابة من يخرج زكاته في هذه الايام وبعضهم يصوم صيام تطوع وبعضهم يعد العدة لرمضان والبعض يتصدق ويتلمس حاله اخوانه ويدعو الله ان يبلغنا رمضان وكان هذا فعل الصحابة رضي الله عنهم.

من جهته، قال د.راشد العليمي: هناك فرق ان تكون لليلة ميزة معينة شرعية ولكن الواجب ان نفرق ان فيها ميزة بان نخصصها بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يطلع في ليلة النصف من شعبان على خلقه فيغفر لهم الا لمشرك او مشاحن، اي الانسان الذي يبغض اهل الايمان او في قلبه حقد وبغض، ولكن ان نقول في هذه الليلة دعاء مخصص فلم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم بل خصها الله بميزة معينة خصها بان يغفر الله لكل انسان مطيع لله مسلم ليس في قلبه حقد او بغض للناس ولكن ان اخصص هذه الليلة بدعاء او صدقة فلم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نفرق أن لها ميزة اي لها خصوصية بأن الله ينزل مغفرته للمسلمين ومن كان قلبه صافيا، اما تخصيصها بعبادة معينة من صلاة او صدقة فلم يثبت، وهذا من البدع.

ويؤكد د.احمد الكوس ان من البدع عند بعض المسلمين الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيصها بالصيام او الصلاة او دعاء معين وقد ورد في فضلها احاديث ضعيفة وموضوعة فالاحتفال بليلة النصف من شعبان ليس له اصل ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه رضي الله عنهم، «من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد».

ويقول د.محمد الحمود النجدي: ليلة النصف من شعبان قد ورد في فضلها عدة أحاديث، منها ما هو صالح للاحتجاج، ومنها ما هو ضعيف لا يحتج به. فمما هو صالح للاحتجاج ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه» رواه الطبراني، وحسنه الألباني- رحمه الله- في صحيح الجامع برقم 771.

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن» رواه ابن ماجه، وابن حبان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.

هذا، وقد قال عطاء بن يسار: ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم.

فينبغي على العبد أن يتحلى بالطاعات التي تؤهله لمغفرة الرحمن، وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب التي تحجب عنه هذه المغفرة.

وأعظم هذه الذنوب: الشرك بالله، فإنه مانع من كل خير. ومنها الشحناء والحقد على المسلمين، وهو يمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا». رواه مسلم.

فأفضل الأعمال بعد الإيمان بالله سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها.

ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخصيص هذه الليلة صلاة معينة، أو دعاء، ولا عن أحد من أصحابه، وأول ظهور لذلك كان من بعض التابعين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة».

وقال الشافعي رحمه الله: بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان.

وأما صيام يوم النصف من شعبان فيسن على أنه من الأيام البيض الثلاثة، وهي: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، لا على أنه يوم النصف من شعبان، فإن حديث الصيام فيه لا يصح.

ويؤكد د.جلوي الجميعة أنه ليس لصيام النصف من شعبان أصل، فتخصيص يوم الخامس عشر بالصيام بدعة فليس في السنة الصحيحة ما يدل على فعل ذلك، لكن إذا صام أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فهذا مستحب في جميع الشهور، وكان النبي ﷺ يصوم أيام البيض ويصوم شعبان كله، وربما صام أكثره، تارة يصوم أكثره وتارة يصوم شعبان كله عدا يوم الشك.

ويشدد د.سعد العنزي على أنه لا يجوز تخصيص الدعاء في ليلة النصف من شعبان، حيث ان علماء الجرح والتعديل اختلفوا في صحة احاديثها، فليس هناك خصوصية في قراءة ولا صلاة مخصوصة ولا صلاة جماعة او دعاء او عبادة تذكر، ويقول العلامة ابن باز، رحمه الله: ما قاله بعض العلماء ان لها خصوصية فهو ضعيف، ورد فيها احاديث ضعيفة لا تصح، فليلة النصف من شعبان لا تخص بشيء.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى