هل قطاع الأعمال هو الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط؟
[ad_1]
- سمير هاشمي
- صحفي
لم تمض ستة شهور بعد على قيام قادة الإمارات العربية المتحدة والبحرين بتوقيع اتفاق سلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، لكن أصبح هناك ساكن جديد في المكتب البيضاوي وانتخابات أخرى قادمة في إسرائيل.
ورغم ذلك يبدو أن مستقبل “اتفاق إبراهيم”، الذي عمل على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدولتين الأخريين للمرة الأولى في تاريخهما، في أمان.
لقد وقع كل من المغرب والسودان اتفاقيات مماثلة، ليس هذا فحسب، بل إن اتفاقيات تجارية بملايين الدولارات جرى توقيعها بين اللاعبين.
ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي لوحده، تفيد التقديرات بأن 60,000 سائح إسرائيلي زاروا دبي وهذا الرقم لا يشمل وفود الأعمال التي تتدفق ذهاباً وإياباً.
وتقول فلور حسن-ناهوم، نائبة رئيس بلدية القدس، وواحدة من مؤسسي مركز الأعمال الإماراتي- الإسرائيلي: “لدينا أمور كثيرة مشتركة”.
وتضيف قائلة: “في اللحظة التي أُعلن فيها السلام سارع الناس إلى التعرف على بعضهم البعض. وبدأنا في إنشاء منتديات على تطبيق واتساب وعقد لقاءات عبر زوم وكانت لهذه العملية وتيرتها ونشاطها.”
لقد أُعلن عن اتفاقيات في مجالات من بينها قطاع المصارف وكرة القدم والأمن الإلكتروني والتقنيات الغذائية.
ويجري الإعلان الآن في دبي عن مطاعم تقدم الطعام “الكوشر”، وقد افتتحت صالتان رياضيتان لتعليم “كراف ماغا”، وهي رياضة الدفاع عن النفس التي طورها الإسرائيليون.
وتقول بعض التقديرات إن الاتفاقات ستجني ما قيمته 4 مليارات دولار من أنشطة الأعمال.
إحدى أولى الاتفاقات التجارية الرسمية وقعت بين شركة “فلوانس” وهي الذراع الإسرائيلي لشرطة أنظمة المياه ومجموعة الشيراوي التي تتخذ من دبي مقراً لها.
ويقول ثاني الشيراوي، وهو أحد مديري الشركة إن الاتفاق كان “ارتباطاً عقد في الجنة”.
وقال لنسخة خاصة من برنامج “توكنغ بزنس” على بي بي سي، لتقييم التأثير الاقتصادي للاتفاق: “إننا نتحدث اللغة ذاتها”.
ومضى قائلاً: “لدينا نفس الطموح وكلانا يريد أن يتوسع. فإسرائيل تملك التكنولوجيا- فهم متقدمون عنا ببضع خطوات عندما يتعلق الأمر بمجال المياه.”
يشعر رئيس شركة “فلوانس” الإسرائيلي يارون بار تال بحماسة ممائلة، ليس فقط إزاء الاتفاق التجاري وإنما أيضاً إزاء السلام بنطاقه الأوسع.
يقول بار تال: “يمكن للأعمال أن تمهد الطريق للسلام والعكس صحيح، فالسلام هو الطريق للأعمال ولذا فإنني كإسرائيلي وكرجل أعمال أشعر بالفخر بأن تكون منتجاتنا الطريق إلى السلام هناك.”
لكن اتفاق السلام لم يحظ بمباركة شاملة من الجميع.
فالرد الفلسطيني كان سريعاً، إذ شوهدت مسيرات ضد الاتفاق على الفور في شوارع قطاع غزة، وغرّدت السلطة الفلسطينية بأنه لن يكون هناك حل إلى أن تنهي إسرائيل احتلالها.
وزادت الهجمات الإلكترونية ضد الشركات التي تتخذ من الإمارات العربية مقراً لها بمعدل 250% بعد الإعلان عن الاتفاق.
يقول وليام براون، مسؤول عمليات الشرق الأوسط للأزمة والمرونة في شركة “كونترول ريسكس” الاستشارية، إن من المهم وضع الأمور في سياقها. ويضيف: “نحن نعيش أيضاً في وقت أصبح فيه العمل عن بعد هو العُرفُ السائد”.
ويمضي قائلاً: “إنه لمن المبالغة في التبسيط القول إن الزيادة (في الهجمات الإلكترونية) كانت رداً على الاتفاق، مع أنه من الواضح وجود تأثير.
في غضون ذلك، تراجعت التخمينات التي كانت تقول بأن السعودية ستكون التالية في التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل بسبب صلاتها مع البحرين.
يقول أديدايو بولاجي- أديو من وحدة المعلومات الاستخبارية في مجلة الإيكونوميست: “أعتقد أن هذا مستحيل في ظل الملك السعودي الراهن”.
ويمضي قائلاً: ” إنه (العاهل السعودي) يتوافق مع المدرسة الفكرية التي تقول بوجوب حل القضية الفلسطينية قبل الإنخراط في علاقات مع إسرائيل، لهذا أعتقد أن الاتفاق مستبعد في الوقت الراهن.”
لكنه يقول: “يمكنني أن أرى عُمان توقع اتفاقاً (مع إسرائيل). أعتقد أن العمانيين يودون رؤية ردة فعل العالم العربي على هذه الاتفاقات.”
وقّعت إسرائيل اتفاقيات سلام مع مصر والأردن منذ سنوات طويلة لكن هذه الاتفاقيات لم تحظ بشعبية كبيرة على الأرض في هذين البلدين، بخلاف الاتفاقات الأحدث التي قوبلت بالتأكيد بترحاب من جانب أوساط المال والأعمال في البلدين كليهما.
فطوال عقود كانت تنساب الأعمال بصورة غير رسمية بين الإمارات وإسرائيل- الآن هي في العلن.
وسيكون للمدى الذي تعيد فيه اتفاقات السلام تنظيم تحالفات القوى بالإضافة إلى الاقتصادات في المنطقة نتائجه العظيمة في السنوات القليلة المقبلة. ويبدو أن أوساط الأعمال قد أعطت رأيها بالفعل في هذا الأمر.
[ad_2]
Source link