أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

الشخصية الجذابة … مقال بقلم الدكتور عبدالله سافر الغامدي

إيسايكو: الشخصية الجذابة … مقال بقلم الدكتور عبدالله سافر الغامدي.

يسعى أغلب الناس إلى امتلاك شخصية جذّابة وملفتة، تأسر القلوب، وتؤثر فيها، وينالون بها الود والاحترام، والعناية والاهتمام، كما يظفرون بها نجاحاً في بناء التواصل، ونيل المصالح، وتيسير المصاعب.
ولا يقصد بالشخص الجذاب صاحب الوسامة والخلقة الجميلة، وإنّما ذلك الجذاب الجميل بأخلاقه، والجذاب الجميل في كلامه، والجذاب الجميل في تعاملاته، والذي ترى حضوره الفاعل والقوي مع الآخرين، حيث يسعدون بلقائه، ويرتاحون عند حضوره، فيكسب الاعتزاز والتقدير، والاحترام والتبجيل.
والشخص الجذاب تراه ينفرد بالمظهر الجميل للجسم، وبالأناقة في اللبس، وبالرائحة الزكية، واكتمال شروط النظافة الشخصية، والتي هي من المقومات الرئيسة التي تعطي الانطباع الأولي للآخرين، مما يساعد ذلك في جذب الانتباه، والشعور بالارتياح، قال صلى الله عليه وسلم:”الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ”، والطهارة معنى كلي يشمل النظافة بلا شك.
كما يتميز الشخص الجذاب باللباقة في الكلام، وبإجادة الحوار والنقاش، فهو يستمع أكثر مما يتكلم، ولا يتضمن حديثه انتقاداً غير بنّاء، أو إهانة للآخرين، أو التعالي عليهم، بل تراه يحرص على التواضع ليكسب التقدير، ويظفر بالتوقير، قال عليه الصلاة والسلام: (مَنْ تَوَاضَعَ لله رَفَعَهُ الله).
كذلك تجد الشخص الجذاب هاش وباش ومبتسم؛ وهذا له تأثير عجيب في نيل الجاذبية، وفي إشاعة الأمن والطمأنينة، ورد في الحديث الصحيح: “وتبسمك في وجه أخيك صدقة”.
ومن خصائص الشخص الجذاب: أنك تراه يحرص على مناداة من يقابله باسمه، ليشعره بأهميته، كما يصافح غيره بروح منشرحة، ونفسية مبتهجة ، وهو ينظر في عيني محدثه أثناء الحديث، فللعيون تأثير كبير في لغة التواصل، وفي الحديث الشريف:”إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ”.
كما تجده يثني على ما يراه من إيجابيات، فالإنسان بطبيعته الفطرية يحتاج إلى إظهار الإعجاب الذي يجدد الثقة في النفس، ويكسب الانجذاب، والود والاحترام.
وهو بوجه عام يتصف بكل الأخلاق الحسنة، والصفات الحميدة، كالصدق والأمانة، والنبل والوفاء، والتسامي والتسامح وغير ذلك من الصفات التي ترفع من شأنه مع الآخرين.
المهم في الشخص الجذاب أنه يتميز بالذكاء العاطفي الذي يجعله ينظم نفسه، ويوجه عاطفته، ويسيطر على سلوكه، ليكون أقدر على إدارة مشاعره، والتعامل مع مشاعر الآخرين بطريقة لائقة وراقية، حيث كلما ارتفعت مهارات الذكاء العاطفي ، كلما أدى ذلك إلى قيام علاقات شخصية فعالة وناجحة، وبشكل أكبر وأجود وأمتن.
ومما هو معلوم أيها الإخوة: أن صفات الشخصية الجذابة يمكننا تشربها واكتسابها، من خلال مشاهدة النماذج القدوة، التي نقلدها سلوكياً وخلقياً، لتنطبع في نفوسنا صورتها القولية والفعلية، الحسية والمعنوية، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، في جميع أقواله، وفي سائر أعماله ،هذا والله الهادي إلى سواء السبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى