أخبار عاجلة

نحال كويتي: العسل في الكويت متميز وذو جودة عالية ويستخرج من رحيق أزهار السدر والكينا والصفصاف

إيسايكو:

نحال كويتي: العسل في الكويت متميز وذو جودة عالية ويستخرج من رحيق أزهار السدر والكينا والصفصاف

النحال سالم العومي وخلايا النحل

الكويت (كونا): مع بزوغ الفجر تتخلل أسراب النحل أغصان أشجار السدر المتشابكة مع أشعة الشمس وتتدافع إلى الأزهار الصفراء الصغيرة المتدلية مثيرة جلبة خفيفة باصطدامها بحبات الندى على أطراف الزهور لتنثرها في كل الاتجاهات.
وهذا المنظر يبدو أشبه بتطاير قطع بلور الشفاف متناهي الصغر أو يسقط بعضها فوق حبات الكنار (النبق) وبعضها على حواف الأوراق الخضراء حتى كانه شريط مصور ببطء يلتقط صورا للنحل وهو يهتز ويرقص فرحا أمام الزهور.
ويصف النحال سالم العومي النحل بأنه مخلوق سهل وبسيط لا يحب التعقيد له لغة خاصة تتمتع بإيقاع تعبيري راقص فعندما تعود النحلة السارحة إلى الخلية وهي عارفة بوجود رحيق أو حبوب لقاح أو ماء فإنها تقوم بالرقص التعبيري ولكل رقصة وحركة معنى وإشارة خاصة تحدد من خلاله مكان الرحيق والمسافة من حيث بعده عن الخلية واتجاهه بالنسبة للشمس ودرجة تركيزه وحتى نوع الزهور.
وقال العومي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء ان النحلة السارحة ترقص في حضرة الشغالات وتبدأ بالرقص بشكل دائري او اهتزازي تارة إلى اليمين وأخرى إلى اليسار في إيقاع سريع لمدة نصف دقيقة وقد تطول إلى دقيقة كاملة بعد ذلك تستعد كل الشغالات للخروج لجمع الرحيق.
وذكر أن أشهر أنواع العسل في الكويت هي ثلاثة تستخلص رحيق زهور أشجار السدر المستخرج منه عسل السدر الذي تشتهر به الكويت والكينا والصفصاف اللتين يستخرج منهما العسل الربيعي.
وبين أن الكويت تستورد سنويا زهاء 10 آلاف طرد نحل (حوالي 20 ألف نحلة) يتراوح سعر الطرد ما بين 15 إلى 20 دينارا كويتيا خلال فترتين وعلى مرحلتين الأولى خلال شهري مارس وأبريل والثانية خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من كل عام.
وأوضح العومي أن كلفة خلية النحل كاملة مع النحل تتراوح ما بين 40 و45 دينارا وتنتج من ثلاثة الى خمسة كيلوغرامات خلال الموسم الواحد مشيرا إلى أن النحلة تزور نحو 100 زهرة وتنقل في كل جولة ما يزيد على نصف وزنها من حبوب لقاح النبات وهناك 320 نوعا من انواع العسل تختلف في اللون والنكهة والرائحة.
وأكد أن العسل الكويتي له حضور عالمي وبصمة صحراوية تصدرت مراتب متقدمة مبينا أن السر في جودة عسل النحل الكويتي يعود إلى أنه نتاج مرعى المناطق الصحراوية وهي قليلة الرطوبة مما ينتج عسلا ذا جودة عالية لأنه يحصل على أفضل أنواع الرحيق بعكس النحل في المناطق الرطبة.
وقال إن أهم العوامل المؤثرة في جودة العسل بشكل عام تقاس بعاملين أساسيين هما نسبة السكريات ونسبة الرطوبة فكلما زادت نسبة الرطوبة قلت جودته والأمر يختلف مع نسبة السكريات في العسل فكلما زادت نسبة السكريات أصبح العسل أكثر جودة.
وأشار إلى وجود ثلاثة أنواع رئيسية من العسل الكويتي هي (عسل السدر) و(الكينيا) و (الصفصاف) بالرغم من معدلات الانتاج المنخفضة للخلية الواحدة حيث ان معدل انتاج الخلية الواحدة هو ما بين(3-5) كيلو جرامات في الموسم الواحد.
وقال العومي ان عسل السدر من أجود أنواع العسل على مستوى العالم ويتراوح سعر الكيلو جرام إلى 150 دولارا ويتميز بلونه البني الداكن ورائحته الزكية وطعمه اللذيذ والحار يستخلصه النحل من شجرة السدر.
واضاف ان عسل الصفصاف يتمتع بلون أصفر ذهبي وطعمه جيد ويتبلور إلى كتلة ناعم وعسل الكينا ذو لون عنبري غامق ورائحة مميزة وطعم جيد مبينا أن إنتاج العسل في الكويت يكون على فترتين سنويا حيث يبدأ الهواة خلال شهر مارس بوضع الخلايا ويحصدون الإنتاج في شهر يونيو الذي يستخرج من أشجار الكينا والأزهار المتنوعة التي تظهر في الربيع في حين تبدأ الفترة الثانية في سبتمبر ويتم الإنتاج في نوفمبر وديسمبر ويكون منتجا من شجر السدر والبرسيم.
واشار الى ان مزارع الكويت تحتضن اكثر من 15 الف خلية نحل منتشرة على البيوت والمزارع والمدارس اذ ان هواية تربية النحل تستقطب اهتمام الكويتيين من الجنسين حيث بلغ متوسط عدد النحالين تقريبا 300 نحال وهاو في تربية النحل والعدد في تزايد.
وذكر العومي ان أنواع النحل بلغ عددها 20 ألفا في مختلف أنحاء العالم منها جنس واحد مستأنس لإنتاج العسل يضم النحل الإيطالي والروسي والقوقازي والالماني والمصري وأنواع أخرى عديدة.
وكشف بان النحلة لكي تكون كيلو جرام واحد من العسل فإنها تنتقل بين الزهور مسافة تعادل 11 مرة قدر محيط الأرض حول خط الأستواء.
وقال ان النحالين يستوردون هجينا من النحل الإيطالي الملقح مع النحل المصري المعروف بـ(الشغول)أي كثير الحركة ويعد من أفضل أنواع النحل الملائم للبيئة الكويتية.
وبين ان العسل يتكون عندما تخلط النحلة رحيق الأزهار بأنزيماتها ثم تضعه في فتحات القرص الشمعي وتجففه بالهواء الصادر عن حركة أجنحتها (بالتهوية) ويعتمد لون وطعم العسل على الزهور التي جمع النحل الرحيق منها ويختلف في طعمه ولونه ورائحته بحسب المرعى الذي يتغذى عليها.
وذكر أن ما بين عشرين الف الى ثلاثين الف نحلة تعيش في خلية واحدة وتقوم الشغالة بتدفئة الخلية اثناء الشتاء وذلك عن طريق تشغيل أجنحتها وتقوم الشغالة المتوسطة في العمر ببناء خلايا الشمع والتي تحتاج لها نحو 1 كيلوجرام من رقائق الشمع التي تنمو على جسدها.
وأشار إلى أن إنتاج الكويت السنوي من العسل يبلغ من 25 إلى 35 طنا سنويا مبينا أن سعر العسل الكويتي يتراوح مابين 10 و30 دينارا للكيلو الواحد.
وكشف أن النحل هو أول من استخدم في حروبه الخاصة مااسماه ب”الأسلحة الكيماوية” قبل البشر وذلك لخبرته بمعرفة أنواع الرحيق السام إذ يفرز عليه بعض الانزيمات ويرشها على الحشرات التي تهاجم خليته فتموت مختنقة.
وأشار الى اهم المشكلات التي يتعرض لها مربو النحل ومنها ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف والتي تقضي على معظم النحل والطيور الربيعية وخصوصا طائر الوروار (الخضيري) آكل النحل وبعض الحشرات مبينا ان تكلفة تربية النحل الخلية الواحدة تقدر ب 30 دينارا بينما تكلفة الملابس الواقية من لسعة النحل 5 دنانير.
وقال ان الملكة هي من تضع البيض اما “الشغالات فهي إناث عقيمة عددها يقارب 45000 داخل المستعمرة ولا يتجاوز عمرها ستة أسابيع وتقضي الأسابيع الثلاثة الأولى داخل الخلية في القيام بجميع المهام الموكلة إليها من تنظيف أما الأسابيع المتبقية فتعمل خلالها على جمع رحيق الأزهار وحبوب اللقاح.
وتابع أن العسل هو أول منتجات الخلية وليس آخرها إذ يأتي بعد ذلك الشمع وغذاء الملكة ثم حبوب اللقاح ثم العكبر وفي النهاية سم النحل.
وذكر ان العكبر هو تلك المادة السوداء المحيطة ببرواز الخلية حيث يظهر باللون الأسود نتيجة تراكمه و يتمتع بكثير من الفوائد ويعتبر من أقوى المضادات الحيوية على الإطلاق ويستخلص العكبر من براعم الأشجار بينما يستخدمه النحل لتعقيم وتطهير الخلية إذ يقوم النحل بدهن العيون السداسية ومداخل الخلية أيضا وذلك لمنع أي نحلة من الدخول دون أن تطهر نفسها وتعقيمها .
وقال العومي ان صمغ النحل هو مادة صمغية لونها بني مخضر يجمعها النحل من الأشجار وبراعم بعض النباتات لكي يستعملها في تضييق مداخل الخلايا وتثبيت الأقراص الشمعية.
وتابع انه فيما يتعلق بالغذاء الملكي او لبن النحل فهو اشبه باللبن الكثيف تفرزه الشغالات لتطعم به الملكة واليرقات وهو يحدد مستقبل اليرقات المؤنثة فإذا غذيت عليه طيلة الطور اليرقي (خمسة أيام) فستصبح الملكة طويلة ورشيقة ومبايضها كاملة خصبة وإن غذيت عليه لمدة ثلاثة أيام فقط واستكمل غذاؤها بحبوب اللقاح المعجون بالعسل (خبز النحل) أصبحت شغالة عقيمة.
واضاف ان مهمة بناء الأقراص الشمعية هي خاصة بالشغالات حينما تتناول كميات كبيرة من العسل وتتشابك مع بعضها البعض بشكل سلاسل رأسية متجاورة متراصة عند المكان الذي ستبني فيه القرص حيث تبدو ساكنة بينما تقوم أعضاء الهضم والإفراز بتحويل محتويات حويصلة العسل إلى طاقة وشمع تبدأ ببنائه في غضون 48 ساعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى