أم القلايد عمل متعوب عليه | جريدة الأنباء
[ad_1]
مفرح الشمري
[email protected]
استطاع مسلسل «ام القلايد» الذي انتهت حلقاته قبل ايام على شاشة الـmbc ان يتفوق على مسلسلات سعودية تعرضها حاليا مثل مسلسل «الميراث» ومسلسل «وصية بدر» في نسبة المشاهدة بسبب الغموض والاثارة والتشويق التي في هذا المسلسل البعيد نوعا ما عن «الحشو» و«المط» الذي تعودنا عليه في اغلب مسلسلاتنا الخليجية.
احداث «ام القلايد» تدور في 13 حلقة وهذه ميزة اخرى تضاف لصناعه حتى تظهر الاحداث متماسكة ومحبوكة بالشكل الصحيح لجذب المشاهد الخليجي الذي تعود على مشاهدة 30 حلقة في مسلسلاتنا مما يفقده التركيز على المتابعة لأنها تحتوي بعضها على مشاهد «سلق بيض» للوصول للحلقة الـ30.
سوالف الحب
ومن مميزات جماليات مسلسل «ام القلايد» ان احداثه ابتعدت عن «سوالف الحب والمغازل والكشخة» التي نشاهدها في اغلب مسلسلاتنا الخليجية التي تدور معظم احداثها حول هذه الأمور مما يفقد المشاهد رغبته بمتابعتها لان قصصها مكررة ومستهلكة، ولكن في مسلسل «ام القلايد» الأمر مختلف كليا لأنه احترم المشاهد وركز على تاريخ وجغرافيا المكان الذي تدور احداث المسلسل فيه، وتعامل صناعه مع هذه الجزئية بكل احترافية حتى يحقق عملهم التميز في عيون المشاهدين شكلا ومضمونا.
قرية خيالية
احداث المسلسل تم تصويرها في قرية رجال ألمع في «أبها» التي تقع جنوب المملكة العربية السعودية وذلك لجمال طبيعتها الخلابة، وقرية «أم القلايد» ـ قرية خيالية ابتكرها كاتب العمل مفرج المجفل ـ الذي أراد من خلال عمله اظهار حضارة هذا المكان الذي تنطلق منه احداث مسلسله في هذه القرية النائية التي يسكن فيها عدد قليل من الناس والذين ينشغلون في معرفة الحقيقة بعد اختفاء فتاة مراهقة في منطقة مرتفعة، الأمر الذي يؤدي الى كشف تورط جميع سكان القرية في القيام بأعمال غير شرعية، وهذا الامر علنا منذ الحلقة الأولى من المسلسل حين يرفض وعلان «مشعل المطيري» نقل قبر أخيه نياف حتى تطبق إجراءات الحكومة، وحتى يقوم بالثأر لشقيقه الذي قتل وتم حرقه قبل عشرين عاما، ولكنه يصدم برجوع راوية «زارا البلوشي» من أجل أن تقوم ببيع منزل والدها ضمن مشروع تثمين الأراضي بعد غيابها الكثير من السنوات، فيقوم وعلان بالطلب من قريبها دهام «سعيد صالح» بأن يرحلها بعد أن سبب العار في البلد لهم.
هذه الاحداث الاولية والمشوقة والتي تحمل بين طياتها الكثير من الغموض في المسلسل دفعت المشاهد لمتابعته بلهفة لانها احداث لم يتعود ان يراها في معظم مسلسلاتنا الخليجية التي تكشف عن نهايتها منذ الحلقة الاولى لان قصصها مكررة ولكن احداث «ام القلايد» في حلقته الاولى حملت الكثير من الاثارة والتشويق شكلا ومضمونا.
تحترم المشاهد
مثل هذه الاعمال «المتعوب عليها» هي التي تظل في «بال» المشاهدين لشعورهم بأنها اعمال تحترمه وقريبة من واقعه الذي يعيشه وتتماشى مع عاداته وتقاليده.
مسلسل «ام القلايد» لم يعتمد على نجم شباك حتى يتميز عند المشاهدين وانما اعتمد على مجموعة من الفنانين الشباب فكانت البطولة جماعية وهذه رسالة مهمة يقدمها المسلسل لمنتجي المسلسلات الخليجية بأن عصر «النجم الأوحد» لا يفيد حاليا مهما كان حجمه وان توزيع الادوار مهم حتى تنجح اعمالكم.
هنات بسيطة
بغض النظر عن بعض الهنات البسيطة التي لاحظها المشاهدون في المسلسل إلا انه يعتبر خطوة مهمة في مسيرة الدراما السعودية لأنها تتماشى وتتناسب مع رؤية المملكة العربية السعودية الثقافية لتقديم أعمال تلفزيونية مميزة نبرز فيها ثقافتنا الادبية والجغرافية من خلال التعاون مع كتاب مثل مفرج المجفل ومخرج مثل ابراهيم شكيري الذي كانت رؤيته الاخراجية سببا آخر لتميز مسلسل «أم القلايد»، ومنتج كالمنتج مشعل المطيري الذي يبحث دائما عن التميز في انتاجاته الفنية.
يذكر أن مسلسل «ام القلايد» ضم نخبة مميزة من الفنانين مثل دريعان الدريعان، زارا البلوشي، مشعل المطيري، ومحمد القس، وسعيد صالح ونواف الظفيري وفاطمة البنوي وفيصل الدوخي وسعيد القحطاني وآخرين.
[ad_2]
Source link