أخبار عربية

هل من الممكن مساعدة ضباط الشرطة في التخلص من تحيزاتهم الخفية؟


مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الاحتجاجات ضد عنصرية الشرطة ليست بالجديدة في الولايات المتحدة، لكن الكثير من القوات الآن تتخذ خطوات لاجتثاث المشكلة من جذورها

كشف مقتل جورج فلويد في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية على يد ضباط شرطة وإطلاق عناصر من الشرطة النار على جاكوب بليك في ولاية ويسكونسن عن تجذر التمييز والتحيز في المجتمع الأمريكي. وبينما خرج الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على أوجه التمييز العنصري، فقد أجبرت الحادثتان الكثيرين على التساؤل عن مدى براءتهم من التحيز ضد الآخرين.

قد يظن البعض أن التمييز العنصري يقتصر على الممارسات التحيزية الواضحة، لكن هذا التصور خاطئ، فهناك نوع من التحيز يؤثر على قراراتنا وسلوكياتنا دون أن ندري، ويطلق عليه اسم “التحيز الضمني”.

ويعرف التحيز الضمني بأنه أي نوع من المحاباة أو الانحياز الذي يتسرب إلى أفكارنا وتصوراتنا دون وعي أو معرفة مباشرة. وقد يتعارض التحيز الضمني مع معتقداتنا وسلوكياتنا المعلنة. ويعد التحيز الضمني عادة محصلة لخبراتنا الشخصية وانطباعات الآخرين حيال تصرفاتنا منذ الصغر، وتفاعلنا مع المجتمع والثقافة، مثل الكتب التي نقرأها والقنوات التي نشاهدها عبر التلفاز والأخبار التي نتابعها.

وطبقت الكثير من أقسام الشرطة في الولايات المتحدة أنظمة لمواجهة التحيز الضمني لإثبات جديتها في استئصال جميع أشكال التمييز العنصري الذي يمارسه عناصرها على اختلاف رتبهم.

لكن المسألة ليست بهذه البساطة، فقوات الشرطة تواجه الكثير من التحديات للقضاء على السلوكيات التمييزية التي يمارسها الضباط. فهناك اتحادات قوية وقوانين محلية تحصن ضباط الشرطة من المساءلة في حالة ارتكاب إخلال بواجبات الوظيفة ومقتضياتها. وكثيرا ما يُعَين الضباط الذين أوقفوا عن العمل أو استقالوا في وكالات إنفاذ قانون أخرى، قد لا تعلم شيئا عن تاريخهم المهني.

وقد تتطلب معالجة هذه المشكلات إصلاحات كبرى هيكلية ومؤسسية، أو في المقابل، قد يبدو البديل الأسهل نسبيا هو تدريب العاملين للتعرف على تحيزاتهم غير الواعية ضد الآخرين.

وبخلاف الشرطة، شرعت أيضا شركات ومؤسسات متعددة الجنسيات في مكافحة التحيز الضمني، مثل سلسلة مقاهي “ستارباكس” التي أمرت بعقد دورات تدريبية للقضاء على التحيز الضمني بعد أن ارتكب موظفوها سلوكيات تمييزية ضد الزبائن في حادثتين منفصلتين. وتلزم مؤسسة بي بي سي موظفيها بحضور دورة تدريبية للقضاء على التحيز غير الواعي.

لا شك أن الضغط على رقبة رجل ملقى على الأرض حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة تصرف شديد البشاعة، لكن التحيز الضمني قد يؤدي إلى سلوكيات تمييزية عديدة قد لا يلاحظها الشخص الذي يمارسها نفسه. وأحيانا تؤثر هذه السلوكيات على الطرق التي يتعامل بها أفراد المجتمع، وليس ضباط الشرطة فقط، مع بعضهم.

لكن هل يمكن أن تساعدنا التدريبات الموجهة للقضاء على أشكال التحيز الضمني في تجاوز تحيزاتنا التي لا نكاد نلاحظها قط؟ وهل يمكن أن نتخلص من هذه التحيزات تماما؟

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

لا تزال التظاهرات المطالبة بمحاسبة رجال الشرطة في قضايا قتل تكتسب زخما في الولايات المتحدة

قد تكون الخطوة الأولى للقضاء على التحيز هي التعرف عليه وفهمه في المقام الأول. ولهذا الغرض جرى تطوير اختبار تداعي المعاني في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، والذي يعرض مجموعة من الكلمات والصور على الشاشة وعليك أن تربط بينها في أسرع وقت ممكن. ولقياس التمييز العنصري، يعرض الاختبار عبارات إيجابية وأخرى سلبية ومجموعة صور لأشخاص ذوي بشرة بيضاء وذوي بشرة سمراء.

وفي عام 1998، أتاحت جامعة هارفارد اختبار تداعي المعاني للجمهورفي إطار مشروعها “إمبليسيت”، وشارك فيه حتى الآن أكثر من 25 مليون شخص. ويقول كالفين لاي، مدير الأبحاث بالمشروع، إن أعداد المشاركين زادت زيادة كبيرة تزامنا مع حركة “حياة السود مهمة”.

وقد يساعدنا هذا الاختبار في اكتشاف مدى تحيزنا ضد الآخر. فقد يظن المرء أنه غير متحيز، لكن سلوكياته قد تثبت العكس.

ويقول لاي إن البيانات المستخلصة من اختبارات تداعي المعاني خلال الفترة بين عامي 2007 و2015، تشير إلى أن 73 في المئة من أصحاب البشرة البيضاء و34 في المئة من أصحاب البشرة السمراء و64 في المئة من الأشخاص الذين ينحدرون من أعراق أخرى، يتحيزون لأصحاب البشرة البيضاء وضد أصحاب البشرة السمراء. وهذا التحيز أكثر انتشارا مما نتصور إلى حد أن الأطفال في سن أربع سنوات، على اختلاف أعراقهم، كانوا يتحيزون لصالح أصحاب البشرة البيضاء.

ربما تكون التحيزات الضمنية قد ساعدت أسلافنا في تقييم مدى شراسة الخصم الذي يهاجمهم، لاتخاذ قرار الفرار أو القتال. لكن التحيزات اليوم قد تدفعنا لممارسة سلوكيات تمييزية.

وقد يصعب تجاوز هذه التحيزات بسبب طبيعتها المتجذرة. ويقول جيفري شيرمان، عالم النفس بمختبر المعرفة الاجتماعية بجامعة كاليفورنيا: “تثبت الأبحاث أنه من السهل تغيير آراء الناس لفترة قصيرة من الوقت، ربما بضع ساعات، لكن من الصعب تغييرها لأكثر من يوم”.

وفي عام 2012، أجريت دراسة خضع خلالها المشاركون لاختبار تداعي المعاني، ثم استعرض الباحثون مستوى تحيزهم ضد الآخرين، وكيف يؤدي هذا التحيز الضمني إلى التمييز وغيره من التبعات السلبية ضد الأقليات، كما تعلم المشاركون أساليب معرفية للحد من التحيز. وبعد شهرين، أجرى الباحثون الاختبار مرة أخرى لنفس المشاركين ولاحظوا أنهم أحرزوا درجات أقل في حدة التحيز، وكانوا أكثر وعيا وحذرا في سلوكياتهم لتفادي التحيز.

وقد اقترحت أساليب عديدة للحد من التحيز ضد الآخرين. فقد أجرت باتريشيا ديفاين، عالمة نفس بجامعة ويسكونسن ماديسون، دراسة حول الأحكام التي يطلقها الناس على الآخرين. وتقول إن الناس لو شاهدوا مثلا شابا طويلا أسمر البشرة يتجول في الجامعة سيفترضون أنه عضو في فريق كرة السلة. وتلفت ديفاين في هذا الموقف إلى أن هذه الافتراضات لا تعدو كونها نتيجة للتعميم والتنميط.

وطورت ديفاين وزملاؤها تدريبا لمساعدة المشاركين على التخلص من التحيز. وبعد عامين، لاحظوا أن المشاركين الذي خضعوا للتدريب كانوا أكثر ميلا لمعارضة مقالة في إحدى الصحف تؤيد التنميط العنصري على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ أسهم التدريب في تغيير سلوكياتهم على المدى الطويل، ربما لأنهم أصبحوا أكثر حرصا على ملاحظة تحيزاتهم وتجاوزها.

وترى ديفاين أننا قد نتعلم مع الوقت التعرف على الطرق التي قد تؤثر بها التحيزات على تفكيرنا وتفضي إلى استنتاجات غير مناسبة أو غير مبررة. ومن ثم قد نتجاوز هذه التحيزات ونتخذ قرارات تعكس نوايانا وقيمنا الحقيقية.

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

أدى مقتل جاكوب بليك على يد قوات الشرطة في كينوشا إلى مزيد من الاضطرابات

وأثبتت ديفاين وزملاؤها أن التدريب الذي يهدف للقضاء على التمييز بين الجنسين، أسهم في زيادة نسب تعيين الإناث في هيئة التدريس بكليات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والطب بجامعة ويسكونسن ماديسون. وبينما كانت نسبة الموظفات الإناث في الأقسام التي لم تتلق التدريب 32 في المئة، فإنها وصلت إلى 47 في المئة في الأقسام التي تلقت التدريب على مدار عامين.

وأجرت جامعة ستانفورد عدة تجارب عن تأثير هذه التدريبات في بيئات إنفاذ القانون، عرضت خلالها على 61 ضابط شرطة كلمات ذات صلة بالجريمة، مثل “عنف” و”جريمة” و”إيقاف” و”إطلاق النار”، ولاحظ الباحثون أن الضباط كانت أنظارهم في كل مرة تتجه نحو الأشخاص ذوي البشرة السمراء.

وطلب الباحثون من الضباط أن يطالعوا صورا لأشخاص ذوي بشرة سمراء وآخرين ذوي بشرة بيضاء (لم يكونوا سوى موظفين في الجامعة) وطلب منهم تمييز الأشخاص الذين تبدو عليهم علامات الإجرام. ولم يختر الضباط ذوي البشرة السمراء فحسب، بل إن الأشخاص الذين يملكون بشرة أكثر سوادا، كانوا أكثر إثارة لارتياب الضباط مقارنة بأصحاب البشرة الأقل سوادا.

لكن هذه الدراسة شملت عددا محدودا من ضباط الشرطة من قسم شرطة واحد ولا ينبغي تعميم النتائج على جميع ضباط الشرطة.

وكشفت دراسة أخرى أجرتها جينيفر إيبرهاردت، الأخصائية النفسية بجامعة ستانفورد، أن المتهمين ذوي البشرة الأكثر سوادا الذين تتطابق ملامحهم مع المنحدرين من أصول أفريقية، أكثر عرضة للإدانة والخضوع لعقوبة الإعدام.

وعندما طُلب من ضباط الشرطة التفكير في إلقاء القبض على المتهمين أو إطلاق النار عليهم، كانت أعينهم تستقر على أصحاب البشرة السمراء.

وفي عام 2015، حللت دراسة جميع حوادث القتل التي ارتكبها ضباط شرطة في الولايات المتحدة والبالغ عددها 991 حادثة، وخلصت إلى أن نسبة القتلى غير المسلحين من ذوي البشرة السمراء في هذه الحوادث كانت أعلى من نسبة نظرائهم من ذوي البشرة البيضاء بمقدار الضعف. وكتب الباحثون: “يبدو أن الضباط يبالغون دون وعي في تقدير حجم التهديد الذي يمثله المدنيون من الأقليات العرقية”.

لكن الباحثين أشاروا إلى أن هذا لا يدل على أن ضباط الشرطة أكثر ميلا للتحيز مقارنة بسائر أفراد المجتمع. ويقول شيرمان إن هناك بالتأكيد بعض الضباط العنصريين، ولن يهتموا بمعالجة تحيزاتهم الضمنية، لكن ضباط الشرطة بشكل عام ليسوا أكثر عرضة من سائر أفراد المجتمع لممارسة سلوكيات تمييزية.

لكن الفارق هو أن ضباط الشرطة قد يواجهون مواقف تتطلب اتخاذ قرارات في غمضة عين، فضلا عن أنهم مجهزون بالسلطة القانونية والقوة البدنية. ويقول شيرمان: “إذا كنت تعمل على سبيل المثال في متجر للكتب، فإن تبعات تحيزك الضمني ستكون أقل فداحة بمراحل من تبعات التحيز الضمني لضابط الشرطة”.

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

أشعل مقتل جورج فلويد أثناء توقيفه من قبل ضباط شرطة احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة وحول العالم

وتستخدم لوري فريدل، أستاذة علم الجريمة بجامعة جنوب فلوريدا التي تدرب ضباط الشرطة في الولايات المتحدة على مواجهة التحيزات الضمنية، نتائج أبحاث إيبرهاردت في دوراتها التدريبية، للبرهنة على مدى شيوع التحيز الضمني ضد أعراق بعينها. وتعلم ضباط الشرطة أساليب للتحكم في تحيزاتهم.

وتقول فريدل إن ثمة طريقة بسيطة وسريعة لمواجهة تحيزاتك، وهي أن تسأل نفسك: هل سأوقف هذا الشخص لأنه فقط متحول جنسيا أو ذكر أو من أصول لاتينية أو مشرد أو غير ذلك؟

وفي المقابل، تشدد على أهمية تروي ضباط الشرطة قدر الإمكان والتركيز على جمع البيانات بدلا من الاعتماد على القوالب النمطية.

وتحذر فريدل من التواطؤ مع المتحيزين في العمل، فإذا تجاهلت تحيز أحد زملائك ضد فئة ما، فأنت متهم بالتواطؤ معه. وتقول فريدل: “إننا نناقش أيضا تحيزات أفراد المجتمع، فقد يشتبه أفراد المجتمع في أحد المواطنين بناء على تحيزاتهم، ويبلغون عنه الشرطة”. وتحذر الضباط من عدم التأثر بتحيزات أفراد المجتمع عند أداء واجباتهم.

لكن بعض الناس يشككون في جدوى تدريبات القضاء على التحيز الضمني، ولا سيما لأن أقسام الشرطة تنفق ملايين الدولارات على هذه التدريبات.

وتعيب بيستي بالوك، أستاذة علم النفس بجامعة برينستون، على هذه التدريبات أنها لا تتضمن طرقا لحث المتدربين على التحكم في تحيزاتهم الضمنية.

وتخشى بالوك من أن يؤدي التعامل مع التحيز الضمني على أنه أمر شائع إلى تشجيع الناس على اتخاذ قراراتهم بناء على تحيزاتهم والتنصل من المسؤولية عن سلوكياتهم التمييزية أو تفادي التفاعل مع الناس الذين ينتمون إلى الجماعات التي يتحيزون ضدها.

وتقول بالوك: “أكثر ما أخشاه هو أن تؤدي تدريبات القضاء على التحيز الضمني إلى إعفاء الناس من المسؤولية عن سلوكياتهم التمييزية، كونها تفترض أن التحيز خارج عن إرادتهم”.

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

إطلاق ضباط الشرطة النار على جاكوب بليك في مدينة كينوشا بولاية ويسكونسين، أدى إلى اشتعال المزيد من الاحتجاجات

وأجرت لوي جيمس، التي تدرس العلاقة بين التحيز والضغوط النفسية والأداء بجامعة واشنطن، تحليلا لمقاطع الفيديو التي التقطتها الكاميرات التي يرتديها ضباط الشرطة لمعرفة تأثير تدريبات القضاء على التحيز الضمني على سلوكياتهم. وأشار البعض إلى أن هذه الكاميرات في حد ذاتها وسيلة فعالة للتحكم في السلوكيات التمييزية.

وقد يلعب الإرهاق دورا في مفاقمة التحيز والربط الضمني بين الجرائم وبين أعراق بعينها. ولاحظت جميس في دراستها أن الضباط الذين حرموا من النوم أحرزوا درجات أعلى من غيرهم في الربط بين الأسلحة وبين الأمريكيين السود. وتعزو ذلك إلى احتمالين، إما أن النوم يؤثر على التحيز الضمني أو أن الإرهاق يؤثر على القدرة على مراقبة التحيز الضمني وتجاوزه.

ولاحظت أن الضباط المتعبين كانوا أقل قدرة وأقل حرصا على تهدئة حدة التوتر، وأكثر استعدادا لإطلاق النار.

وساعدت إيبرهاردت وزملاؤها شرطة أوكلاند في الحد من معدل توقيف السيارات بدوافع عنصرية، عن طريق إعداد نموذج بيانات يلتزم الضباط بملئه كلما أوقفوا أشخاصا أو سيارات، وأضافت في مقدمته سؤالا بسيطا مفاده “هل هذا الإجراء مبني على التحريات وجمع المعلومات؟”

وبعد عام واحد لاحظ الباحثون تراجع توقيف ذوي البشرة السمراء بنسبة 43 في المئة، وتراجعت أيضا معدلات الجريمة في المدينة.

ويرى بعض الخبراء أيضا أن تغيير تجاربنا وبيئاتنا قد يساعدنا في التخلي عن تحيزاتنا على المدى الطويل.

ولهذا تطوعت فريدل في مأوى للمشردين لمدة سبع سنوات، وتقول إن هذه التجربة غيرت آراءها وتحيزاتها الضمنية ضد المشردين. وتشارك تجربتها في دوراتها التجريبية للتشديد على أن التخلص من الأفكار المتحيزة يتطلب التزاما على المدى الطويل.

ودُشنت مبادرة “قهوة مع ضابط الشرطة” التي تتيح لأفراد المجتمع التواصل مع ضباط الشرطة في بيئة غير رسمية.

ويرى كالفين لاي أن التواصل الاجتماعي، وجها لوجه أو عبر الإنترنت، على المدى الطويل مع أشخاص ينتمون لجماعات عرقية مختلفة، هو أفضل طريقة لتغيير قناعاتك عن هذه الجماعات.

ويقول لاي: “لاحظنا أن التواصل الاجتماعي هو أفضل الطرق للحد من التحيزات والتمييز، ضمنيا كان أو معلنا. وقد يكون التعارف وإقامة علاقات شخصية في الحياة اليومية هو الطريقة المثلى للتواصل مع الآخرين”.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على BBC Future



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى