أخبار عربية

القسطنطينية: جدل بعد وصف دار الإفتاء المصرية فتحها بـ”الاحتلال” وأردوغان بـ”المستبد”


فتح أم احتلال: دار الإفتاء المصرية تثير جدلا حول القسطنطينية وأردوغان

أثارت دار الإفتاء المصرية جدلا واسعا عبر مواقع التواصل عندما وصفت سيطرة العثمانيين على مدينة القسطنطينية – اسطنبول التركية حاليا – بالـ”الاحتلال” قبل أن تتراجع وتصفه بأنه “فتح إسلامي عظيم”، وسط موجة من الانتقادات والاتهامات بخلط الدين والسياسة.

وكانت البداية مع بيان مطول للمؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية، والذي “يندد بسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان” ويتهمه باستخدام “سلاح الفتاوى لتثبيت استبداده”.

ويتناول البيان محاور أخرى عديدة حول سياسة الرئيس التركي الداخلية وتلك الخارجية في سوريا وليبيا واليمن، متهما إياه “باستغلال الخطاب الديني” تحت مسمى “الفتاوى الأردوغانية” التي “ترسِّخ للديكتاتورية المطلقة لأردوغان ومشروعه العثماني”، على حد تعبير البيان.

وقد أثار البيان ردود فعل كبيرة خاصة مع ذكره “احتلال العثمانيين لإسطنبول” في إشارة إلى السيطرة العثمانية على المدينة، التي كانت تعرف بالقسطنطينية في القرن الخامس عشر الميلادي، على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.

وعقب وابل من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أصدرت دار الإفتاء بيانا جديدا تقول فيه: “أما ما يتعلق بفتح القسطنطينية فهو فتح إسلامي عظيم بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وتم على يد السلطان العثماني الصوفي العظيم محمد الفاتح أما أردوغان فلا صلة له بمحمد الفاتح”.

جدل تاريخي وسياسي

وندد مغردون باستخدام دار الإفتاء وصف “احتلال”، مستشهدين بحديث منسوب إلى النبي محمد يمتدح الجيش الذي سيفرض السيطرة الإسلامية على المدينة.

كما ربط آخرون بين “فتح القسطنطينية” و”فتح مصر”، التي صدرت منها الفتوى، مقارنين بين محمد الفاتح وعمر بن العاص، الذي قاد جيوش المسلمين للسيطرة على مصر.

وانتقد فريق من المغردين تراجع دار الفتاء عن البيان الأول، إذ وصفه مستشار وزير الأوقاف السابق، الشيخ محمد الصغير، بأنه “عذر أقبح من ذنب”.

وأشار آخرون إلى قضية “تسيس” دار الإفتاء، إذ يرى البعض أنه يسير وفقا لأهواء النظام الحاكم في مصر.

وفي السياق ذاته، وصفه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي، بأنه “وصمة عار في جبين دار الإفتاء”، وأضاف بأنه “دليل على تسييس كافة المؤسسات الدينية في مصر لخدمة الانقلاب”.

في المقابل، اعتقد آخرون أن دار الإفتاء “وقعت في فخ أردوغان”، إذ بإيجادهم صلة بين النبي محمد وملوك العثمانيين، فهم استخدموا “نفس الصلة التي يعتمد عليها أردوغان اليوم في تسويق مشروعه الإخواني”.

كما طالب مغردون بـ”محاسبة صاحب الخطأ”، ومن “يشوه سمعة الدار الإفتاء”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى