أخبار عاجلة

بالفيديو المسرح إلى أين في زمن | جريدة الأنباء


  • د.نبيل الفيلكاوي: تأثر الاقتصاد والثقافة و من ضمنهاالمسرح.. والله في عون المنتجين المسرحيين
  • د.سكينة مراد: المسرح من أكثر العناصر الفنية تأثراً.. والتعويض في الظروف الراهنة غير ممكن
  • هاني النصار: غياب الأمل في وجود تعويضات فالحل يكون بتفاهم ودي لأن الإيقاف من الحكومة
  • عبدالله عبدالرسول: المسرح لا يقل أهمية عن باقي القطاعات المتضررة ويجب العمل على دعمه
  • علاء الجابر: أكبر من مجرد خسارة مادية لأن المسرح فن راسخ عظيم وليس عروض موسمية
  • محمد الحملي: الأزمة أظهرت التعاون بين الفنانين والفنيين… والحمد لله ماكو أحد «طماع»
  • علي الحسيني: التعويضات أمر مستبعد وقد يكون الأقل تأثراً المتواجدون في الأعمال التلفزيونية
  • يوسف البغلي: الخسائر هنا أقل كما أنها لقطاع المسرح والفنانين.. وهو ليس الدخل الوحيد

تحقيق – سماح جمال

حرصت «الأنباء» على مدار السنوات الماضية على تقديم كامل الدعم للحركة المسرحية في الكويت من خلال تخصيص صفحات تتحدث عن كل العروض المسرحية التي تقدم في فترة عيد الفطر السعيد، ولكن في ظل غياب العروض المسرحية نظرا لجائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وكانت من تبعاتها غياب موسم مسرحي كامل، وما ترتب على ذلك من تبعات فنية في غياب تراكم فني مهم وطرح أفكار وقضايا في قوالب مسرحية مختلفة، وكذلك الأضرار الاقتصادية التي تفاوتت درجة تأثيرها. «الأنباء» طرحت المحاور السابقة على نخبة من المتخصصين في المسرح، وفيما يلي التفاصيل:

تحدث المخرج عبدالله عبدالرسول، فقال: المسرح أحد المجالات الرئيسية التي تتضرر جراء الأوبئة والحروب التي تمر على العالم، والضرر الذي يقع عليه يكون أكثر كونه حالة إبداعية وفكرية للمشاعر الجياشة، وبسبب هذا الوباء الذي حل على العالم كانت هناك آثار كبيرة على المسرح والفنان المسرحي، وللأسف يمر علينا عيد الفطر وتكون دور العرض المسرحي خاوية من الفنانين وبلا جمهور، وهنا التأثير يكون على الفنان المسرحي والجمهور التواق للمسرح في نفس الوقت، فالفنان الذي يطرح ويناقش قضايا بإطارات مسرحية متنوعة ويقدمها في هذه المواسم فالمسرح في مواسم الأعياد إحدى المبادرات الجميلة التي ينتظرها الجمهور ولكننا سنفتقد هذه السنة هذا الابداع.

وتابع قائلا: ونجد اليوم ان أكثر المتضررين القطاع الخاص الذي يتبنى إحياء المسرح في هذه الفترة وجرت العادة في كل عام أن تبدأ التحضيرات الخاصة بالعروض التي ستقدم في عيد الفطر في هذه الفترة من كل عام حيث يعمل الجميع كخلية نحل للتجهيز والتحضير للأعمال التي ستقدم ويكون الجمهور منتظرها، وهذا الغياب يترتب عليه ضرر مادي ومعنوي كبير على الفنان وخصوصا ان سوق العمل المسرحي حالة اقتصادية مهمة في البلد لدرجة أن الجمهور من خارج الكويت كان يحضر خصوصا لحضور المسرحيات، وكل هذا يساعد على تعزيز حركة السياحة في الكويت لدعم سوق العمل في الإنتاج الفني في الكويت.

وأضاف قائلا: ومن المهم أن يكون هناك فتح باب التعويضات للفرق المسرحية وبتأكيد هناك خسائر تكبدتها كون التجهيزات تبدأ قبل رمضان وتكون هناك تعاقدات وتجهيزات وإبرام عقود وعملية إنتاجية، ولكن كل هذا توقف فجأة بسبب الأوضاع السائدة في العالم، قطاع المسرح لا يقل اهمية عن باقي القطاعات المتضررة في الدولة، ويجب ان ندعم الفنان في القطاع الخاص، ولذا أنا من المطالبين بتعويض شركات الإنتاج الفني والتعويض من باب الوقوف بجانبهم في هذا الأمر ودراسة اهم الاضرار التي وقعت عليه.

المسرح يحاكي الجمهور

من ناحيته، تحدث د.نبيل الفيلكاوي، فقال: مهنة المسرح حالها حال باقي المهن في مختلف القطاعات الاخرى في جميع المجالات، فلا بد أن تتأثر لأن هذا الفيروس منتشر عالميا في كل أنحاء الكرة الأرضية، وتأثر الاقتصاد والثقافة والبيئة فأكيد المسرح يتأثر هو كذلك لأن المسرح يحاكي الجمهور مباشرة ويعتمد على تجمع الجمهور في قاعة مغلقة مما يتسبب في انتشار الوباء فالمسرح ليس من الأعمال الثقافية الاخرى، والله في عون المنتجين المسرحيين لهذا الموسم والله يحفظ الكويت.

تدابير احترازية

من جانبها، قالت د.سكينة مراد: توقفت مظاهر الحياة في العالم بأكمله بسبب جائحة كورونا وهذا ما جعل الكثير من الدول تتخذ التدابير الاحترازية لمنع تفشي هذا الوباء فتعطلت جميع الأنشطة. لقد أثرت تداعيات هذا الوباء بشكل كبير على مجالات مختلفة ولكن المسرح من أكثر العناصر الفنية تأثرا باعتباره فنا قائما على فعل الحضور لكل من الممثل والجمهور معا٬ اذ ان المسرح ظاهرة اجتماعية تعتمد بشكل اساسي على حضور الجمهور، ليشاهد ما يقدمه الممثل، ثم يتعامل معه. فالمسرح يعتمد على هذه العلاقة القائمة بين الممثل والجمهور وأنه لا وجود لعرض مسرحي من دون اللقاء المباشر بينهما.

وتابعت: في ظل الظروف الراهنة التي ألزمت الناس منازلهم ومنعت التجمعات اصبح من المستحيل حضور الجمهور والممثلين الى المسرح وكان لهذا أثر كبير على المسرح وتحديدا ما يسمى «المسرح التجاري» الذي كان يعتمد في نشاطه على المناسبات والأعياد، وكان يلقى رواجا كبيرا في فترة الأعياد والتي تزامنت هذا العام مع استحالة حدوث التجمعات واستحالة تقديم العروض المسرحية كما كان في السابق.

وأضافت: قد يؤدي ذلك إلى خسارة مادية للمنتجين الذين يعتمدون في كل عام على هذه المناسبات فالخسارة تشمل اغلب الجهات الخاصة. لذا أعتقد ان التعويض في ظل هذه الظروف أمر غير ممكن على الرغم من ذلك أتمنى التوفيق للجميع.

أكثر المتأثرين

من ناحيته، قال المخرج هاني النصار: المسرح دائما من أكثر المتأثرين في الأزمات والحروب وحتى لو كان متوقفا حاليا فإنه لن ينتهي وسيعود مجددا في اقرب وقت، فالأزمة الحالية تعبر ثانية أزمة تمر على الحركة المسرحية في الكويت بعد فترة الغزو العراقي ولكن الاختلاف ان الفن الكويتي كان يقدم في عواصم العالم من خلال فنانين مبدعين من الكويت ولكن اليوم بحكم أن هذه الأزمة طالت العالم للمبدعين، الفنانين في جميع أنحاء العالم ليس أمامهم سوى زيادة مخزونها الإبداعي من خلال الاطلاع أكثر على مشارب مختلفة للفنون وهذا سيعود بصورة ايجابية على مدى جودة واكتمال الأعمال الفنية التي سنراها بعد انتهاء هذه الأزمة.

وتابع قائلا: ولكن إذا نظرنا لهذا الامر من الزاوية الاجتماعية والمادية الآنية فسنجد ان الكثيرين تعرضوا لظروف كبيرة وخاصة الأشخاص الذين يعتمدون على هذه العروض المسرحية في عيد الفطر وعيد الأضحى كمصدر للدخل، وفي ظل غياب الأمل في وجود تعويضات فنية لهذه الفئة فالحل هنا للشريحة الملتزمة بعقود سنوية بأن يكون هناك تفاهم ودي بينها وبين الجهات المستأجر منها خاصة أن إيقاف النشاط المسرحي جاء بناء على قرار من الجهات الحكومية في الدولة.

وحول جدوى أن نرى أعمالا مسرحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالمونودراما أو ستاند اب كوميدي، قال: المونودراما هي أعمال نخبوية وليست من النوع الذي يجد اقبالا جماهيريا، ولكن ستاند اب كوميدي قد نرى لها حالة من الازدهار عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أنها أقرب من حيث الإيقاع السريع مع طبيعة هذه المواقع وتوجها للفئات التي تتعامل عبرها.

وأكد النصار أنه مهما طالت حالة الانقطاع المسرحي فبمجرد عودة الحياة الى طبيعتها سيكون هناك اشتياق كبير من الناس للعودة الى المسارح لحضور اعمال فنية من جديد.

منعطف خطير

ومن جانبه، قال الكاتب والناقد المسرحي علاء الجابر: اعتقد أن المسرح بكافة عناصره يمر في هذه الفترة العصيبة بمنعطف خطير وحاسم، بعيدا عن النظرة المادية القاصرة لبعض المنتجين الذين لا يرون إلا خسارتهم الشخصية، فالأمر أكبر من مجرد خسارة مادية شخصية، فالمسرح فن راسخ عظيم، وليس مجرد عروض موسمية أو عروض العيد، فإذا استمر الوضع على ما هو عليه فسيؤثر ذلك على المنظومة المسرحية بأكملها، قد يكون الناقد المسرحي – إلى حد ما – والمؤلف المسرحي، الأقل تضررا من ذلك، بل ربما ستزداد الدراسات والبحوث والنصوص المسرحية، في ظل الحظر وتوقف الحياة واتجاه الكثير منا للكتابة، ولكن يبقى السؤال معلقا: ما فائدة كل هذا الكم الجديد من النصوص دون أن تتحول إلى عروض مسرحية، بعيدا عن كون بعضها للقراءة فقط والمسرح فن حي يعتمد على الجمهور، ودونه يفقد حيويته وأساس وجوده، بعيدا عن كل الطروحات أو الحلول التي رأيناها أو قد تظهر في الأيام القليلة القادمة في حال استمر الوضع الحالي وأزمة الوباء، مثل البث المباشر الذي قدم لعرض «شبح الأوبرا»، والمهرجانات التي تقام «on line» مثل مهرجان عروض العرائس الذي أقامه المخرج المصري محمد فوزي، أو العروض الفردية غالبا «المونودراما» التي يقوم بها بعض الهواة أو المحترفين من المسرحيين في وسائل التواصل، جميع تلك المحاولات مهمة حتى وإن كانت غير قادرة على المحافظة على روح المسرح، فهي في نهاية الأمر تسعى لاستمرارية هذا الفن بشكل أو بآخر.

إيجاد حلول

ومن ناحيته، قال الفنان محمد الحملي: شركات الإنتاج التي تعمل طوال السنة على ايفنتات وأنشطة مختلفة، الى جانب تقديمها عروضا مسرحية في العيد ولديها موظفون الضرر الذي سيقع عليهم سيكون أقل كونهم يتحملون ايجارا ورواتب موظفيها، اما الذين لديهم مسارح فهؤلاء مشكلتهم اكبر، والفنانون الموجودون في الكويت ويمتلكون مباني «مسارح» تترتب عليهم إيجارات عالية وعدد موظفيهم أكبر وبالنسبة لهم إشغال المبنى ضروري حتى يتمكنوا من تسديد كافة التزاماتهم.

واكمل قائلا: لا اطالب بتعويضات ولكن نحاول ان نجد حلولا مع الجهات التي نستأجر منها، ومن واقع تجربتي الشخصية اود ان اشكر دار المهن الطبية التي تعاونت معنا، وكذلك الفنانين الذين كنا تعاقدنا معهم فكان يفترض ان نقدم ٤ عروض هذا الموسم، فهذه الازمة أظهرت التعاون بين الفنانين والفنيين وهو ما ظهر في هذه الازمة والحمد لله «ماكو» احد طماع، ان شاء الله الامور ترد للاحسن.

فرصة للتفكير

ورأى الفنان يوسف البغلي أن «هناك تأثيرا كبيرا وخسارة لهذه العروض التي كانت ستقدم في عيد الفطر، ولو كانت هذه العروض توقفت قبل اسبوعين او شهر نظرا لوجود الديكور والتجهيزات» وتابع قائلا: ولكن عموما الأعمال المسرحية متوقفة من شهر فبراير وحتى لو كانت هناك تجهيزات فعموما ستكون غير مكلفة كما لو كانت جاهزة للعرض، وقد تكون خيرة ان الاعمال التي تأجلت هي فرصة لصناعها حتى يفكروا فيها أكثر وتكون هناك مساحة لتطويرها أكثر من ناحية النص المسرحي.

وأكمل قائلا: التعويضات للمتضررين بحكم كونها خاصة ان التجهيزات كانت قبل العرض وكانت هناك فترة كافية طويلة بين التجهيزات والعرض، فكانت الخسائر هنا اقل كما انها لقطاع الأفراد، والمسرح بالنسبة للفنانين في هذا الموسم ليس عنصر الدخل الوحيد بل هو أحد مصادر الدخل.

جانب إيجابي

ومن جانبه، قال الفنان علي الحسيني: المسرح بحكم كونه قائما على الجمهور والخشبة في أقل تقدير، إذا نظرنا إلى المسرح التجاري اليوم من ناحية الربح والخسارة فحاله حال باقى المشاريع التجارية التي تعرضت غالبيتها إلى خسائر، ولكنها في نفس الوقت تبقى هذه المرحلة لها جانب ايجابي وهو أن الأفكار المبدعة سوف تولد من هذه التجربة القاسية، ونستطيع أن نعمل بروفات من خلال استخدام وسائل تكنولوجية حديثة، وقد نستخدم هذا الـ Making فيما بعد ونعرضه على الجمهور، والمسرح سيعود للجمهور بأفكار جديدة وأكثر ابداعا.

واشار إلى ان وجود تعويضات للمسرحيات سيكون أمرا مستبعدا، وقد يكون اقلهم تأثرا المتواجدين في الأعمال التلفزيونية، وأكثرهم خسارة من كان بدأ تجهيزاته مبكرا للموسم المسرحي ودخل بناحية التجهيزات للديكورات على ارض الواقع. واضاف قائلا: فاليوم دور السينما خسائرها بالملايين ولم تحصل على تعويضات وهذا سيكون حال المسرح.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى