أخبار عاجلة

الشهد المر نص ثري وأجواء ملحمية | جريدة الأنباء


  • إبراهيم الحساوي «غول».. والطراروة «مبدع» وفخرية «غير» وعايشة عبدالرحمن «صادقة» في أدائها

مفرح الشمري
[email protected]

«الشهد المرّ» عمل درامي تراثي إماراتي، يعيد الى الشاشة الكاتب القدير إسماعيل عبدالله الذي لطالما تميزت نصوصه سواء التلفزيونية او المسرحية بنكهة أدبية لافتة، وهو يغوص في هذا العمل مجددا في أعماق التراث، بعدما وفرت له جميع الاحتياجات من فنيين وممثلين حتى يكون من الأعمال المميزة المعروضة حاليا في الموسم الرمضاني.

المسلسل من إنتاج مؤسسة «أبوظبي للإعلام» ويتصدى لإخراجه البحريني مصطفى رشيد، وصور في رأس الخيمة، وتدور فكرته الرئيسية حول الصراع على السلطة ومن يكون «الراس» ومن يكون «الذيل»، وذلك عبر أحداث تبدأ بالتزامن مع صلاة عيد الأضحى في إحدى القرى في الخمسينيات بعد رفض «شاهين» (إبراهيم الحساوي) مصافحة «سرور» (علي جمال) الذي بادر بمد يده لمصافحته، أملا في إنهاء خلافهما بحضور شقيقه النوخذة «سهيل» (عبدالله الجنيبي) الذي يلوم «شاهين».

التحدي

ويبرر «شاهين» الأمر بأن «سرور» ليس الرجل «الكفو» حتى يصافحه، عارضا عليه التحدي بالثيران في الميدان، ليقبل الأخير التحدي ويربح، فيقوم «شاهين» بصفعه أمام الحضور، ويرد «سرور» الصفعة له، متوعدا إياه بأنه اذا لم ينفذ شروط التحدي بالعمل عنده فسيريه العجب العجاب، طالبا من شقيقه «سهيل» و«راشد» (خالد البناي) والحضور الشهادة على هذا الكلام، ويطلب «شاهين» من رجاله حرق بيت «سرور» ردا على إهانته له، فينفذ أعوانه طلبه، ثم يحذر «سهيل» شقيقه ويطلب منه ترك القرية، ليتفق الأخير مع «طارش ابن سهيل» (جمال السميطي) على الإيقاع بوالده والانتقام منه، ويصاب «سهيل» باحتراق كل جسمه وتصر «موزة» (زهرة عرفات) زوجته الاولى على أن يقيم في منزلها وليس بمنزل زوجته الثانية «شمسة» (هيفاء حسين)، ولكنه يموت، فيحرض «سرور» الأهالي على الانتقام من «شاهين» حتى ترتاح القرية من الحرائق.

ومن ثم يجتمع الشيوخ للتحقيق في مقتل سهيل وحرق المنزل ولكن دون فائدة، وفي الوقت نفسه تسترق «حمدة» السمع لحديث «شاهين» مع أعوانه وتعرف أنه وراء الجريمة، ولكنها لا تستطيع الإفصاح عن ذلك خوفا من بطشه.

يذهب «شاهين» الى بيت «راشد» (خالد البناي) الذي يعمل وكيلا عند شقيقه المتوفى «سهيل» حتى يسلمه «حلال» شقيقه، ولكن «راشد» يرفض بشدة فيصدمه شاهين بإخراجه لعقد بيع أملاك «سهيل» له والموقع من شقيقه فيصمت «راشد» ويتعجب من هذا الأمر.

تشويق وإثارة

وعلى هذا المنوال، تسير الحلقات الأولى بأجواء من التشويق والإثارة واستكملت بفضح «حليمة» (عايشة عبدالرحمن) «شاهين» بالإعلان عن أنه سبق وحاول الاعتداء عليها وانها دافعت عن نفسها و«جرحت» خده بسكين حتى لا يغتصبها، ليغضب منها «شاهين» ويتوعدها بحساب عسير، فينفذه وعده بعد ان تزوجت «عبيد» احمد الأنصاري وانجبت «عطشان» (عبدالله الطراروة) الذي عاش طفولته بمرارة بسبب اطفال القرية الذي ينادونه بـ «الخبلة/ المجنون» حيث استغلهم «شاهين» لفعل ذلك حقدا على «حليمة» التي جرحت «خده» ولايزال أثره موجودا.

وبعد ان شاهدت «حليمة» حالة ولدها اعترفت له ولزوجها بعد صمت سنوات طويلة بما فعله «شاهين» معها، وانها دافعت عن نفسها وجرحته في «خده» فاستغل «عطشان» هذه القصة ليعلن في القرية أن الجرح المحفور بخد «شاهين» بسكين أمه دفاعا عن شرفها، الأمر الذي وصلت اعترافاته الى «شاهين» الذي شعر بعدها بـ «الفشلة» أمام أتباعه، متوعدا اذا وجد «عطشان» بأن يقتله ويرميه في «البالوعة» وهو لا يدري ان «عطشان» مختبئ بمنزله ويسمع تهديداته!

فكرة المسلسل ربما لا تكون جديدة، إذ تم تناولها في أعمال درامية وأفلام سينمائية، ولكن ما يميز النص هو لغة حواراته القوية والمتنوعة التي تحمل في طياتها القوة والقسوة، خصوصا حوارات «شاهين» (ابراهيم الحساوي) الذي يريد أن يكون «راس» على أهل قريته ليعوض عنده النقص و«غيرته» من شقيقه «سهيل» المحبوب، ونجد الحوارات المكتوبة لشخصية «عطشان» (عبدالله الطراروة) حافلة بالحكمة والتحدي، وتشكل بارقة الأمل لهذه القرية التي أصابها الويل والعذاب من طمع «شاهين» بالسلطة.

لهجة بيضاء

ثراء المفردات والأشعار الجميلة المحلية التي تقال بـ«اللهجة البيضاء» يزيد من جمالية هذا العمل ويعطيه طابعا ملحميا ومختلفا كليا عما قدم في الدراما التراثية في الإمارات حتى اليوم.

إخراجيا، استطاع البحريني مصطفى رشيد أن يتعامل مع النص بحرفية منذ الحلقة الاولى، فجذب المشاهدين برؤيته الإخراجية التي تعتني بالتفاصيل، خصوصا في مشهد عدم مصافحة «شاهين» لـ «سرور» في المسجد انتقالا الى مشهد التحدي بالثيران والانتقال بين وجهي «شاهين» و«سرور» لرصد ردة فعلهما، وردود أفعال الحاضرين، البراعة في الانتقال من لقطة الى لقطة بطريقة سلسة أعطت متعة بصرية للمشاهد الذي يشعر بأنه أمام فيلم وتصوير سينمائي ساعد فيه الفريق الفني المحترف الذي استعان به المخرج، لتكون صورة المسلسل بهذه الجودة التي رأيناها خصوصا في نقل «تعابير» الممثل إبراهيم الحساوي وهو «يعلي صوته» ويصرخ بوجه كل من يمنعه من الحصول على ثروة شقيقه «سهيل».

تميز واضح

تمثيليا، نرصد تميزا خاصة من الفنان إبراهيم الحساوي بأدائه التمثيلي قولا وفعلا في شخصية «شاهين»، فهو «غول تمثيلي» بأدائه القوي، وهذا ليس بغريب على فنان بحجمه، وأيضا الفنان عبدالله الطراروة يقدم في العمل أداء تمثيليا جميلا من خلال دوره المركب «عطشان» الذي يعتبر من محاور المسلسل القوية، والطراروة مشهود له بالتميز والإبداع في الأدوار المركبة التي تحتاج الى جهد بدني وعقلي في تأديتها وجذب الجمهور لها، وكذلك الفنانة فخرية خميس التي تجسد دور «حمدة» بشكل مغاير عن أعمالها السابقة خصوصا في المشاهد التي تجمعها مع «شاهين» (ابراهيم الحساوي)، وايضا الفنان حبيب غلوم «النوخذة غانم» والفنان علي جمال الذي جسد شخصية «سرور» والفنانة هيفاء حسين «شمسة» والفنانة زهرة عرفات «موزة» وخالد البناي «راشد» وعايشة عبدالرحمن «حليمة» التي تقنعك بأدائها الصادق.

اقرا ايضا





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى