أخبار عربية

فيروس كورونا: الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي أكبر المتضررين من الوباء

 

TABITHA WARLEY/ALEX OUTHWAITE/ISRAEL CASSOL

 

في زمن كورونا وما فرضه من إغلاق، بات من الصعب تصوُّر فكرة أن الحياة على إنستغرام يمكن أن تبدو ساحرة.

جاك موريس، من مانشستر، نشر الشهر الماضي صورة له بلباس البحر في حَمّام سباحة خلاّب وفي الخلفية مشهد غروب رائع في بالي.

وكتب موريس تعليقا على الصورة: “لورين وأنا نحاول قدر المستطاع البقاء في فيلّتنا والالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي”.

وأضاف: “الأمر مزعج لكن لو التزم كل شخص بأداء ما عليه، فسرعان ما ستنتهي الأزمة”.

لكن منشوره أثار استهجان بعض متابعيه البالغ تعدادهم 2.7 مليون شخص، قائلين إن “الأمور قد تسوء، يا صديق”.

مصدر الصورة
Instgram 

وتسبب وباء كورونا في تبعات اقتصادية بعيدة المدى. ولكي تحافظ على وجودها في السوق، عمدتْ شركات الأعمال إلى خفض إنفاقها على قطاع الإعلان والتسويق لديها.

هذا بدوره أضرّ بصناعة الإعلام بشكل عام، بدءا من كبريات الصحف وانتهاء بصُنّاع المحتويات على وسائل التواصل الاجتماعي حتى لو كانوا أفراداً.

وبالنسبة لهؤلاء الذين يُطلق عليهم اسم “المؤثرين على مواقع التواصل”، لم يتوقف الأمر على فقدان الجهات الراعية، وإنما امتدّ إلى فقدان القدرة على تقديم محتوى جديد لأن الشركات لم تعد تطرح منتجات جديدة يروّج لها هؤلاء الأشخاص على مواقع التواصل.

أثر كورونا على المدونين في مجال السفر

أليكس أوِثويت، مدوِّنة رحلات تقول: “رحلتي الأخيرة كانت في فبراير/شباط، وكنت أستعد للسفر إلى فنلندا في مارس/آذار، وإلى إثيوبيا في أبريل/نيسان، وإلى جزر المالديف في الأسبوع التالي – أحيانا أقضي أكثر من نصف العام خارج البلاد”.

مصدر الصورة
ALEX OUTHWAITE 
Image caption

في الأوقات العادية، عندما لا تكون أليكس أوثويت بصدد التدوين، تقوم بعمل فيديوهات تتعلق بالسفر لصالح شركة توزيع

وتراجعت إيرادات أوثويت الشهرية من الإعلان على قناتها عبر يوتيوب فقط إلى نحو 100 دولار من نحو 1000دولار كانت تحققها شهرياً قبل وباء كورونا. كما خسرت أوثويت أموالا جرّاء إلغاء الرحلات الجوية.

وتضيف: “كل شيء انقلب رأسا على عقب. وباتت قدرتي محدودة على البقاء مستعينة بما لديّ من دخل وما ادخرته حتى الآن”.

أما كارين بيدو، فقد تركت وظيفتها كمحامية قبل أربع سنوات لكي تدير مدوَّنة السفر الخاصة بعائلتها “ميني ترافلرز”.

ولم تكسب كارين هذا الشهر سوى 432 دولار، بانخفاض نسبته 95 في المئة مقارنة بمكاسبها في يناير/كانون الثاني.

تقول كارين: “على مدى الأعوام الستة الماضية دشّنتُ مشروعي الصغير، واستثمرت الكثير من وقتي فيه. لا أظن أنه من الضروري أن أكشف للناس عن الجهود المبذولة من خلف الكواليس – حيث يتعين التقاط الصور، وتحرير مقاطع الفيديو، وإرسال الفواتير، وإعداد الموقع الإلكتروني، والرد على رسائل البريد الإلكتروني.”

مصدر الصورة
KAREN BEDDOW 
Image caption

مدونة كارين بيدو تجذب 60 ألف مشاهدة شهريا

“ذا لايف ستايل”، وكالة متخصصة في تسويق أنماط الحياة المترفة عبر المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي، تقول إن الأشخاص المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي كانوا أول الخاسرين بين أفراد هذا القطاع من الشركات.

تقول خيارا راناويرا، المديرة الرقمية للوكالة إن “الإنفاق على الإعلان والتسويق يتعرض إمّا لاستقطاعات كبرى أو للإلغاء بشكل تام. ردّ الفعل الأول للكثير من الشركات كان مذعورا؛ بإغلاق الأبواب وحسابات التواصل الاجتماعي ووقف الإنفاق”.

“إلغاء كل شيء”

يسرائيل كاسول – المعروف أكثر باسم “بيركين بوي” نسبة إلى تشكيلة من الحقائب تربو قيمتها على 123 ألف دولار- كان يتقاضى مئات الدولارات لقاء حضور الحفلات والترويج للماركات على صفحته عبر إنستغرام.

الآن، يقول كاسول إنه يستدين من أبيه لتدبير نفقات معيشته.

ويشرح قائلا: “كل شيء أُلغي. وعادةً ما أنشر صورا لحقائبي وملابسي الباهظة لكن أحدا لا يريد أن يرى ذلك في الوقت الراهن – لا أحد يهتم بالموضة الآن لأن أحدا لا يغادر منزله إلى أي مكان”.

مصدر الصورة
ISRAEL CASSOL 
Image caption

يسرائيل كاسول نشأ في البرازيل لكنه يعيش الآن في لندن

الآن، اتجه يسرائيل إلى نشر صور عن ترتيبه خزينة ملابسه، والطريقة التي يكوي بها تلك الملابس – وعن تصميمات للكمامات وأقنعة الوجه.

يقول يسرائيل: “أحاول أن أكون واقعيا تماما في هذه اللحظة. ما تعلمته من أزمة كورونا هو أن أكون أكثر حرصا في إنفاق المال. لست بحاجة إلى إنفاق المزيد من المال على الأشياء الثمينة. وبإمكاني أن أعيد استخدام ملابسي وأن أحاول التوفيق بين الأناقة والاقتصاد في الانفاق”.

وهذه ماندي روز جونز، إحدى الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، كتبت على صفحتها على تويتر تقول: “تذكروا أنني عاجزة في الوقت الراهن عن القيام بأي نوع من العمل. وللراغبين في مدّ يد المساعدة، أقول إنه لشيء لطيف أن يُكافأ المرء على ما بذله من مجهود وطاقة في سبيل إدخال المرح إلى نفوس الآخرين”.

أما تابي وورلي، فهي تعمل لبعض الوقت كإحدى الشخصيات المؤثرة على موقع إنستغرام، وكانت تتوقع تحصيل ما يزيد على 6100 دولار في أشهر عبر الترويج لبعض الماركات لكن الأعمال توقفت جرّاء تفشّي كورونا.

تقول وورلي: “أنا جِدُّ محظوظة لأن عملي على إنستغرام هو عمل إضافي لتحسين دخلي. في عالم ما قبل كورونا، كان الاتجاه السائد في الشركات هو الإنفاق على التسويق عبر الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجاتها. ويقتضي المنطق السليم أن يكون هذا الإنفاق التسويقي هو أول ما يتوقف”.

مصدر الصورة
TABITHA WARLEY 
Image caption

تابي وورلي تقدم الآن محتوى يدعو للبقاء في المنزل

لكن مع زيادة التفاعل على صفحات الفيسبوك بنسبة 40 في المئة وتسجيل معدل التحميل على تطبيق تيك توك أرقاما قياسية، فثمة جمهور أسير يغري بالاستهداف.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، تقول خيارا إنها رصدت زيادة بنسبة سبعة في المئة في عدد الإعجابات اليومية التي تحصدها منشورات الترويج للماركات على إنستغرام.

وتؤكد خيارا أن التحدي الذي يواجه الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي الآن من بيوتهم يتمثل في تقديم محتوى ترويجي مختلف.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى