أخبار عاجلة

لماذا يستهدف فيروس كورونا الرجال؟

  • 80% من المرضى في باريس من الرجال وأصحاب الوزن الزائد الأكثر عرضة للخطر
  • 55.4% من النساء يتجاوزن المرض بعد خروجهن من العناية المركزة مقابل 47.8%
  • ارتفاع الضغط والسكري يزيدان من خطورة مرض «كورونا»
  • مفاجأة.. الغالبية الساحقة من المرضى في الحالات الخطرة ليسوا مدخنين

في أقسام الإنعاش في باريس ولندن أو نيويورك يطرح سؤال باستمرار: لماذا يبدو أن «كوفيد ـ 19» يستهدف شريحة الرجال الذين يعانون من السمنة أكثر من غيرها؟ لكن من دون إجابة واضحة حتى الآن.

وقال د.ماتيو شميت بمستشفى «بيتييه ـ سالبيتريير» في باريس «كل أقسام الإنعاش في فرنسا تلاحظ نسبة كبيرة جدا من المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة».

بموازاة ذلك « ثلاثة أرباع مرضانا هم رجال»، كما أوضح هذا الطبيب في قسم الإنعاش ردا على أسئلة محطة «فرانس 2» العامة الفرنسية.
النتيجة نفسها وصل إليها الجراح د.هاني سبيتاني من «المعهد الصحي لجبل سيناء» في نيويورك، والذي قال «أنا في قسم الطوارئ وهذا أمر لافت: يمكنني القول إن 80% من المرضى الذين دخلوا هم من الرجال»، كما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز».

وفي لندن، يلاحظ البروفيسور ديريك هيل من يونيفرسيتي كوليدج أيضا أن «الرجال أكثر من النساء» عرضة لأشكال خطيرة من المرض الناجم عن ڤيروس كورونا المستجد، وأن «المرضى الذين يعانون من زيادة في الوزن أو من مشاكل صحية هم الأكثر عرضة للخطر».
وأكدت إحصاءات بريطانية حول مرضى «كوفيد ـ 19» الذين يعالجون في العناية المركزة هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن 73% هم من الرجال و73.4% يعانون من السمنة أو الوزن الزائد.

وهذا التعداد أجراه في 3 الجاري المعهد المستقل «مركز تدقيق العناية المركزة الوطني والأبحاث»، مشيرا إلى أن المرضى الذين يعانون من زيادة في الوزن فرصهم أقل للخروج أحياء من العناية المركزة، وقال إن 42.2% من المرضى الذين يعانون من السمنة (مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30) ينجون مقابل 56.4% من الذين تعتبر أوزانهم متوسطة أو خفيفة (مؤشر كتلة الجسم أقل من 25).

ويبدو أن الجنس الذكري لديه عامل أقل تفاؤلا، حيث ان 55.4% من النساء يتجاوزون المرض بعد خروجهن من العناية مقابل 47.8% للرجال بحسب معطيات شملت نحو 2200 مريض في انجلترا وويلز وايرلندا الشمالية، أدخلوا الى العناية المركزة.

مرض غير معروف

لكن، لماذا نسبة الرجال أعلى من النساء من بين الحالات الخطيرة؟ يجيب الخبير جان فرنسوا ديلفريسي: «هذه ملاحظة. ليس لدي تفسير واضح حتى الآن»، لكنه طرح مع ذلك فرضية زيادة تواتر أمراض متعددة لدى الرجال.

وقال الخبير، رئيس اللجنة العلمية المكلفة نصح الحكومة الفرنسية حول الوباء، لاذاعة «فرانس انفو»: «أنا أتواضع جدا بالنسبة لموضوع هذا الڤيروس، لم أكن أعرف عنه شيئا قبل ثلاثة أشهر ونصف الشهر. هناك الكثير من علامات الاستفهام».

النظرية الممكنة لتفسير وجود عدد أكبر من الرجال يعانون من عوارض خطيرة لوباء «كوفيد ـ 19» في المستشفيات مقارنة بالنساء، هي أن الدفاعات الطبيعية أقوى لدى النساء في مواجهة الڤيروس.

وأكد د.بيار ديلوبيل رئيس قسم الامراض المعدية بمستشفى في تولوز، أن ذلك وضع «معروف» في مجال الأمراض الڤيروسية، موضحا أن«المناعة الطبيعية لدى النساء أفضل خصوصا قبل انقطاع الطمث».

آثار نيكوتين؟

التفسير الأسرع بالنسبة للعدد الزائد من الأشخاص الذين يعانون السمنة هو تزايد حالات السكري وارتفاع ضغط الدم لدى هذه الفئة.
ومعروف أن ارتفاع الضغط والسكري هما عاملان يزيدان من خطورة مرض «كوفيد ـ 19» وتم التأكد من ذلك في الصين كما في ايطاليا وهناك ايضا عامل السن، وبنسبة أقل أمراض القلب والأوعية الدموية.

هذه الخاصية لا تشكل نبأ جيدا بالنسبة للولايات المتحدة، حيث يعاني أكثر من واحد من كل ثلاثة بالغين من السمنة وحيث تسبب ڤيروس كورونا المستجد بأكثر من 15 ألف وفاة، وقال البروفيسور ديلفريسي: «لدينا قلق حيال وضع أصدقائنا الأميركيين، قد يواجهون مشاكل أكثر بسبب السمنة».

وفي مواجهة هذا المرض الجديد، أشار الطبيب إلى نتائج تخالف التوقعات، قائلا «هناك خاصية معينة بالنسبة للتبغ، لقد لاحظنا أن الغالبية الساحقة من المرضى في الحالات الخطرة ليسوا من المدخنين وكأن التبغ يحمي من هذا الڤيروس عبر النيكوتين»!

وأكد الطبيب في الإنعاش في المستشفى الجامعي في بيزانسون شرق فرنسا، تيبو سوماين، أنه بين المصابين الذين يعالجون في قسم الإنعاش كان هناك «غير مدخنين، أو قلة من المدخنين».

لكن الاخصائيين في معالجة الإدمان على التدخين يقللون من شأن هذه النظرية باعتبار أن المدخن الذي تظهر عليه عوارض شديدة أكثر عرضة للخطر بسبب ضعف الرئة وصحة القلب والأوعية الدموية.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى