أخبار عربية

‫فيروس كورونا: هل تقي كمامات N95 من المرض؟ وهل يغني الشماغ عنها؟


كمامات

اتسعت خريطة انتشار فيروس كورونا المستجد لتشمل مزيدا من الدول خلال الأيام القليلة الماضية، في حين واصلت دول عربية اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحته، مع ارتفاع عدد الإصابات على أراضيها.

كعادتهم عند تلقي الأخبار السيئة، أطلق رواد مواقع التواصل العرب العنان لخيالهم ولحس الفكاهة، فابتدعوا النكات والصور الكاريكاتورية حول الفيروس.

وبجانب التدابير والنصائح الطبية التي حرص العرب على اتباعها ومشاركتها عبر مواقع التواصل، اقترح البعض بدائل أخرى للتعامل مع الفيروس فحذروا من سلوكيات وعادات عربية يرونها ناقلة للعدوى.

لا قبل بعد اليوم

تبادل القبل والأحضان أو المصافحة عادات مستحبة في المجتمعات العربية، إذ تعد وسائل للتعبير عن الاحترام والود. وقد لا تكفي قبلة واحدة أحيانا، فيقوم أحدهم بطبع ثلاث قبلات على الخد الأيمن، فالأيسر فالأيمن مرة أخرى.

ولكن يبدو أن تبادل القبل في زمن كورونا أصبح أمرا منفرا.

وفي منشور على فيسبوك، نصحت عشيرة “آل بوجياش” العراقية أبناءها بتجنب التقبيل والاكتفاء بالمصافحة كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس كورونا.

في العراق أيضا أظهر مقطع مصور زعيم جبهة الإنقاذ والتنمية أسامة النجيفي وهو يتفادى تقبيل ضيفه رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي الذي استقبله قائلا: “ألم نتفق على تجنب القبلات في ظل انتشار فيروس كورونا؟”

كلام النجيفي جاء في قالب دعابة، لكن البعض اغتنم الفرصة للتملص من هذه العادة التي يكرهونها، وأطلقوا حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوقف السلام بالعناق والتقبيل خشية الإصابة بفيروس كورونا.

واغتنم رئيس الوزراء الأردني السابق، عبد الله النسور، المناسبة لتذكير الناس بتصريحات كان قد أدلى بها عام 2016 حول مخاطر السلام بتادل القبل، وأعادت صفحة النسورعلى تويتر نشر الفيديو.

أما النجم اللبناني راغب علامة فاتبع طريقة طريفة لتبادل السلام.

وتشارك رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لعلامة والممثل الكوميدي ميشال أبو سليمان وهما يتبادلان السلام بقدميهما خوفا من فيروس كورونا.

وتشير دراسات علمية إلى أن القبلة يمكن أن تنقل 7 أمراض على الأقل مثل الأنفلونزا والأمراض الجلدية.

ويتضاعف خطر الإصابة بالعدوى عند تقبيل الأطفال.

وبحسب جامعة إنديانا الأمريكية، فإن حالات إصابة الرضع والأطفال بفيروسات “قبلة الموت” باتت متكررة، كان آخرها إعلان أم بريطانية في يناير/كانون الأول الماضي، عن نجاة ابنها من الموت بعد معاناته لمدة عام بسبب قبلة نقلت إليه فيروس الهربس البسيط.

أي الكمامات أكثر فعالية؟

وفي ظل اتساع رقعة انتشار فيروس كورونا حول العالم، أصبح اقتناء الكمامات الشغل الشاغل للكثيرين.

ومع الإقبال المتزايد على شرائها ارتفعت أسعارها في بعض البلدان فيما افتقرت إليها دول أخرى.

فهل تقي الكمامات حقا من الإصابة بكورونا؟

بحسب تقارير لموقع “وايرد”، فإن أسعار بعض الكمامات الطبية قد تضاعفت حتى ثلاث أو أربع مرات عن ثمنها الأصلي قبل ظهور الفيروس.

ففي العراق، ارتفع سعر الكمامة من ألف دينار إلى سبعة آلاف دينار أو ما يعادل ستة دولارات.

أما في الكويت فأعلنت وزارة التجارة والصناعة إغلاق 14 صيدلية جديدة لم تلتزم بالقرار الوزاري الخاص بتحديد أسعار بيع الكمامات الطبية، إذ بلغ سعر بعض الأنواع 3.5 دينار (نحو 12 دولارا)، بعد أن كانت تباع بـ 750 فلسا.

التلاعب بأسعار الكمامات الطبية دفع أحد المغردين العرب إلى لبس حفاظة أطفال بدلا من الكمامة، كنوع من الاحتجاج على ارتفاع أسعارها، شاكيا قلة حيلته.

هل تستحق الكمامات الطبية كل هذا التهافت؟

وحول مدى فعالية الكمامات، يقول أستاذ الميكروبات والأحياء الدقيقة بالجامعة الأردنية، محمد المدادحة، إن الكمامات قد تحد من خطر انتقال العدوى ولكن على نطاق ضيق جدا.

ويكمل في حديثه مع مدونة بي بي سي ترند: “حتى استخدام الكمامات ذات المرشحات الدقيقة (الفلاتر)، لا تقدم الحماية الكافية”.

ويتابع: “بل ينبغي اتباع إجراءات وقائية أخرى أهمها المواظبة على غسل اليدين. فالدور الأساسي في انتقال العدوى تلعبه اليد”.

ويشرح قائلا: “الفيروسات تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ الذي يطلقه المريض عند العطس والسعال”.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه لا حاجة للأصحاء لارتداء الكمامات. ونصحت بارتدائها فقط عند رعاية شخص مشتبه في إصابته بالعدوى.

الشماغ بدلا من الكمامات!

من جهة أخرى، ذكر مغردون في الأردن أن الطلب على الشماغ ازداد في بلدهم ليحل محل الكمامة الطبية.

يأتي ذلك بعد أن صرح وزير الصحة الأردني سعد جابر، بأن ارتداء الشماغ يقوم بدور الكمامة في الوقاية من فيروس كورونا.

وقال جابر في مداخلة عبر التلفزيون الأردني إن “اللجنة الوطنية الطبية تقول إن الشماغ فعال مثله مثل الكمامة، ويغني عنها عندما يغسل ويعقم بشكل دوري”.

أثار تصريح جابر ردود فعل متباينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض أخذه على محمل الجد بينما تناوله البعض الآخر بسخرية.

على العكس من ذلك، يقول الدكتور المدادحة إن الشماغ ، كغيره من الأقمشة، قد يوفر بيئة خصبة لتجمع الجراثيم، فهي لا تحتوي على قنوات لتصفية الهواء، مما يزيد من احتمالات الإصابة بالفيروس.

كمامة N95

كما يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي إرشادات تنصح باستخدام قناع التنفس “ N95” للوقاية من فيروس كورونا.

ويتميز هذا القناع بسماكته ويستخدمه عادة الأطباء.

لا ينفي الدكتور محمد المدادحة فعالية قناع التنفس “ N95” في الحد من انتشار الأمراض المعدية مثل فيروس كورونا المستحدث أو مثل إنفلونزا الخنازير وغيرها من الأمراض المعدية.

ولكنه يحذر من استعماله دون استشارة طبيب مختص، إذ يمكن أن يتسبب في اختناق الأشخاص الذين لم يتدربوا على ارتدائه بشكل صحيح.

و تنقسم أنواع الأقنعة الواقية وفق المتحدث ذاته إلى قسمين:

  • أقنعة جراحية: وهي الأقنعة العادية التى تباع في الصيدليات وهي مخصصة للمرضى بالفيروسات والإلتهابات الرئوية. لكنها توفر حماية محدودة وضعيفة من الفيروسات.
  • أقنعة التنفس: مصممة لحماية مرتديها من استنشاق الغبار والبخار والغازات الضارة. هذا النوع أكثر إحكاما وفاعلية في الحماية من الأمراض المنقولة بالهواء.

ويتكون تصنيف قناع التنفس عادة من حرف ورقم.

فعلى سبيل المثال في مصطلح ” respiratory mask n95″ يرمز الحرف “N” إلى أن القناع غير مقاوم للزيوت، في حين يشير الرقم إلى أنه يزيل 95% من الجراثيم المنقولة عبر الهواء التي يتجاوز قطرها 0.3 ميكرون.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى