أخبار عاجلة

بالفيديو Dolittle عمل غير متماسك | جريدة الأنباء


بعد تأجيله عدة مرات، صدر فيلم «Dolittle» أخيرا مع الكثير من العوامل المقلقة والقليل من الضجة حوله، فمن ناحية، يعتبر بقاء فيلم قيد الإنتاج لمدة عامين علامة سيئة، مع تعرضه للكثير من إعادة التصوير وإعادة التأليف، وإعادة التجهيز في مرحلة ما قبل الإنتاج، والعلامة الأسوأ عندما يتم تأجيل إصداره ليس مرة فقط، بل مرتين، والأسوأ من كل هذا هو إصدار شركة «Universal» لهذا الفيلم الذي تبلغ ميزانيته 175 مليون دولار في أسوأ شهر يمكن أن يصدر به فيلم، وهو يناير. ثم تأتي العروض الدعائية التي تعرضت للكثير من الاستهزاء على الانترنت، ورغم كل ذلك، ظننا أننا قد نحب «Dolittle».

لعلنا نتذكر طفولتنا، حين وقعنا بغرام روايات «هيو لوفتينغ» للأطفال حول الطبيب غريب الأطوار الذي يستطيع التكلم مع الحيوانات، وما زلنا نحمل حتى هذا اليوم عاطفة صادقة تجاه الفيلم المبني على الروايات ذاتها الذي صدر عام 1967 من بطولة ريكس هاريسون، وخلال أشهر يناير السابقة، كنا مدافعين عن أفلام مثل «Monster Trucks» و«Serenity» التي اتسمت بالغرابة ولم تحصل على فرصتها بين الأفلام الرائجة. لذا تعلقت آمالنا بأنه على الرغم من العيوب وعملية الإنتاج المتقلبة التي مر بها العمل، بأنه لا بد من وجود شيء يستحق الاحتفال به، لكننا كنا مخطئين، حيث إن «Dolittle» عمل فاشل من كل الجوانب وغير متماسك.

يأتي «Dolittle» مبنيا بشكل غير دقيق على رواية «The Voyages of Doctor Dolittle»، وهو لا يبدأ مع شخصية «د.دوليتل» بل مع فتى يدعى «ستابينز» (هاري كوليت)، والذي ينحدر من عائلة صيادين لكنه يحب الحيوانات، وفي سعيه اليائس لإنقاذ سنجاب أطلق عليه النار بعد تردد، يطلب المساعدة من «د.دوليتل» (روبرت داوني جونيور)، فينطلقان بحرا في مهمة مع مجموعة من الحيوانات بحثا عن جزيرة غير مكتشفة بعد، وأثناء ذلك يواجهان سفنا حربية شاهقة وتنينا مميتا وقرصانا مثيرا يلعب دوره المرشح لجائزة الأوسكار حديثا أنطونيو بانديراس، لذا فإن الفيلم ليس سيئا بالكامل، لكنه سيء.

تعتبر فرضية الفيلم نقطة انطلاق جيدة لكشف القصة والحيوانات الموجودة بها، لكن الطريقة التي تم بها بناء القصة ركيكة وضعيفة جدا، ويبدأ الفيلم بمشهد افتتاحي كرتوني يؤسس بشكل كبير للشخصيات وقصة الخلفية، ثم تأتي إيما تمبسون (بدور الببغاء الجريئة بولينيزيا) لتكشف عن تفاصيل الحبكة على طول الفيلم عبر التعليق الصوتي ما يكشف بشكل غير مرحب به عن التفاصيل التي كان من الأجدر أن تتكشف خلال أحداث الفيلم نفسه، وبالتالي ليست هناك مشاهد انتقالية فيه، حيث يأتينا صوت تومبسون لتخبرنا ما يجري، كما لو أننا نقلب صفحة في كتاب مصور بدلا من مشاهدة فيلم ذي ميزانية ضخمة من إخراج ستيفن غاغان الذي اشتهر بإخراج فيلم مثل «Syriana».

من المزعج حقا أن «Dolittle» يقفز في الزمان والمكان من دون سابق إنذار أو الكثير من التفسير، لدرجة أنك قد تتساءل ما إذا شردت بذهنك وفاتك مشهد هنا أو هناك، مثل المشهد الذي يبدو أن دوليتل يهرب به من قصر مليء بالقراصنة المسلحين والغاضبين، كما لا يتم تقديم الشخصيات بشكل جيد دائما، مثل اليعسوب «جيمس» الذي يؤديه صوتيا جايسون مانتزوكاس. من هو «جيمس»؟ ولماذا يثق به دوليتل في هذه الهمة؟ ما الذي يكلفه للقيام به حتى؟ لا وقت للشرح، حيث لدينا مشهد أكشن غريب آخر لنخوضه.

يجب تدريس عملية كتابة هذا الفيلم في المدارس كمثال أولي على ما لا يجب عليك فعله عند إعادة كتابة الأفلام، حيث يبدو كما لو أن فريق الإخراج يحمل ضغينة ضد مشاهد الأكشن التي تربط الأحداث، لذا نجد الشخصيات تنتقل من النقطة 1 إلى النقطة 2 مرة تلو الأخرى من دون رابط للأحداث يشرح هذا العبور، وهذا يتكرر مشهدا تلو الآخر بما في ذلك مشاهد يواجه فيها «دوليتل» حيوانات مصممة بعناية شديدة بتقنية «CGI»، لذا بدأنا نتساءل ما إذا كان السبب هو أن التصوير كان سيئا لدرجة أن غاغان لم يحصل على المواد الخام اللازمة لصنع مشهد متكامل من دون اقتطاع مؤلم للعيون، أم كانت هناك أوامر قاسية من الاستديو تطلب من القائمين على العمل تحديد طول الفيلم بساعة و46 دقيقة فقط، ما أدى إلى قيام فريق الكتابة باقتطاع الكثير من الثواني عبر قصها من منتصف الأكشن؟ أيا كان السبب فهذا يدل لأي درجة «Dolittle» فيلم كارثي.

دليل آخر على أن الفيلم أنجز بطريقة لاحقة هو مقدار «تسجيلات الحوار الإضافية»، وهي أداة شائعة في إنتاج الأفلام لكن تم استخدامها بشكل مفرط هنا، فالكثير من النجوم الكبار الذين تم الترويج لهم (رامي مالك، جون سينا، كوميل نانجياني، أوكتافيا سبينسر، توم هولاند، كريغ روبنسون، رالف فينيس) يؤدون صوتيا شخصيات حيوانات مولدة بالحاسب، وبالتالي يمكن تعديل جزء كبير من حواراتهم بسلاسة بعد الإنتاج لوضع بعض النكات أو تسهيل عملية شرح حدث ما، ثم يتم إنتاج الرسومات المتحركة وفقا للحوار، والأمر الصادم هنا هو المواهب الكثيرة الظاهرة على الشاشة التي لن يتم عرضها وهي تقول عباراتها. وهذا يشير إلى المرات الكثيرة التي استلزمت إعادة كتابة سيناريو «Dolittle» فيها.

لربما تفكر بعد ما ذكرناه سابقا: «حسنا، قد يكون الفيلم كارثيا من الناحية الفنية، لكن هل هو مسل وترفيهي؟» الجواب هو كلا ليس حقا، فمن القرارات الغريبة في «Dolittle» هو تقديم الطبيب البطل كشخص مصاب بالحزن ذي لحية طويلة بشكل مفرط أطلقها بسبب الاكتئاب.

لقد اختفى السحر المذهل الذي جلبه النجم داوني لكون مارفل السينمائي مع أدائه الحزين لزوجته الراحلة، وتسرق حبكة الأرمل الغارق بالحزن والألم كل المرح من شخصية د.دوليتل، ما يتركنا مع مجموعة من المخلوقات المختلفة التي تعاني معظمها من عدم وجود عمق بشخصياتها، مثل تلك البطة التي تخلط ما بين الخضراوات الخضراء والأدوات الجراحية، بشكل متكرر، هذه هي النكتة الوحيدة التي تكررها النجمة أوكتافيا سبينسر.

وفي حين أن هناك بعض اللقطات الناجحة (مثل النكتة السوداوية التي يطلقها النعامة نانجياني حول العجة)، إلا أن العنصر الوحيد الناجح كليا في «Dolittle» هو شخصية الشرير.

يلعب مايكل شين دور «د.بلير مادفلاي»، الطبيب الخاص بملكة إنجلترا والمنافس الأسطوري لدوليتل. عندما يتعثر داوني باللهجة الويلزية الخرقاء والحزن الشديد، نرى شين يتألق بأدائه، فمع لحيته الكثيفة وعينيه المنتفختين وصوته الذي يبدو أنه على وشك الانفجار بشكل دائم، يعطي شين هذا الفيلم المتعثر موجة من الطاقة والنذالة المضحكة.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى