هل أثبت الأردن أن “تأجير الأرض ليس مثل تأجير العرض”؟
[ad_1]
لا يزال إعلان ملك الأردن، عبد الله الثاني، عودة أراضي الباقورة والغمر إلى السيادة الأردنية رسميا، بعد مرور ربع قرن على اتفاقية تأجيرها لإسرائيل، محل اهتمام في صحف عربية.
وزار ملك الأردن منطقة الباقورة على الحدود الشمالية للمملكة، بعد يوم من فرض السيادة الأردنية الكاملة عليها، مع انتهاء العمل بملحقي اتفاقية السلام مع إسرائيل.
“معركة السلام”
يرى خيرالله خيرالله في جريدة “العرب” اللندنية أن “الأردن أخذ من اتفاق السلام ما يريد أخذه. عمليًا استعاد كل حقوقه في الأرض والمياه. تبين أن كل النظريات التي أطلقت عن أن ‘تأجير الأرض مثل تأجير العرض’ ليست صحيحة. لم تكن تلك النظريات التي أطلقها أشخاص مثل حافظ الأسد سوى تبرير للعجز، عن خوض معركة السلام واستعادة الأرض المحتلة، كما فعل الملك حسين وقبله أنور السادات في مصر”.
ويضيف: “كان الملك حسين يريد استعادة كل أرض محتلة في عام 1967، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية. لكن الجهل العربي، الذي لا حدود له، حال دون ذلك. اتخذت القمة العربية، التي انعقدت في الرباط في عام 1974، قرارا باعتبار ‘منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني’. تبين أن هذا القرار الأحمق … مكّن إسرائيل من اعتبار الضفة الغربية والقدس أرضًا متنازعًا عليها، وليست أرضًا محتلة بموجب القانون الدولي”.
ويتابع: “بمجرد توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو في خريف عام 1993، فتح الأردن مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، توجت باتفاق وادي عربة الذي وقعه من الجانب الإسرائيلي إسحق رابين رئيس الوزراء، ومن الجانب الأردني نظيره الدكتور عبدالسلام المجالي. كانت فرصة لا تعوض للأردن الذي عرف كيف يحافظ على نفسه، وعلى حدوده في منطقة تسودها كل أنواع التقلبات”.
“الندية في التعاطي” مع إسرائيل
تقول جريدة “القدس” اللندنية إنه “لم يكن منتظرًا أن تجدد السلطات الأردنية حق الانتفاع بها، في الظروف الراهنة للعلاقات الأردنية الإسرائيلية، التي ظلت تنتقل من تدهور إلى تدهور أشد. وقد شهد ربع قرن من عمر الاتفاقية الكثير من الوقائع الأمنية، التي لم تكن تشير إلى السلام، مثل محاولة الاستخبارات الإسرائيلية تسميم زعيم حماس خالد مشعل، في قلب العاصمة الأردنية عمّان بعد ثلاث سنوات فقط على إبرام المعاهدة، أو اغتيال القاضي الأردني رائد زعيتر عند معبر الملك حسين سنة 2014”.
وتتابع: “الاتفاقية لم تحظ أصلًا بمقدار الحد الأدنى من الإجماع في الشارع الشعبي الأردني، الأمر الذي جرى التعبير عنه مرارًا وفي مناسبات مختلفة، وتجلى بوضوح على مستوى الأحزاب والمنظمات والنقابات، كما انعكس مباشرة في عزوف العاهل الأردني نفسه عن استقبال اتصالات نتنياهو، ورفض رغبات الأخير في زيارة عمّان”.
وتضيف الجريدة: “ليس مدهشًا أن يبدي ساسة إسرائيليون كثر ضيقهم من القرار الأردني باسترداد السيادة على الباقورة والغمر … وقد عقد الكنيست الإسرائيلي جلسة خاصة لمناقشة العلاقات الأردنية ـ الإسرائيلية، حرص نتنياهو على حضورها والإشارة إلى أن دولة الاحتلال تساعد الأردن ‘بطرق عديدة مكتومة، لا أريد الإفصاح عنها’، كما صدرت عن آخرين تلميحات إلى ابتزاز الأردن، حول كميات المياه والغاز التي يتلقاها من دولة الاحتلال”.
وتقول جريدة “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية في افتتاحيتها: “إن اغلاق البوابات في وجه المزارعين الإسرائيليين، ورفع العلم الأردني، علم الثورة العربية الكبرى، فوق الأراضي المستعادة هو خطوة مهمة، تأتي انعكاسًا لنهج جديد مختلف عنوانه الندية في التعاطي مع دولة محتلة اغتصبت الأراضي العربية، ودنست المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس المحتلّة باحتلالها هذا، كانت أبرز فُصوله استدعاء السفير الأردني في تل أبيب، احتِجاجًا على اعتقال مُواطنين أردنيين من قِبَل قوّات الاحتلال، والإصرار على عودتهما وهذا ما حصَل”.
وتضيف: “اليوم الباقورة والغمر، وغدًا كل ذرة تُراب من الأراضي العربية المحتلة، فزمن الغطرسة والاستكبار الإسرائيليين يتراجع، في ظل نشوء محور المقاومة وتكسر موجات التطبيع العربي ومعسكريه بسرعةٍ ملحوظةٍ، وانفجار موجه الانتفاضات المشروعة للشباب العربي، في الجزائر والسودان وقبلهما في مصر وتونس، والآن في العراق ولبنان في الجوار الأُردني القريب”.
“فرحة الأردنيين”
ويقول أحمد حمد الحسبان في جريدة “الرأي” الأردنية إن “القرار الملكي أعاد الفرحة إلى قلوب الأردنيين، تماما كما عادت الفرحة إليهم في عام 1968، نتيجة لاستبسال الجيش الأردني وتلاحم الجيش والشعب وصولًا إلى طرد الجيش الصهيوني، الذي كان يعتبر نفسه في نزهة قصيرة، يحتل خلالها مناطق الأغوار وصولًا إلى مرتفعات السلط”.
ويضيف: “من هنا فإن عودة الباقورة والغمر إلى السيادة الأردنية الكاملة، تشكل قمة الفرح خلال الفترة الممتدة ما بين 1968 و2019 .ومن يدقق في تفاصيل ردة الفعل الإسرائيلية يجد الكثير من أوجه الشبه بين الحالتين. ومثل ذلك المقارنة بين تأثير ما حدث على المعنويات الأردنية والعربية، التي كانت في وضع لا يسر صديقًا، بحكم الغطرسة الصهيونية التي تحكم الكيان، والتي انعطفت كثيرًا نحو اليمين، وتحول فكرها إلى أقصى التشدد”.
[ad_2]
Source link