أخبار عربية

“النسوية حركة متطرفة” فيديو لأمن الدولة السعودي يثير الجدل


في مقطع فيديو ” توعوي” نشرته على تويتر، صنفت هيئة أمنية سعودية، “الحركة النسوية”، ضمن قوائم المتطرفين.

مصدر الصورة
Vladimir Vladimirov

وأدرجت الإدارة العامة لمكافحة التطرف، النسوية في الخانة نفسها مع العبودية وإستعباد المرأة والإرهاب والإباحية والإلحاد.

وأشارت الإداراة إلى أن:” التطرف بجميع أشكاله يعد آفة مجتمعية من المهم الحذر والتحذير منها”، مضيفة بأن “هناك من يتشدد في مسائل بعينها وهناك من يتحلل من تعاليم الدين وقيم المجتمع بينما يغالي فريق في ولائه للجهة التي ينتمي إليها على حساب الدين والوطن”.

وتأسس حساب إدارة مكافحة التطرف الرسمي في تويتر في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018. ويتابعه أكثر من 74 ألف شخص.

واستهل الحساب نشاطه بتغريدة اقتبسها من تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وفي أواخر يوليو/تموز عام 2017، أمر الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، بإستحداث جهاز “رئاسة أمن الدولة” يكون منفصلا عن وزارة الداخلية، ومرتبطا بمجلس الوزراء.

تصنيف سياسي أم حماية للمجتمع؟

أثار الفيديو جدلا واسعا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتباينت الآراء حول محتواه. فمن المعلقين من أيده بشكل تام ومنهم من رفضه رفضا قاطعا بحجة أنه يهدد سلامة شريحة واسعة من المجتمع.

“إدراج الحركة النسوية ضمن خانة المتطرفين” كانت نقطة الخلاف الأكبر بين المغردين. فقد حظيت بالنصيب الأكبر من التعليقات خاصة في ظل محاكمة السلطات السعودية لعدد من الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة.

وانتقد بعض المعلقين تصنيف النسوية كحركة متطرفة واعتبروا تلك الخطوة “تناقضا صارخا مع مشروع الإصلاح “.

وسخر مغردون من تصنيفات الإدارة العامة لمكافحة التطرف، فغرد أحدهم “التطرف باختصار هو أي فكر يخالف رأي الحكومة”.

واستنكرت المغردة “مي” عدم اعتبار “الفكر الذكوري” تطرفا أيضا، فكتبت “الهدف من هذا التصنيف هو إسكات الناشطات. كم فتاة دمر مستقبلها بسبب ظلم الفكر الذكوري؟”

على النقيض، أعرب آخرون عن دعمهم لموقف “الدولة الحازم” إزاء الحركة النسوية. كما لاقى، تصنيف النسوية حركة متطرفة، مباركة من قبل وجوه نسائية بارزة.

من بين هؤلاء الكاتبة والعضو في مجلس الشورى كوثر الأربش التي اكتفت بنشر صورة لأفعى تغيير جلدها وأرفقتها بوسم #أمن_الدولة_النسوية_فكر_متطرف.

وعرفت الأربش بانتقادها لبعض النسويات في بلادها وسبق أن نعتتهم بالغوغائية، وبتنفيذ “أجندة سياسة خبيثة لتفتيت المثل والأخلاق”.

واستعرض آخرون صورا لسعوديات يتقلدن مناصب مهمة في الدولة للتدليل على مكانة المرأة داخل المجتمع. واتهموا الناشطات أمثال لجين الهذلول بالغلو.

“معارك حول مصطلح #النسوية”

من جهة أخرى، دعا كتاب وإعلاميون الإدارة العامة لمكافحة التطرف للبحث في مفهوم النسوية.

ومن هنا انطلق حوار آخر حول مصطلح النسوية بمدلولاته السياسية والاجتماعية والتارخية.

وبينما يختصر البعض النسوية في ” كره الرجل” يبدو هذا المصطلح ملتبسا وغامضا للبعض الآخر، فهو برأيهم منتج غربي يثير الشك ويهدد قيم وأخلاق المجتمع الشرقي.

ويرفض آخرون أمثال الإعلامية السعودية، منى أبو سليمان، التعميم ووصم كل النسويات بالخيانة والاقتداء بالغرب.

وأشار آخرون إلى مصطلح “النسويات الإسلاميات” أو الحركة “النسوية العربية” باعتبارها حركة نسوية تتماشى مع مبادئ الدين الإسلامي وتقاليد المجتمعات العربية.

وترى كثيرات أن الإعلام والحكومات حول العالم شوهت الحركة النسوية، لذا يطالبن بإعادة تعريف مصطلح “الحركات النسوية” حتى يتضح المعنى الحقيقي للمصطلح.

وفي هذا السياق تعلق إحداهن “اليوم بتنا نسمع بنسويات السلطة اللواتي ينتقدن النسويات الليبراليات،ونسمع أيضا بالماركسيات وغيرهن. كلها تصنيفات تافهة لكي نفهم النسوية لابد أن نضع في الاعتبار التطور التاريخي للمصطلح نفسه!”

فما هي النسوية؟

تعرف جامعة كامبرديج البريطانية النسوية بأنها: “الإيمان بأن للنساء نفس الحقوق والفرص التي يتمع بها الرجال”.

وصيغ مصطلح النسوية لأول مرة على يد المفكر والفيلسوف الفرنسي شارل فورييه سنة 1873.

يقسم الباحثون تاريخ الحركات النسوية إلى أربع موجات. بدأت الموجة الأولى في أربعينيات القرن التاسع عشر، عندما طالبت النساء في الولايات المتحدة وبريطانيا بحق الاقتراع.

وارتكزت الموجة الثانية، التي يرجع تاريخها إلى ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، على المطالبات بتحرير الجسد من خلال منح المرأة الحق في الإجهاض، وممارسة حياة جنسية حرة. كما نادت بتحقيق المساواة في التعليم والعمل بين المرأة والرجل.

أما الموجة الثالثة، فظهرت في تسعينيات القرن العشرين، وتميزت بنقد الموجتين الأولى والثانية باعتبارهما ذكورية التوجه. ودعت إلى ضرورة تبني خطاب حقوقي شامل ويضم كل أطياف المجتمع.

وامتدت هذه الموجات لعدة دول عربية، غير أن دول في الخليج كالسعودية تخلفت عن ركب الحركات النسوية العربية.

ويصف الكاتب السعودي عبدالله السفياني النقاش حول النسوية في بلده بالإيجابي مضيفا بأنه “نتيجة طبيعية للحراك الاجتماعي الكبير الذي تشهده المملكة”.

ويستطرد في تغريدة له: “بعض الناشطين والناشطات على شبكات التواصل يتبنون خطابا نسويا مستمدا من الموجة الثانية”

ويكمل: “الغرب دخل في مرحلة ما بعد الحداثة متجاوزا بذلك الموجة الثانية للنسوية الذي بني على مفهوم راديكالي ثوري في معظم أطروحاته ضد الرجل”.

وقد تزايدت الانتقادات للحركة النسوية في السعودية عقب اعتقال ناشطات في المملكة منذ مايو/آيار 2018، من بينهن لجين الهذلول ونوف عبد العزيز ونسيمة السادة بتهم تتعلق بـ “تقويض أمن الدولة” و”العمالة”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى