أخبار عربية

سد النهضة: هل ينجح رهان السيسي على ترامب لحل الأزمة؟


هل ينجح الرئيس الأمريكي في تقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا؟

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

هل ينجح الرئيس الأمريكي في تقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا؟

بعد محادثات دامت يومين برعاية أمريكية في واشنطن، ضمت وزراء خارجية كل من مصر والسودان وإثيوبيا، أعلن المسؤولون الثلاثة أن سعيهم نحو حل خلافاتهم حول تشغيل سد النهضة بحلول منتصف يناير/كانون الثاني المقبل متواصل.

وبالفعل سيعقد وزراء الموارد المائية في الدول الثلاث، بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولي، اجتماعات عاجلة سعيا لإبرام اتفاق، بحلول منتصف يناير/كانون الثاني 2020، يضع ترتيبات لملء سد النهضة وتشغيله.

وتلت تلك الاجتماعات تصريحات تنم عن تفاؤل بعض أطرافها باحتمال كسر الجمود في المفاوضات وإيجاد حلول للخلافات القائمة بين مصر وإثيوبيا. وأصدر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بيانا وصف فيه اجتماعات واشنطن بأنها “إيجابية من شأنها ضبط مسار المفاوضات ووضع جدول زمني محدد لها”.

من جهته قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إنه أجرى “محادثات مع مسؤولين في مصر وإثيوبيا والسودان بخصوص الخلاف الذي أثاره سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل”.

وقد سبق أن أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في تغريدتين نشرهما على حسابه الرسمي في موقع “تويتر” بترامب، وقال: “كعادته أثبت الرئيس ترامب أنه رجل من طراز فريد ويمتلك القوة لمواجهة الأزمات والتعامل معها، وإيجاد حلول حاسمة لها”.

وأضاف الرئيس السيسي “أؤكد على ثقتي الكاملة في هذه الرعاية الكريمة والتي من شأنها إيجاد سبيل توافقي يرعى حقوق كافة الأطراف في إطار قواعد القانون الدولي والعدالة الإنسانية”.

ويستنتج من التغريدتين أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعول على وساطة أمريكية في هذا الملف تكون داعمة لموقف مصري يقول إنه يستند إلى القانون الدولي ورادعة لموقف إثيوبي يرى أن ضرورات التنمية المستقبلية للبلاد تقتضي بناء السد أي كانت القيود المنصوص عليها في الاتفاقيات الموقعة على مدى أكثر من قرن من الزمان.

غير أن الجانب الإثيوبي كان أكثر إصرارا على وضع النقاط على الحروف والتقليل من اهمية الدور الأمريكي في سيرها. وقال نيبيات غيتاشيو المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية في تصريحات لبي بي سي إن لقاءات واشنطن ليست مفاوضات بل فرصة لتوضيح مواقف الأطراف المعنية بسد النهضة. وأضاف “الولايات المتحدة ليست وسيطا، ولا يمكن أن تكون هذه اللهجة الصحيحة للحوار”.

وأيا كانت طبيعة المحادثات التي اكتستها لقاءات واشنطن وما إذا كانت هذه الأخيرة وسيطا فيها، فإن من المؤكد أن حدة الخلاف بين مصر وإثيوبيا تراجعت ولو إلى حين بعد تصريحات كان قد أدلى بها رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد الشهر الماضي، وأشار فيها إلى احتمال نشوب حرب بين بلاده ومصر بسبب سد النهضة.

ووفقا لبعض المتابعين فإن إدارة الرئيس ترامب التي ابتعدت عن اعتماد الديبلوماسية سبيلا لحل مشاكلها ومشاكل العالم، ولا تتوفر على رصيد ديبلوماسي ناجح في أي بؤرة من البؤر الساخنة ربما رأت أن الوقت اليوم موات لاستغلال بعض المشاكل الدولية للأسباب التالية:

أولا، يتعرض الرئيس الأمريكي منذ أسابيع لحساب عسير قد ينتهي بعزله من قبل الكونغرس بسبب ما يعرف بفضيحة “اوكرانيا”. بالتالي فإن الظهور بموقف الوسيط في هذا النزاع لا يمكن إلا أن يفيده سياسيا. فبعد سنة من اليوم سيواجه الرئيس ترامب امتحان الانتخابات، ولا بأس في أن يدخل حملتها كبطل سلام بين مصر وإثيوبيا.

ثانيا، ربما كانت وراء اهتمام الرئيس ترامب شخصيا بقضية سد النهضة الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يعرضها المشروع. فالسد قيد البناء وتكاليف الاستثمار ما بين تشغيله وإكمال بنائه تبلغ نحو 5 مليارات دولار. وإذا كانت أديس أبابا ستمنح عقودا استثمارية للشركات الأمريكية.

ثالثا، ثمة من يقول إن الصداقة التي تجمع الرئيس المصري بنظيره الأمريكي وازنة في هذا الملف وستثبت فعاليتها. فليس من المعروف وجود صداقة لترامب مع رئيس وزراء إثيوبيا. وبالتالي قد تخدم هذه الوساطة الحليف المصري علاوة على المصلحة الأمريكية.

لكن نجاح الوساطة الأمريكية يبقى رهينا بموقف الطرف الإثيوبي من الدور الأمريكي وحسابات الربح والخسارة المرتبطة به. وإذا فشلت واشنطن لسبب أو لآخر فإن أطراف أوروبية جاهزة لأن تتدخل في حال اقتضت الضرورة للحيلولة دون اندلاع حرب مدمرة وغير منطقية بين مصر وإثيوبيا.

برأيكم،

  • فهل ينجح الرهان المصري على ترامب لحل أزمة سد النهضة؟
  • هل تعتقد أن وراء الدور الأمريكي في هذه المحادثات مصالح شخصية للرئيس ترامب؟
  • هل تستطيع واشنطن التزام الحياد في هذا النزاع وفرض حلول على الطرفين؟
  • هل ستقبل أثيوبيا بوساطة أمريكية وهي تعلم بوزن الصداقة بين رئيسي البلدين؟
  • ولماذا تلتزم الخرطوم بموقف محايد من الخلاف بين أديس أبابا والقاهرة؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة8 نوفمبر/تشرين الثانيمن برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى