أخبار عاجلة

بالفيديو العقيد متقاعد د عبدالمحسن | جريدة الأنباء


  • انطلقت لعملي في وزارة الدفاع بمجرد علمي بكارثة الغزو ووصيت والدي حينها على أبنائي
  • أُصبت بشظية في فخذي خلال المعارك في «معسكرات المباركية» لكني أكملت القتال حتى النهاية
  • التحقت بمركز تدريب المتطوعين الكويتيين في الدمام وكنت مدرباً للدفاع الكيماوي
  • كُلفت بتحديد وضع القوات العراقية في الكويت وأين وزعت في مختلف الشوارع والمناطق
  • اضطررت للخروج إلى السعودية بعد تعميم اسمي من قبل القوات الغازية على نقاط السيطرة
  • المرأة الكويتية لعبت دوراً مميزاً في تاريخ الوطن وسجلت محطات بارزة في مسيرة النضال والتحرير

 

أجرت اللقاء: آلاء خليفة

بطل من أبطال الكويت وشاهد على أحداث الغزو العراقي الغاشم، العقيد متقاعد د.عبدالمحسن لافي الشمري ومدير الوكالة الدولية للاعلام ورئيس منتدى الكويت الدولي للحوار، استرجع في حوار خاص لـ «الأنباء» ذكرياته مع الغزو الغاشم وسرد لنا ما قام به خلال تلك الفترة سواء داخل الكويت او عندما اضطر للسفر إلى المملكة العربية السعودية.

وتحدث د.الشمري عن الملحمة الوطنية التي سطرها أبناء الكويت رجالا ونساء في الذود والدفاع عن تراب الوطن الغالي، مشيدا بدورهم الرائع سواء داخل الكويت او خارجها آنذاك.

واشار إلى الدروس المستفادة من الغزو العراقي على الكويت، مؤكدا اهمية تخليد ذكرى الغزو للاجيال الحالية والقادمة، كما قيَّم العلاقات الكويتية ـ العراقية حاليا ومستقبل تلك العلاقات، موجها رسالة للشعب الكويتي بمناسبة ذكرى الغزو العراقي الغاشم على الكويت، وإليكم تفاصيل الحوار:

بداية بعد مرور 31 عاما على ذكرى الغزو العراقي الغاشم على الكويت، ما ذكرياتك عن تلك الفترة وأين كنت عندما سمعت الخبر؟

٭ في ساعات الغزو الأولى كنت متواجدا في بيتي، وعلمت بالغزو في تمام الساعة 5 فجر الخميس 2/8/1990، وبمجرد علمي بهذه الكارثة خرجت مسرعا لمقر عملي في وزارة الدفاع بعد أن أوصيت الوالد، رحمه الله، بأولادي، توجهت إلى الوزارة لنبدأ بتقسيم انفسنا مجموعات لمواجهة العدو، ودارت معارك عنيفة عند مقر وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، وهي المعروفة الآن باسم معسكرات المباركية، وقد اصبت حينها بشظية في فخذي لكني اكملت القتال حتى النهاية.

وفي اول يوم بعد الهجوم وعند الساعة التاسعة صباحا نجحنا في اجبار القوات العراقية على التراجع حتى دوار الجامعة، وفي هذه الاثناء تم تحرير مجموعة من الأسرى الكويتيين امام بوابة الطب الاسلامي، وبعد اسبوع تم تكليفي بعد اجتماع تم في منطقة الرميثية بمعرفة وضع القوات العراقية في الكويت وتوزيعها، فقد كانت القوات الغازية بحالة دفاع ساحلي والاحتياطي المتقدم في الصليبخات والاحتياطي المتأخر كان في المشروع الزراعي في الجهراء، بينما الاسلحة المساندة كانت في بر مشرف، والمدفعية كانت في ساحة غرناطة، وكان هذا وضع اول اسبوعين بعد الغزو، ثم رجعت الكويت في تاريخ 24/2 وكنت المرافق العسكري لوزير الدولة للشؤون الخارجية حينها سمو الشيخ ناصر المحمد، وكان من ضمن المجموعة رئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، واستمررنا فترة في ادارة تلك الاحداث من خلال مبنى في منطقة كيفان (خلف محطة البنزين)، وكانت الحكومة العرفية برئاسة الامير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، تقوم بمهام اعمالها من ديوانية الشايع في منطقة الشامية، وتعرضنا كثيرا لاطلاق النار، ولكن كانت شجاعة الشيخ سعد العبدالله تحفزنا على الاستمرارية والدفاع والذود عن الوطن بالغالي والنفيس، كما ان خبر غزو العراق على الكويت شكل صدمة لنا جميعا فلم نكن نتوقع في يوم من الايام ان يغدر الجار بجاره بهذه الوحشية.

هل تواجدت انت واسرتك داخل الكويت خلال اشهر الغزو، وماذا تتذكر من مواقف؟

٭ تواجدت خلال الشهر الأول داخل الكويت، وكنا نقوم بعمليات متعددة ضد العدو، لكني اضطررت للخروج إلى المملكة العربية السعودية بعد تعميم اسمي على نقاط السيطرة، حيث كنت أقوم بتدريب المتطوعين على حمل السلاح، وحينما وصلت للمملكة التحقت بمركز تدريب المتطوعين الكويتيين في الدمام، حيث كنت مدرب الدفاع الكيماوي ومسؤولا عن ميزانية المركز من خلال التنسيق مع القوات الكويتية في حفر الباطن وسفارة الكويت بالرياض، وكان هذا المركز بقيادة العقيد سعدي فالح الشمري ومساعده المقدم سعد مقعد العتيبي.

جسَّد الكويتيون آنذاك ملحمة وطنية تجسدت في المقاومة الشعبية للدفاع عن الوطن، فكيف تقيم ما قام به ابناء الكويت خلال تلك الفترة؟

٭ نجح ابناء الكويت في تسطير ملحمة تاريخية في الذود عن الوطن والدفاع عنه، ونحن نتحدث هنا عن شهداء وبطولات ستظل محفورة في تاريخ الكويت، لأن هذه الفترة جسدت باختصار قيمة ومعدن الكويتي وقوة اللحمة الوطنية والالتفاف خلف القيادة وعدم قبول ضياع الوطن حتى لو كانت الروح هي الثمن، فقد قدم الشعب الكويتي بكل اطيافه وانتماءاته الغالي والنفيس وضحوا بأرواحهم ودماءهم فداء لتراب الوطن.

جسَّد الكويتيون أيضا اجمل صور التلاحم والتعاضد فيما قاموا به من اعمال خلال اشهر الغزو منها توزيع الخبز والمواد الغذائية وجمع القمامة وغيرها من الاعمال، فماذا تقول عن ذلك الامر؟

٭ هذه حقيقة لقد ضرب الشعب الكويتي اروع امثلة التلاحم والتعاضد فكانوا بحق يدا واحدة وجسدا واحد وتسابق الجميع للمساعدة وتقديم ما يمكن تقديمه، وهي صورة كما قلت لمعدن المواطن الكويتي ومواقفه وقت الشدة.

دور المرأة

كيف تقيم دور المراة الكويتية التي وقفت بجانب اخيها الرجل الكويتي للدفاع عن الوطن وهناك الكثير من الشهيدات والاسيرات اللاتي ذهبن فداء لتراب الوطن؟

٭ لعبت المرأة الكويتية دورا مميزا في تاريخ الوطن وكان لها دور بطولي، وسجلت محطات بارزة في مسيرة النضال والتحرير وقدمت تضحيات وشهداء وستظل اسماؤهن محفورة نتناقلها جيلا بعد جيل، ولا ننسى ان هناك من نساء الكويت «خوات الرجال» من شاركت في العمليات العسكرية من خلال حس وطني كبير واحساس بمسؤوليتها في الدفاع عن ارضها، اضافة إلى امداد رجال المقاومة بالمؤن والأموال والأسلحة.

المقاومة لم تكن فقط من الداخل، فقد التف الكويتيون في الخارج حول القيادة السياسية ونظموا المسيرات في مختلف بلدان العالم للمطالبة بعودة الشرعية، كيف تصف لنا هذا الامر؟

٭ هذه الصورة تعد نتاجا لدور الكويت وقيمتها على الساحة الدولية وكيف هب العالم دفاعا عن حقها المشروع فانطلقت التظاهرات في مختلف الدول، واعربت الدول عن دعمها وتضامنها مع الكويت في مواجهة العدوان الغاشم وكان التفاف الشعب خلف قيادته عاملا حاسما في مسيرة الانتصار الذي تحقق بإرادة الكويتيين، وهذا التكاتف الذي حدث من اكثر من 33 دولة لم يأت من فراغ بل جاء من سياسة الكويت الخارجية والتي جعلت لها مكانا بارزا بين دول العالم وفي جميع المحافل الدولية.

بعد مرور تلك السنوات الطوال، ما الدروس المستفادة من الغزو العراقي، وهل الحرب بيّن العدو من الصديق؟

٭ الدرس الأعظم والأكبر أن الوطن الذي يحميه رجال يؤمنون به لا يضيع ابدا وان الانتصار خرج من رحم الألم.

كيف يمكن تخليد ذكرى الغزو العراقي للاجيال الحالية والقادمة؟

٭ تخليد هذه الذكرى واجب وطني فهي تجربة من الماضي يجب ان نبني عليها للمستقبل من خلال تدريسها وابرازها كنقطة مفصلية في تاريخ الكويت وعرض البطولات والتضحيات والشهداء واقامة قاعدة بيانات متكاملة لهذه المرحلة التي يجب علينا ان نعلمها لاجيال المستقبل ليعرفوا عظمة الكويت وقيمتها ومكانتها وانها لا تقبل الذل والهوان وان شرف المواطن في ارضه.

كيف تقيم العلاقات الكويتية ـ العراقية حاليا ومستقبل تلك العلاقات؟

٭ لقد تسامت الكويت فوق جراحها وهي بحق ارض الانسانية والخير وفتحت صفحة جديدة ولكن يجب اغلاق الملفات العالقة وهناك فرصة تاريخية لتطوير العلاقات الثنائية والتحرر من مخاوف الماضي.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى