مليار دولار من الكويت للشقيقة مصر

• السيسي: أمن الخليج مرتبط بالأمن القومي المصري والكويت تقوم بدور «هام» في مواجهة تحديات الأمة العربية
• العلاقات المصرية ـ الكويتية تتميز بخصوصية وحريصون على تطوير «التعاون الوثيق والمتميز» بين البلدين على شتى الأصعدة وجذب المزيد من الاستثمارات الكويتية إلى مصر
• المبارك: استمعت إلى رؤية الرئيس المصري تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية والجهود الديبلوماسية المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة العربية
• حريصون على تعزيز التعاون ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين لتشمل كل المجالات التي تخدم المصالح المشتركة وتحقق طموحات وتطلعات الشعبين
• الكويت ومصر توقعان اتفاقيتين لتمويل المرحلة الثانية من برنامج تنمية سيناء بقيمة 1.٠86 مليار دولار ومذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار المباشر
• تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية وتعزيز التشاور المستمر والتنسيق الدائم من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة
• سحر نصر: نحو 5.1 مليارات دولار حجم الاستثمارات الكويتية في مصر في ظل وجود 1305 شركات تعمل في قطاعات الصناعة والمالية والعقارات
  

التقى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك في قصر الاتحادية بالقاهرة امس مع الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة.

وسلّم سموه خلال اللقاء رسالة خطية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي تتضمن سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما نقل سموه تحيات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وتمنياتهما للشعب المصري الشقيق بمزيد من التقدم والازدهار.

وأعرب سموه عن سعادته بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي والاستماع إلى رؤيته تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية والجهود الديبلوماسية المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة العربية.

حضر اللقاء أعضاء الوفد الرسمي المرافق.

كما التقى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك مع رئيس مجلس النواب بجمهورية مصر العربية الشقيقة د.علي عبدالعال بمقر المجلس في القاهرة امس.

وقال سمو الشيخ جابر المبارك في تصريح عقب اللقاء انه بحث مع أخيه د.علي عبدالعال سبل دعم العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد سموه حرص البلدين على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين لتشمل كل المجالات التي تخدم المصالح المشتركة وتحقق طموحات وتطلعات الشعبين الشقيقين.

حضر اللقاء أعضاء الوفد الرسمي المرافق.

وأشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالدور «الهام» الذي تقوم به الكويت في مواجهة تحديات الأمة العربية.

وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي في بيان أن ذلك جاء خلال اللقاء الذي جمع سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق لسموه مع الرئيس السيسي في إطار الزيارة التي يقوم بها سموه الى مصر حاليا.

وأكد الرئيس السيسي «ارتباط أمن الخليج بالأمن القومي المصري»، معربا عن تحياته الى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد وخالص تمنياته لسموه بموفور الصحة والعافية.

كما أشاد السيسي بـ «متانة وقوة العلاقات المصرية ـ الكويتية وما تتميز به من خصوصية»، مؤكدا حرص القاهرة على تطوير «التعاون الوثيق والمتميز» بين البلدين على شتى الأصعدة بما فيها تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بالاضافة الى جذب المزيد من الاستثمارات الكويتية الى مصر.

وأوضح المتحدث أن اللقاء شهد تباحثا بين الجانبين حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية فضلا عن التشاور ازاء المستجدات على الساحة الاقليمية.

في السياق ذاته، عقد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ورئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية الشقيقة د.مصطفى مدبولي جلسة مباحثات رسمية بمقر رئاسة الوزراء.

وحضر المباحثات عن الجانب الكويتي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت ورئيس الوفد التجاري المرافق علي الغانم ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح ووزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الخدمات خالد الروضان ووزير النفط ووزير الكهرباء والماء د.خالد الفاضل ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله وعدد من كبار المسؤولين في ديوان رئيس مجلس الوزراء ووزارة الخارجية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والهيئة العامة للاستثمار، كما حضرها عن الجانب المصري عدد من الوزراء وكبار المسؤولين بجمهورية مصر العربية.

وقد جرت المباحثات في أجواء ودية عكست عمق العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين والروابط الأخوية المتينة بين الشعبين الشقيقين.

وتركزت المباحثات على سبل دعم العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية التي تحقق طموحات وتطلعات الشعبين الشقيقين. كما تناولت المباحثات القضايا الاقليمية والدولية التي تهم الكويت وجمهورية مصر العربية والجهود الديبلوماسية المبذولة لتحقيق السلام ودعم الاستقرار في المنطقة.

وتبادل الجانبان الرؤى ووجهات النظر تجاه القضايا الاقليمية ورغبة البلدين في تعزيز التشاور المستمر والتنسيق الدائم من اجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

هذا وعقب المباحثات، احتفل الجانبان بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان رئيس الوزراء المصري د.مصطفى مدبولي وسمو الشيخ جابر المبارك شهدا مراسم توقيع الاتفاق الإطاري الخاص بتمويل المرحلة الثانية من برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء بقيمة مليار دولار على 3 سنوات حتى 2022 واتفاق استكمال مشروعات البنية الأساسية والتي تتمثل في تمويل مشروع طريق النفق/ شرم الشيخ بقيمة 86 مليون دولار ضمن مشروعات المرحلة الثانية لبرنامج تنمية شبه جزيرة سيناء. وقع الاتفاقيتين من الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ومن الجانب المصري د.سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي.

كما وقع وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الخدمات خالد الروضان ووزيرة الاستثمار والتعاون الدولي د.سحر نصر على مذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار المباشر بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولي وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر بالكويت.

وعقب التوقيع، أكدت د.نصر أن هذه الاتفاقيات تأتي في إطار تكليفات واضحة من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوفير تمويلات للمشروعات التنموية بسيناء، بما يسهم في إحداث تنمية شاملة تعود بالنفع على المواطنين وتساهم في جذب الاستثمارات إليها.

وأوضحت أنه سيتم في إطار المرحلة الثانية من مشروع تنمية سيناء تمويل مشروعات في مجالات: الطرق، والمياه، والإسكان، والبنية الأساسية للوفاء بالاحتياجات العاجلة لعملية التنمية في شبه جزيرة سيناء وتعزيز الخدمات الموجهة لسكان هذه المنطقة الاستراتيجية من أرض مصر مع إنشاء مناطق استثمارية وحرة لجذب الاستثمارات إلى سيناء مع الالتزام بالجدول الزمني والتوقيتات المحددة للانتهاء من جميع المشروعات في موعدها من قبل الجهات المنفذة. وأكدت حرص مصر على أن يكون لمشروعات البنية الأساسية أثر تنموي واجتماعي على المواطنين في شبه جزيرة سيناء، وذلك من خلال تحسين الخدمات المقدمة لهم وتوفير المزيد من فرص العمل وتحسين البيئة الأساسية لتحفيز الاستثمار، بما يسهم في تحسين حركة النقل داخل شبه جزيرة سيناء وبينها وبين باقي المحافظات، كما سيلعب ذلك دورا مهما في تنشيط حركة التجارة الداخلية والخارجية، إلى جانب تنشيط السياحة، وتشجيع السكان على الانتقال إلى سيناء الواعدة اقتصاديا. وقالت نصر ان الجهود التنموية تسير في سيناء بشكل منتظم من خلال تنفيذ عدد كبير من المشروعات التي تتيح خدمات التعليم والصحة والسكن والانتقال لأهالي سيناء بالإضافة إلى توفير المياه النظيفة وإقامة التجمعات التنموية، بما يؤدي إلى إتاحة المزيد من فرص العمل لأبناء سيناء وغيرها من المناطق المحيطة، فضلا عن تحسين مستويات الدخل في تلك المناطق وإعطائها دفعة تنموية قوية.

وأوضحت، في هذا الصدد، أنه تم توفير نحو 2.6 مليار دولار من الصناديق العربية لتمويل مشروع تنمية سيناء في المرحلة الأولى منه ويتم حاليا التفاوض مع الصناديق العربية لاستكمال تمويل المرحلة الثانية، مشيرة إلى أنه بالنسبة لمذكرة التفاهم الموقعة مع الكويت لتشجيع الاستثمار المباشر، فهي تستهدف تعزيز التعاون بين البلدين في زيادة الاستثمارات وتبادل الفرص الاستثمارية والقوانين المتعلقة بمناخ الاستثمار، داعية المستثمرين الكويتيين إلى ضخ مزيد من الاستثمارات في مصر، بعد أن وصلت الاستثمارات الكويتية إلى نحو 5.1 مليارات دولار في ظل وجود 1305 شركات كويتية في مصر تعمل في قطاعات الصناعة والمالية والعقارات والسياحة والخدمات والزراعة.

بدوره، اكد الشيخ صباح الخالد حرص الصندوق الكويتي على زيادة الشراكة مع مصر، لاسيما في برنامج تنمية سيناء في ظل النجاح الذي حققه هذا البرنامج في مرحلته الأولى، مشيرا إلى أنه بعد توقيع الاتفاقيتين ارتفعت محفظة التعاون بين مصر والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية إلى 3.682 مليارات دولار أسهم الصندوق من خلالها في تمويل 52 مشروعا في قطاعات الزراعة والكهرباء والنقل والصناعة ومياه الشرب والصرف الصحي.