أخبار عربية

سباق الرئاسة في تونس: هل تكرر حركة النهضة السيناريو المصري؟


مقر حركة النهضة التونسية

مصدر الصورة
Getty Images

أثار إعلان حركة النهضة التونسية ترشيح عبد الفتاح مورو لخوض الانتخابات الرئاسية المبكرة جدلاً كبيراً في عدد من الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي ترشح فيها الحركة، التي توصف بأنها فرع جماعة الإخوان المسلمين في تونس، أحد أعضائها للانتخابات الرئاسية في البلاد منذ ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

“نهاية الغنوشي أم نهاية ‘الإسلام السياسي’؟

وتحت عنوان “هل يكرر إخوان تونس السيناريو المصري؟”، كتب محمود رشدي مقالاً في شبكة رؤية الإخبارية يقول فيه إن وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي “أربكت خطط العديد من الأحزاب التونسية”، مؤكداً أن قرار النهضة خوض غمار الانتخابات البرلمانية والرئاسية معاً “يثير مخاوف من تكرار النموذج المصري، عندما هيمنت جماعة الإخوان المسلمين على البرلمان والرئاسة، وهو ما كان أحد الأسباب التي أدت إلى مسيرات 30 يونيو/حزيران وعزل الرئيس الراحل محمد مرسي”.

ويضيف رشدي: “لا أعتقد أن النهضة ستهيمن على المشهد السياسي التونسي، لأنها غير قادرة على ذلك حتى ولو نزلت بكل ثقلها، وهي لا تمثل في الأقصى سوى 30 في المئة من الناخبين، كما أنها لا تستطيع أن تحكم تونس بمفردها. كما أن النهضة ستعمل على تحاشي أن تكون لديها الرئاسات الثلاث، أي الحكومة والبرلمان والدولة، بل إن النهضة ستحتاج، حتى إن فازت بالمركز الأول في الانتخابات التشريعية، إلى التوافق مع كتل برلمانية أخرى من تيارات أخرى، ما دامت طبيعة تشكيل البرلمان لا تتيح لها الانفراد بالقرار داخله”.

كما تقول لطيفة بن عمار في افتتاحية الصحافة اليوم التونسية: “يكاد يجزم الجميع أن اختيار حركة النهضة ترشيح رئيس من داخلها ليس إلا تكتيك حتى لا تشتّت أصواتها التي وإن لن توصلها إلى قصر قرطاج فإنها تستطيع أن تكسب بها ودّ الأقرب إلى الفوز في الدور الثاني”.

وتضيف بن عمار “من الواضح أن حركة النهضة حسبتها جيدا؛ مورو لن يمر للدور الثاني، و ستدعم الحركة من تحت الطاولة عصفورها النادر للمرور للدور الثاني، و طبعا ستنزل بكل ثقلها حتى يفوز بالرئاسية مقابل رئاسة الحكومة و رئاسة مجلس النواب”.

وتحت عنوان “نهاية الغنوشي أم نهاية ‘الإسلام السياسي’؟، يرى الهائمي نويرة في الصحيفة ذاتها أن ترشيح حركة النهضة لمورو “قد يؤسّس لنهاية ‘الإسلام السياسي’ كنمط حُكْم بعد أنْ تصدّى له المجتمع التونسي كنمط عَيْش”.

ويضيف نويرة أن “نهاية الإسلام السياسي كنمط حُكْمٍ وشيكة جدّا وتونس ستكون المثال الساطع على ذلك”.

“مورو الأوفر حظّا”

مصدر الصورة
FETHI BELAID

يرى أمين بن مسعود في العرب اللندنية أن ترشيح النهضة لمورو “يعبر عن شهية سياسية تتعاظم باطراد، على ضوء ضعف الأحزاب السياسية الأخرى وتفتتها، إضافة إلى التجربة الانتخابية البلدية التي وضعت النهضة على رأس غالبية المجالس البلدية في البلاد، وبوأتها منصب شيخ مدينة تونس، المنصب المحلي الأكثر اعتبارية ورمزية في تاريخ تونس الحديثة والمعاصرة”.

ويؤكد بن مسعود “على تجاوز النهضة للخطوط الحمراء التي كثيرا ما نصحت إخوان مصر سابقا وحركة حماس بعدم الاستهانة بألغامها السياسية شديدة الانفجار”، مشيراً إلى أن “الشهية المتعاظمة لحركة النهضة يبدو أنها محتاجة لحميّة مستعجلة، فهُناك ثمار لم يحن وقت جنيها، وأخرى عسيرة الهضم، وثالثة مسمومة قد تودي بأصحابها، وما النموذج المصري منّا ببعيد”.

وتحت عنوان “مورو الأوفر حظّا لرئاسة تونس في المرحلة المقبلة”، يقول فوزي بن حديد في رأي اليوم اللندنية إن النهضة “قد اختارت رجلاً توافقياً نزعم أنه سيكون الأوفر حظاً في انتخابات الرئاسة المقبلة في تونس”، مضيفاً أن مورو “ينتمي لحزب سياسي بعد أن نزعت النهضة لباس الأخونة، ودخلت المجال السياسي من بابه السياسي لا من بابه المغلف بالدين”.

وحول ما يشاع عن انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، يقول بن حديد “هذه الإشاعة للتشويش على الرأي العام، والخوف من مورو بأن يغير بوصلة الدولة عند تسلمه الرئاسة، ويحولها إلى دولة إخوانية مثل أيام مرسي، لكن هذا الزعم باطل من أساسه”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى