أخبار عاجلة

الرقابة الشعبية


عندما يتولى الشعب مسؤولية المراقبة والمتابعة والتواصل مع الجهات المسؤولة لعمل اللازم من إصلاحات وتعديلات واتخاذ الإجراء المناسب من عقاب وثواب، فهذا دليل جميل وخطير أيضا؛ جميل أن يتعاون الشعب والمقيمون مع أجهزة الدولة لإبلاغها عن أي تقصير أو مخالفة أو أي ظاهرة تحتاج إلى المتابعة واتخاذ الإجراء اللازم.. أما الخطير فهو أن الشعب استشعر ضرورة أن يحل محل بعض الجهات المسؤولة، بعد أن نامت عن واجباتها ومسؤولياتها وتركت الفساد والمخالفات والفوضى وخرق القانون يرتع في كل مكان.. فتولى هو مسؤولية تلك الجهات في الرقابة والملاحقة.
في فترة الغزو تحمّل الشعب الكويتي المسؤولية بانتظار عودة الحكومة.. وهو يرزح تحت ضغط احتلال بشع أكل الأخضر واليابس، فأدار المواقع المهمة ونظف شوارعه وخبز خبزه وداوى مرضاه ووفر حاجات الناس.
وفي ظل حالة التراخي التي أصابت بعض أوصال الدولة، خصوصا القطاعات الخدمية كالمرور والأشغال والبلدية في أداء المهام الأساسية والمهمة المنوطة بها، وفي ظل استشراء الفساد واللامبالاة شعر المواطن العادي البسيط بمسؤولياته إزاء وطنه.. فهو لا يحتمل أن يرى الصورة المختلة تزداد يوما بعد يوم.. في ظل استمرار نوم ولامبالاة العديد من الجهات المعنية.
ظاهرة سرقة أغطية المناهيل قديمة قدم الفساد عندنا.. وها هي البلدية اليوم تتقدم بالشكر للمواطن الذي صور حالة السرقة وأبلغ عنها.. ووعدت بأنها لن تتساهل إزاء هذه المخالفات، وستتخذ الإجراءات السريعة والحازمة اللازمة.
أيعقل يا بلدية بجيوش مراقبيك وميزانيتك وصلاحياتك ومسؤولياتك.. أن مواطنا بسيطا يقوم بما عجزت عنه طوال تلك السنين؟!
القمامة في أبشع صورها، والبائعون المخالفون في الشوارع في كل مكان.. يختفون يوما ثم يعودون عشرة أيام.
مخالفات مرورية بشعة بالوقوف في الممنوع أو تخطي الآخرين أو السرعة.. وإصرار على المخالفات بكل جرأة.. شوارع متهالكة وأرصفة ومطبات غابت عنها الصيانة منذ سنوات طويلة.
كل هذه الصور التي أتحدث عنها أصبح أهل البلد يتولون تصويرها وإرسالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الجهات المختصة للإبلاغ عنها.. وهذا كل ما يملكون ويستطيعون عمله.
أنا لو كنت مكان مسؤول من هؤلاء لحفظت ماء وجهي وطلبت إقالتي، لأني لا أستحق أن استمر في مكان أنا غير قادر على الإنتاج والإصلاح فيه كما يجب، مع ازدياد الشكاوى وحالات المخالفات وتخطي القانون يوما بعد يوم.
الشعب يعين ويعاون وبكل حب وفخر.. ولكن في المقابل، حينما يقصر أحد المختصين والمسؤولين، ينبغي التعامل معه بكل حزم وحسم.

إقبال الأحمد

iqbalalahmed0@yahoo.com



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى