معركة الحسم في اتجاه إدلب الجيش | جريدة الأنباء
[ad_1]
عاد الوضع في شمال سورية (أرياف حلب وحماة وإدلب) الى مربع الحرب بعد هدنة طويلة بدأت باتفاق أستانة حول مناطق خفض التصعيد، وتعززت باتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا حول إدلب. الحرب المتجددة أعادت فتح ملف إدلب ولكن العمليات العسكرية الجارية حاليا ليست هي المعركة الشاملة والنهائية، وإنما لها أهداف محددة وتفتح الطريق في اتجاه إدلب، فما الأسباب التي أدت الى اشتعال الجبهات مجددا ودفعت روسيا الى تغطية هجوم الجيش السوري؟! وما مصير التفاهمات التي عقدتها مع تركيا؟!
في صيف العام الماضي كان الجيش السوري قد أعد العدة للتوجه شمالا وإطلاق معركة تحرير إدلب بعد استعادته السيطرة على كامل الجنوب ومحيط العاصمة، خصوصا الغوطة الشرقية، ولكن تركيا نجحت في تعطيل هذا الهجوم وإيقافه من خلال اتفاق أبرمه رجب طيب أردوغان مع ڤلاديمير بوتين في سوتشي في سبتمبر، وينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة الجيش السوري والتنظيمات المسلحة، كما تضمن تعهدا تركيا بإنهاء الوضع الشاذ في إدلب ووجود مسلحي «النصرة» (هيئة تحرير الشام) فيها.
اتفاق سوتشي الذي جنب إدلب حملة عسكرية واسعة، لم يكن ليحصل لولا رغبة موسكو في تفادي المعركة والتريث في إعطاء الضوء الاخضر لأسباب كثيرة منها البعد الإنساني (3 ملايين يقطنون إدلب ومحيطها)، والسعي الى السيطرة على إدلب عبر تأجيج الوضع الداخلي من دون تدخل مباشر وعمل عسكري. يضاف الى ذلك المخاوف من قيام المسلحين بفبركة هجوم كيماوي وقتل عدد كبير من المدنيين لتأليب الرأي العام الدولي على روسيا وسورية، ومواجهة محاولات تركيا لاستخدام ورقة إدلب بهدف تعزيز وضعها وتحركاتها.
ومرة جديدة يقوم أردوغان بمحاولة لحصر المعركة وتخفيف وتيرة الاندفاع السوري ـ الروسي باتجاه إدلب من خلال اتصالات مباشرة أجراها مع بوتين، ومساعي قامت بها تركيا مع الفصائل المسلحة في إدلب لحملها على القبول بدوريات مشتركة تركية ـ روسية وفقا لاتفاق سوتشي. ولكن الجيش السوري أعطى مؤشرات أنه لن يستمر في ضبط النفس، في وقت أعطت موسكو مؤشرات بأنها لن تتمكن طويلا من ضبط تحرك النظام ولن تمارس ضغوطا عليه. السبب في تبدل موقف روسيا من التساهل الى التشدد يكمن في ثلاث نقاط:
٭ الأولى هي عدم تنفيذ تركيا ما تعهدت به في اتفاق سوتشي لجهة إنهاء وضع «النصرة» وفرز المسلحين بين إرهابيين يجب إبعادهم أو تصفيتهم، و«معتدلين» يمكن احتواؤهم.
٭ الثانية هي تمدد «جبهة النصرة» وقيامها بهجمات واستفزازات في شمال حماة، وبلغت أحيانا مشارف قاعدة حميميم الجوية الروسية.
٭ اما الثالثة فتتجاوز التفاهمات التركية ـ الروسية وعدم تنفيذها، الى الاتصالات التركية ـ الأميركية المتجددة بهدف التوصل الى صفقة حول المنطقة الآمنة في الشمال السوري. وتعارض موسكو بشدة هذه الصفقة وترى فيها تطورا خطيرا يمكن أن يقلب التوازنات التي أقامتها في سورية في إطار «مسار أستانة»، وبالتالي، فإن «إدلب» قد تدفع ثمن التفاهمات التركية ـ الأميركية في الشمال، لأن المعركة ستهدف ليس فقط الى حسم مسألة سيطرة «جبهة النصرة» والفصائل القريبة منها على الجزء الأكبر من المدينة، بل وبدرجة أهم الى إعادة خلط الأوراق وتقويض الترتيبات التي تحاول واشنطن تثبيتها.
أما الهدف العسكري المباشر، فيتخلص بأمرين:
ـ الاول: القيام بضربة استباقية لمنع انطلاق المعارك الى حماة واللاذقية، ولحماية سكان بلدتي النبل والزهراء الشيعيتين في محافظة حلب، وتعدان من أهم المعاقل الإيرانية في شمال سورية.
ـ الثاني: السيطرة على المنطقة المنزوعة السلاح وعلى طريقين سريعتين تمران عبر إدلب وتربطان مناطق سيطرة الجيش السوري في حلب وحماة واللاذقية، ومن شأن إعادة فتحهما إنعاش مدينة حلب التي ما زالت معزولة لأنها محرومة من الجزء الأكبر من أريافها وغير مرتبطة ببقية المناطق السورية. وهذه المعركة «الموضعية» ستخلص على الأرجح الى استعادة الجيش السوري جنوب محافظة إدلب، بينما يبقى، وبشكل مؤقت، الجزء الشمالي من إدلب والمحاذي للحدود التركية، معقلا لـ «هيئة تحرير الشام». وهذه المعركة تعني تركيا كثيرا لأنها معنية أكثر من غيرها بأي تغيير في الوضع القائم حاليا في هذه المحافظة السورية، وهي لا تخفي سعيها لأن تكون حديقة خلفية لها في الأرض السورية.
[ad_2]
Source link