فضفضة قلم .. جامعة الكويت .. قنبلة موقوتة ع الأسفلت .. بقلم الدكتور أحمد الحسيني
إيسايكو: فضفضة قلم .. جامعة الكويت .. قنبلة موقوتة ع الأسفلت .. بقلم الدكتور أحمد الحسيني
قبل شهر تقريباً تناولنا في هذا العامود مقالة بعنوان «أمين عام جامعة الكويت الفساد بلغ الأسفلت» وللأسف لم تكن الاستجابة على قدر أهمية الموضوع، ولكن اليوم الموضوع ليس بعيدا عن المقالة السابقة من الفساد ولا أقل أهمية عنه بل هو أكثر بكثير مما يتصوره العقل فالفساد الذي يعشعش في أروقة الجامعة أصبح يهدد أرواح جميع منتسبيها من هيئة تدريسية وطلبة وعاملين في كل المجالات، فالفساد الذي نريد أن نسلط الضوء عليه اليوم أصبح بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر بأي لحظة وقد تحصد أرواحا بريئة مقبلة على الحياة.
الرسالة باختصار عملت احدى الشركات الوطنية أخيراً في الجامعة لتنفيذ أعمال صيانة طرق بسيطة وبعد مباشرة العمل وجدت العديد من التجاوزات في العقد السابق والتي لا تتطابق مع المواصفات الفنية التي حددتها وزارة الأشغال العامة والجهات المعنية بهذا الشأن فقامت بدورها بإخطار الإدارة المشرفة على المشروع والتي لم تتفاعل مع الموضوع بشكل كبير وكانت تتهرب من طلبات الشركة حتى وصلت بها الحال أن تطلب من الشركة تنفيذ العمل وفقا لرؤيتها وبعيدا على الأسس المتبعة في هذه الصنعة والتي تستند إلى أسس ومواصفات فنية تعتمدها وزارة الأشغال في تنفيذ أعمال الطرق.
كل ذلك من وجهة نظري يعد طبيعياً في ظل وجود فساد إداري ولكن الأمر غير الطبيعي عندما تجد الشركة بأن كيبل الكهرباء الذي تبلغ قوته 11 الف فولت high tension يوضع تحت الإسفلت بمسافة لا تتجاوز 5 سنمتر ومن المفترض أن يوضع تحت الأسفلت بعمق لا يقل عن متر ونصف المتر، فهذا الأمر غير الطبيعي وخارج عن المنطق ، فإذا لا سمح الله تعرض الكيبل لقطع نتيجة استخدام الطريق الذي يقع تحته مباشرة وملاصق لإطارات المركبات فقد تكون النتائج كارثية مفادها خسائر بشرية وأضرار مادية تطول المال العام.
والصادم في الموضوع بان جهة الإشراف تطلب من الشركة تغليف هذا الكيبل، وهذا الإجراء غير صحيح حيث إنه يفتقد للمواصفات الفنية التي حددتها الجهات المعنية كوزارة الكهرباء والماء ووزارة الأشغال العامة، وهذا يدل على أن جهة الإشراف لا تملك أدنى إحساس من المسؤولية ولا تراعي في هذا الإجراء بأن فلذات أكبادنا يستخدمون هذه الطرق اثناء ذهابهم لقاعات المحاضرات معرضين أرواحهم للخطر.
والسؤال هنا: هل وصل الفساد من البعض لهذه المرحلة التي لا مبالاة بها ولا خوف من الله؟ وهل يعقل بأن يوجد جهاز إشرافي متخصص يرضى بهذه المهزلة؟ وتمرير تلك المشاريع دون التدقيق عليها؟
نقطة آخر السطر:
وفي نقطتنا الأخيرة نحن هنا لا نوجة نداء إلى رئيس الجامعة بالإنابة ولا أمين عامها حيث يبدو أن الأمر خارج عن نطاقهم لذا فإن نداءنا لسمو رئيس مجلس الوزراء بأن أرواح أبنائك وبناتك الطلبة والعاملين بالجامعة في خطر نتيجة لتقاعس بعض العاملين عن أداء واجباتهم الفنية والإدارية، ففي حال لا سمح الله تعرض هذا الكيبل لقطع أو خلل فني فإنه سيحصد من الأرواح ما لا يعد ولا يحصى وستحدث كارثة لا تحمد عقباها، لذا يا سمو الرئيس نرجو من سموكم الإيعاز للمختصين بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول هذا الموضوع حتى نتدارك حدوث انفجار أشبه بالقنبلة الموقوتة وحماية أرواح أبنائنا… اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
الدكتور أحمد الحسيني