الحياة تعود بخجل إلى أشهر زاوية صوفية في ليبيا
[ad_1]
تعود الحياة تدريجياً إلى الزاوية الأسمرية أهمّ مزار صوفي في ليبيا، على الرغم من آثار هجوم إسلاميين متشددين على المكان قبل سنوات.
وتجلس مجموعة من التلامذة بشكل دائري وينسخون على ألواح خشبية آيات قرآنية يمليها عليهم أستاذهم.
في قاعة مجاورة في المدرسة القرآنية، يتفحّص آخرون مخطوطات قديمة حول الشريعة أو الفقه الإسلامي موضوعة على رفوف مكتبة.
ويقف جميعهم عندما يعلو صوت الأذان الداعي الى الصلاة، فيتوجهون الى الجامع الواقع في المكان نفسه، ويمرون لذلك عبر فناء كبير تحيط به أقواس خزفية مزينة.
أسّس الزاوية عالم الفقه الصوفي عبد السلام الأسمر في القرن السادس عشر. ويضمّ الموقع أيضاً جامعة ومدرسة داخلية وضريح مؤسسه.
ويشير الباحث والمؤرخ في الموقع فتحي الزرخاني إلى أن الزاوية التي تقع في مدينة زليتن على بعد 160 كلم شرق العاصمة طرابلس، هي “بالنسبة لليبيا بمثابة جامعة الأزهر لمصر أو القرويين للمغرب أو مسجد الزيتونة في تونس”، المواقع الإسلامية العريقة في شمال إفريقيا، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
عودة خجولة
في آب/أغسطس 2012، فجّر عشرات الإسلاميين المسلحين جزءاً من الزاوية ونهب قطع من مكتبتها العلمية أو حرقها، وفق ما يؤكد الزرخاني.
وأعادت الزاوية فتح أبوابها في 2018 بأكبر قدر من التحفظ، وبدأ الصوفيون يخرجون تدريجياً من الظل، كما حدث في تشرين الأول/أكتوبر الماضي في طرابلس عندما احتفلوا في شوارع المدينة بذكرى المولد النبوي.
وتجري اليوم أعمال ترميم في زاوية زليتن. وتحيط سقالة بقبر مؤسسها المغطى بنسيج حريري مذهب وباللون الأخضر. وينشغل الحرفيون في ترميم قطع البلاط وإعادة بناء الأجزاء المدمرة.
في المكتبة، يغطي الغبار المخطوطات القديمة. ويقول فتحي الزرخاني “لا نملك الوسائل ولا الخبرة لترميمها. نحن بحاجة إلى مساعدة من (منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم) اليونسكو والمؤسسات الأوروبية”.
اضطرابات منذ عقود
زاوية الأسمر موقع مهم في ليبيا للصوفية، التيار الروحاني في الإسلام المعروف بخلافه العقائدي مع التيّار السلفي الذي يعتبر كثيراً من ممارسات الصوفية بدعة.
على الرغم من تاريخ الصوفية الطويل في شمال إفريقيا، أفسح الوضع العسكري المتوتر في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي 2011، المجال أمام تنامي نفوذ ميليشيات يكنّ بعضها عداء عميقاً للمتصوفين الذين يصفونهم بـ”الزنادقة”.
ويقول الزرخاني إنه بعد انتفاضة 2011 “استغلت التيارات الأيديولوجية التي كانت نائمة وتغذيها جهات في الخارج، الفراغ الأمني لمهاجمة الزوايا”.
وشهد تاريخ الزاوية سلسلة من الاضطرابات على مدى عقود. فقد حارب معمر القذافي أتباع الصوفية في أماكن تجمعهم و”اخترق الزاوية بوضع أجهزته السرية هناك وخلق جوا من الخوف وانعدام الثقة”، كما يقول مسؤول في المكان طلب عدم كشف هويته، وفق تقرير فرانس برس.
[ad_2]
Source link