عصابات المخدرات المكسيكية: أعمال وحشية وحروب دامية للسيطرة على سوق المخدرات
[ad_1]
تحصد حرب المخدرات الوحشية في المكسيك آلاف الأرواح كل عام حيث تقاتل جماعات التهريب القوية للسيطرة على الأرض والنفوذ.
وتسيطر تلك الكارتلات على مناطق شاسعة من البلاد، وهي مسؤولة أيضا عن الفساد السياسي والاغتيالات وعمليات الخطف.
لكن ما هي العصابات الأقوى في البلاد؟
كارتل سينالوا
ينشط الكارتل في إقليم سينالوا الذي يشمل مساحات كبيرة من شمال غرب البلاد. وصفت الحكومة الأمريكية كارتل سينالوا بأنه أحد أكبر منظمات تهريب المخدرات في العالم.
وتأسس الكارتل في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وكان يتزعمه لسنوات عديدة تاجر المخدرات ذائع الصيت خواكين “إل تشابو” غوزمان. وكان “إل تشابو”، أو “شورتي”، يُصنف ذات يوم كواحد من أغنى رجال العالم، وكانت حياته وإمبراطورية تهريب المخدرات الواسعة التابعة له موضوع العديد من الكتب والمسلسلات التلفزيونية.
واكتسب الكارتل تحت قيادته سمعة شرسة فيما يتعلق بالعنف، وقد فتك بالعديد من الجماعات المتنافسة. وتصطدم الكارتلات المكسيكية مع بعضها البعض في الغالب، ولكن تجدر الإشارة إلى أنها يمكن أن تشكل تحالفات استراتيجية أيضا.
ويقول المسؤولون إن كارتل سينالوا بات أكبر مورد للمخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة خلال فترة زعامة غوزمان الطويلة.
وقد قام الكارتل باختطاف وتعذيب وذبح أعضاء من العصابات الإجرامية المتنافسة، وكانت لديه أيضا إمكانية الوصول إلى ترسانة ضخمة من الأسلحة بما في ذلك قاذفة قنابل صاروخية والبندقية الخاصة بغوزمان من طراز أيه كي 47 كانت مطلية بالذهب.
ولكن في يوليو/ تموز من عام 2019 حُكم على إمبراطور المخدرات بالسجن مدى الحياة بعد واحدة من أكثر المحاكمات شهرة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
وقال المدعون إن غوزمان كان يتاجر بالكوكايين والهيروين والماريغوانا، وكان يدفع المال لشبكة من التجار والخاطفين والقتلة.
وأدى سجنه إلى زيادة العنف في المنطقة حيث سعت مجموعات أخرى للاستفادة من هذا التطور. وعلى الرغم من ذلك، مازالت عصابة سينالوا قوية للغاية، ومازالت تسيطر على شمال غرب المكسيك ويقال إن لها وجودا في مدن تمتد من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس إلى مدينة نيويورك الأمريكية.
ويقول خبراء إنها تواصل جني مليارات الدولارات من تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. ومع وجود زعيمها منذ فترة طويلة الآن خلف القضبان، يقال إن الكارتل يخضع جزئيا لسيطرة أوفيديو غوزمان لوبيز نجل غوزمان.
وعندما ألقت قوات الأمن القبض على غوزمان الصغير في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2019، سارع مسلحو كارتل سينالوا إلى إظهار القوة العسكرية للمجموعة.
فخاضوا معارك شوارع مع الجيش في وضح النهار، وأشعلوا النار في المركبات بل وأشعلوا تمردا في السجن قبل إطلاق سراح زعيمهم في نهاية المطاف. وكان ذلك مؤشرا على أن العصابة مازالت تتمتع بقوة هائلة.
جيل خاليسكو الجديد (سي جي إن جي)
وتنشط هذه العصابة في هذا الإقليم الواقع غرب البلاد، وخصوصاً منطقة تييرا كالينتي.
وتشكل كارتل خاليسكو حوالي عام 2010، وهو المنافس الأقوى والأكثر عدوانية لسينالوا.
وتوسعت المجموعة بسرعة في جميع أنحاء المكسيك وأصبحت الآن واحدة من أكثر مجموعات الجريمة المنظمة هيمنة في البلاد. ويُعتقد أن قيمة أصولها تزيد عن 20 مليار دولار.
ويقود الكارتل روبن أوسيغيرا، المعروف باسم “إل مينشو”، وهو ضابط شرطة سابق والمطلوب رقم واحد في المكسيك. وتبلغ قيمة المكافأة المرصودة للمساعدة في القبض عليه 10 مليون دولار.
ويعد كارتل خاليسكو أحد الموزعين الرئيسيين للمخدرات المصنعة في القارة، وفقا للحكومة الأمريكية. كما أن هذا الكارتل لاعب رئيسي في سوق الأمفيتامين غير القانوني في الولايات المتحدة وأوروبا ويعتقد أيضا أن له صلات بسوق المخدرات في آسيا.
ولقد بات هذا الكارتل أكثر قوة في السنوات الأخيرة وقد ساعد على صعوده استخدامه للعنف الشديد.
وتقول مؤسسة ستراتفور للتحليل الجيوسياسي التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها: “يظل هذا الكارتل الأكثر عدوانية في المكسيك، وتعد جهوده لتوسيع منطقة سيطرته مسؤولة إلى حد كبير عن موجة العنف المستمرة التي تعصف بتيجوانا وخواريز وغواناخواتو ومكسيكو سيتي”.
وفي الواقع، اكتسب الكارتل سمعة سيئة بسبب سلسلة من الهجمات على قوات الأمن والمسؤولين الحكوميين.
وقد أسقطت هذه العصابة مروحية عسكرية بقذيفة صاروخية، وقتلت العشرات من مسؤولي الدولة، كما عُرف عنها تعليق جثث ضحاياها من الجسور لترهيب منافسيها.
ووفقا للخبراء في المنطقة، فإن هذا الكارتل بصدد المزيد من التوسع.
كارتل الخليج
ينشط هذا الكارتل في شمال شرقي البلاد هو، ويتمركز حول ولاية تاماوليباس الحدودية.
ويعد هذا الكارتل أحد أقدم الجماعات الإجرامية في المكسيك ويمكن إرجاع جذوره إلى الثمانينيات من القرن الماضي.
وأصبح هذا الكارتل معروفا في ذلك الوقت تقريبا بتهريب الكوكايين والماريغوانا إلى الولايات المتحدة. ويُعتقد أيضا أن هذه العصابة قامت بتهريب الهيروين والأمفيتامين وعملت بشكل وثيق مع الكارتلات في كولومبيا.
وبحلول التسعينيات، ذُكر أن عمليات تهريب المخدرات التي يقوم بها كارتل الخليج تدر مليارات الدولارات كل عام. وقد حافظ الكارتل على نفوذه ونشاطه من خلال الفساد السياسي والرشوة.
وقاد الكارتل في البداية خوان غارسيا أبريغو، وهو أول زعيم مخدرات مكسيكي يتم إدراجه في قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لأكثر عشرة مطلوبين. وتم القبض عليه في عام 1996 وسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة.
وقد بنى وريثه أوسيل كارديناس غويلن الجناح العسكري للكارتل حيث قام بتجنيد عدد من جنود القوات الخاصة الفاسدين واتخذ نهجا أكثر عنفا. وسيصبح هؤلاء الجنود في نهاية المطاف مارقين ويشكلون كارتلا منافسا خاصا بهم.
وقد اعتقل كارديناس عام 2003 ويقضي حاليا 25 عاما في السجن في الولايات المتحدة. وقد قُتل شقيقه وزعيم الكارتل إيزيكيل كارديناس غويلن في تبادل لإطلاق النار مع القوات المكسيكية في عام 2010.
ثم انقسم الكارتل إلى فصائل متعددة مع قادة مختلفين، وقد أدى ذلك إلى الضعف الكارتل خاصة عندما دخل في حرب نفوذ شرسة مع ..
… كارتل لوس زيتاس
ينشط هذا الكارتل في الشمال الشرقي. تأسست هذه المجموعة على يد أعضاء فاسدين من وحدة النخبة من القوات الخاصة المكسيكية.
وكان زعيم كارتل الخليج قد استعان في التسعينيات من القرن الماضي بأكثر من 30 جنديا سابقا، لكن، كما ذكر أعلاه، انفصلوا وشكلوا الكارتل الخاص بهم في عام 2010.
ثم خاض الكارتلان مواجهات دامية ولا سيما في شمال شرق المكسيك. واشتهر عناصر كارتل زيتاس بشكل خاص بوحشيتهم، وغالبا ما كانوا يعذبون ضحاياهم ويقطعون رؤوسهم.
وبحلول عام 2012، وصل كارتل زيتاس إلى ذروة قوته حيث تم تصنيفه على أنه أكبر عصابة مخدرات في البلاد، متجاوزة منافساتها اللدودات في سينالوا، وكان يُعتقد أنهم ينشطون في أكثر من نصف الولايات المكسيكية.
واتسع نشاط الكارتل ليشمل أي نشاط إجرامي يجلب لها المال، من تهريب السجائر إلى الاتجار بالبشر.
لكن قُتل أحد قادتها في تبادل لإطلاق النار مع البحرية المكسيكية في وقت لاحق من عام 2012 ثم تم القبض على بديله ميغيل أنخيل تريفينيو موراليس، ليتولى شقيقه الأصغر عمر تريفينو موراليس زعامة الكارتل لكن تم القبض عليه أيضا في عام 2015.
وكان ذلك بمثابة بداية تراجع هذا الكارتل الذي أدى افتقاره إلى القيادة إلى انقسامه مما سمح للجماعات المتنافسة بفرض هيمنتها، وذلك وفقا لتحليل من منظمة إنسايت كرايم التي تراقب الجريمة المنظمة في الأمريكتين.
وقد فقد كارتل زيتاس الأرض مع توسع الآخرين، ولا سيما كارتل خاليسكو الذي سعى للاستيلاء على أراضي الساحل الشرقي، كما أدت الانقسامات الداخلية أيضا إلى إضعاف الجماعة لكنها تظل قوة خطرة.
[ad_2]
Source link