أعجوبة العالم الثامنة في روسيا التي اختفت بعد الحرب العالمية الثانية
[ad_1]
- إيرينا سيدونوفا
- بي بي سي
في خضم الحرب العالمية الثانية، اختفت غرفة الكهرمان المرصعة بالجواهر، التي أسرت قلوب أفراد العائلة الملكية الروسية. لكن أثرين متبقيين من غرفة الكهرمان أسهما في جهود إعادتها إلى الحياة.
طالما كان الكهرمان، المضيء والهش، يوحي بالمهابة والوقار. فقد كان الناس يتهافتون على هذه المادة الراتنجية المتحجرة، المحمية بموجب القانون “البروسي” منذ القرن الثالث عشر، لصناعة الحلي الملكية والدينية في مختلف أنحاء أوروبا الشرقية. وقد تشهد على مكانة هذه المادة وجمالها “غرفة الكهرمان”، وهي مجموعة من الألواح التي استخدمت في صناعتها ستة أطنان من الكهرمان، تغطي جدرانا مطلية بأوراق الذهب ومزينة بالفسيفساء والمرايا.
وصُممت هذه الغرفة للعائلة الملكية في بروسيا وروسيا، لكنها فقدت في خضم الحرب العالمية في ألمانيا وأعيد بناؤها في قصر سانت بطرسبورغ. ولا تزال هذه الغرفة لغزا محيرا لا تقل جاذبية عن الكهرمان نفسه.
وصُممت غرفة الكهرمان في مطلع القرن الثامن عشر لتكون غرفة مبهرة وباذخة مساحتها 16 مترا مربعا في قصر الملك فريدريك الأول، ملك بروسيا. وفي عام 1716، أهديت الغرفة للقيصر الروسي بطرس الأكبر، ونقلت إلى قصر كاثرين بالقرب من سانت بطرسبورغ. واستعين بالمهندس المعماري الإيطالي فرانشيسكو برتولوميو راستريلي، لتوسيع مساحة الغرفة، لكي تناسب غرف القصر الفسيحة.
ووضعت الألواح الأصلية، تحت إشرافه، على جدران غرفة مساحتها 55 مترا مربعا مزينة بالمزيد من الكهرمان والشمعدانات والفسيفساء والتماثيل المطلية بالذهب. وعرفت هذه الغرفة الروسية المصممة على الطراز الباروكي المفعم بالتفاصيل باسم “أعجوبة العالم الثامنة”.
ولما غزا النازيون روسيا عام 1941، شرعوا في تفكيك غرفة الكهرمان ونقلوها إلى قلعة كونيغسبرغ في بروسيا الألمانية. ويقول أناتولي فالويف، من متحف التاريخ والفنون بكالينينغراد، إن قلعة كونيغسبرغ كانت: “تضم الآثار والمقتنيات الأثرية المنهوبة التي كانت تُجمع في المدينة لنقلها لأجزاء أخرى من ألمانيا”. لكن عندما استولى الجيش الأحمر على المدينة في عام 1945، اختفت غرفة الكهرمان ولم يعثر لها على أثر.
ويرى البعض أن الغرفة ربما تكون قد دمرتها الحرائق، لكن فالويف يقول: “لم يعثر على أثر لكهرمان محترق. ويفترض البعض أن الغرفة ربما تكون نجت من القصف والحرائق وأخفيت بعيدا عن الأنظار في قبو القلعة أو نقلت إلى مكان آخر”.
لكن البحث عن غرفة الكهرمان الأخاذة لم يتوقف. وفي عام 1946، ضمت روسيا أراضي كونينغسبرغ وغيرت اسمها إلى كالينينغراد. وباءت عمليتان موسعتان للبحث عن الغرفة بالفشل. وواصل الخبراء السوفييت البحث عن الغرفة في مئات المواقع حول المدينة وبين أطلال القلعة. وفي العقد الأول من الألفية الثالثة، استعانت فرق البحث بمعدات أكثر تطورا وعثروا على أعمال فنية وجواهر مخبأة في جزء متوار عن الأنظار في قبو القلعة، لكنهم لم يعثروا على أثر لغرفة الكهرمان.
وتشير تاتيانا سوفوروفا، من متحف الكهرمان الإقليمي بكالينينغراد، إلى أن غرفة الكهرمان، حتى لو عُثر عليها، لن تكون كسابق عهدها. وتقول: “إن الكهرمان مادة معقدة، فهي هشة نسبيا وتتغير مع مرور الوقت”، مضيفة أن “العثور على الغرفة سيكون مصدر سعادة بالغة، لكونه أثرا تاريخيا لا لكونه عملا فنيا. ولأن هذه الأعمال الفنية المصنوعة من مادة هشة ينبغي التعامل معها بحذر شديد، فهي تتطلب بيئة خاصة مثل بيئة المتحف”.
وبعد أن تلاشى الأمل في العثور على غرفة الكهرمان، طرأت فكرة جديدة. ففي عام 1979، شرع الاتحاد السوفيتي السابق في إعادة بناء الغرفة مسترشدا بصندوق يضم بعض الآثار المتبقية من الغرفة، و86 صورة بالأبيض والأسود التقطت للغرفة قبل الحرب العالمية الثانية.
واستغرقت عملية إعادة بناء وتركيب الغرفة 23 عاما. وتعرض الآن غرفة الكهرمان الجديدة في قصر كاثرين بمتحف وموقع تسارسكوي سيلو الأثري في سانت بطرسبورغ. وتعيد هذه الغرفة التي تضيء جدرانها باللونين البرتقالي والذهبي، لهذه المادة الراتنجية المتحجرة تألقها وبهاءها القديم.
[ad_2]
Source link