مسلسل “الملك”: هل يجب على الدراما التاريخية أن تلتزم بتفاصيل المرحلة التي تعرض لها؟
[ad_1]
رغم إعلان الشركة المتحدة،للخدمات الإعلامية في مصر، قرارها بوقف مسلسل” الملك”، الذي كان من المقرر أن يبث خلال شهر رمضان القادم، وتشكيل لجنة عاجلة من المتخصصين، في التاريخ والآثار وعلوم الاجتماع، لمراجعته كاملا بعد الانتقادات التي وجهت إليه فإن الجدل بشأنه لم ينته بعد.
وفتح الجدل بشأن المسلسل، بابا لنقاش حول ما إذا كان لزاما على من يتصدون لإنتاج أعمال فنية تاريخية، الإلتزام بصورة كاملة، بأزياء ووقائع المرحلة التي يتناولونها، أم أن بامكانهم التحرر من كل تلك التفاصيل، على اعتبار أنهم يقدمون عملا دراميا، وليس سردا مملا لأحداث التاريخ.
ويستند المسلسل إلى رواية الكاتب الكبير، الراحل نجيب محفوظ “كفاح طيبة”، والتي تروي قصة نجاح الملك المصري أحمس، في طرد الغزاة الهكسوس من مصر، وقد تفجر الجدل بشأنه، بعد عرض شريط الفيديو الترويجي له، حيث تعرض لانتقادات واسعة، لما وصفه مختصون بالتاريخ ومواطنون عاديون، بالأخطاء الفادحة في شكل الممثلين وأزيائهم، والتي تبدو غير متسقة مع تلك المرحلة.
وانصب الانتقاد على صورة الملك أحمس، كما يجسدها الفنان المصري عمرو يوسف، ببشرته البيضاء وعينيه الخضراوين، وكذلك بلحيته وشعره، في حين يقول دارسون للتاريخ المصري القديم، إن الثابت تاريخيا، هو أن الملك أحمس، كان من أهل “طيبة” جنوب مصر، وأنه كان أسمر البشرة، كما أن الثابت أيضا هو أن ملوك المصريين القدماء، كانوا حليقي الرؤوس واللحى، تماما إذ كانوا يرون أن الشعر يعد نوعا من القذارة، وهو ما يبرر استخدامهم والكلام لدارسي التاريخ للحى وشعر رأس مستعار.
وبجانب ماطال تجسيد شخصية الملك أحمس من انتقادات، فإن الانتقاد أيضا طال زي واحدة من ممثلات العمل، وهي الفنانة ريم مصطفى، التي تؤدي في المسلسل، دور إبنة ملك الهكسوس، والتي ظهرت في الفيديو الترويجي، وهي ترتدي عباءة سوداء، وتضع غطاء رأس أسود على شعرها المصبوغ بالأصفر، فيما يراه دارسون للتاريخ أيضا مخالفا لما كان سائدا في تلك المرحلة.
التاريخ والدراما
ربما حسم وقف تصوير مسلسل الملك أحمس، الجدل بشأن ماقيل عن أخطاء تاريخية فادحة به، إلا الجدل انفتح على نقاش آخر بين المختصين بالتاريخ، وبين منتجي الأعمال الدرامية، حول هل يتعين على من يتصدون لإنتاج أعمال درامية تاريخية، أن يلتزموا بدقة، بتفاصيل الحياة، في المرحلة التي تتناولها أعمالهم، بما في ذلك الصورة العامة للمجتمع، في تلك المرحلة الزمنية، وكيف كان لباس الناس وهيأتهم، أم أنهم بامكانهم أن يتغاضوا عن ذلك، على اعتبار أنهم يقدمون عملا دراميا فيه نوع من الحرية الإبداعية، وأنهم إذا ماسردوا التاريخ كما هو، فإن العمل الفني سيكون خاليا من التشويق.
أما المختصون بالتاريخ فقد اتفقوا جميعا، خلال الجدل الذي دار بشأن مسلسل الملك أحمس، على ضرورة احترام كل تفاصيل المرحلة التاريخية، التي يتناولها العمل الدرامي، وأشاروا إلى أن ذلك يمنح العمل مزيدا من المصداقية، ويزيد من تأثيره، كما أعربوا عن خشيتهم من أن يؤدي التهاون في الإلتزام بتفاصيل المرحلة التاريخية، إلى إحداث تشويش وتشويه في نفس الوقت للتاريخ، لأن الصورة التي ترسمها الدراما هي التي تعلق بذهن الجمهور.
وفي معرض الجدل الذي دار، حول مسلسل الملك أحمس، قال عالم الآثار المصري، الدكتور زاهي حواس في مقابلة مع قناة تليفزيونية محلية، إن القصة لا يشترط أن تكون مطابقة للتاريخ، لأن العمل في النهاية درامي، لكن يُفضل أن تكون البيئة الفرعونية سليمة، قائلا: “اللبس ده غلط ما ينفعش.. أنا شوفت نموذج بشع.. شكل عمرو يوسف بالدقن والشنب بصراحة ده واحد مالوش صلة بالفراعنة إطلاقا”.
على الجانب الآخر يرى معظم الفريق، الذي يعمل ضمن مسلسل الملك أحمس، أنه ينتج عملا دراميا، ولايقدم سردا تاريخيا، وقد عبر أحمد السنوسي، المشرف على الجانب التاريخي للمسلسل، عن ذلك بقوله عبر منشور على الفيسبوك، إن العمل الدرامي لا يمكن أن يحاكى التاريخ، مشيرا إلى أن الهدف من مسلسل الملك، هو إبراز شخصية نسيها المجتمع، وهو شخصية القائد المحارب أحمس، وتأسيس جيش مصري خالص في وقت لم يكن لمصر جيش منظم، لتعرف الأجيال البطولات المصرية العسكرية.
وتشغل قضية العلاقة بين التاريخ والدراما، العديد من المثقفين في المنطقة العربية، منذ وقت طويل إذ أكدت عدة نقاشات سابقة، على حق المبدع، في أن يعرض أحداث التاريخ بصورة مشوقة، في عمل درامي، لكن دون أن يتعرض بالتغيير أو التعديل في أحداث تاريخية مؤكدة، لأن ذلك وفق مثقفين، يؤدي إلى تشويه أحداث وشخصيات تاريخية، وهو تشويه يعلق بذهن المشاهد البسيط، الذي ربما لم يقرأ أحداث التاريخ الأصلية.
هل يجب أن يلتزم منتجو الدراما التاريخية حرفيا بتفاصيل المرحلة التي يتناولونها؟
كيف ترون ما يقوله دارسو التاريخ من أن التغاضي عن التفاصيل الدقيقة يؤدي إلى تشويه التاريخ؟
وهل يمكن أن يكون ما يقوله الفنانون ومنتجو الدراما من أنهم يقدمون عملا دراميا وليس سردا تاريخيا مبررا للتجاوز عن التفصيلات الدقيقة؟
كيف تقيمون القرار بوقف تصوير مسلسل ” الملك” في مصر؟
وهل ترون أن ذلك يمثل إهدارا للجهد والمال؟
ولماذا لم يتم التنبه للأخطاء التي جرى الحديث عنها قبل البدء بتصوير العمل؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 7 نيسان/ إبريل.
خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/hewarbbc
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link