كيف يؤثر مقتل الورفلي على المشهد السياسي في ليبيا؟
[ad_1]
أثار حادث اغتيال المقدم محمود الورفلي، أحد أبرز قيادات قوات الصاعقة التابعة للقائد العسكري الليبي خليفة حفتر، في مدينة بنغازي جدلا واسعا في لبيبا.
وسبق أن شارك الورفلي في المعارك التي خاضتها قوات حفتر لاستعادة السيطرة على بنغازي، لتصبح معقلا له ولمليشياته، لكن ذلك لم يحل دون قتله فيها على الرغم من الإجراءات الأمنية التي دائما ما كان يتخذها خلال تنقله داخل المدينة.
وكان الورفلي أحد ضباط وحدة النخبة في جيش القذافي، وبعد اندلاع الثورة الليبية عام 2011 انشقت الوحدة، المكونة من 5000 جندي، عن الجيش، وانضمت إلى جيش حفتر، ليصبح الورفلي قائدا لقوات الصاعقة فيه.
قتل الورفلي في ظروف غامضة، حيث اغتيل في وضح النهار بطلقات نارية في رأسه داخل سيارته المصفحة هو ومرافقه الشخصي في أحد أحياء بنغازي، ولا تزال الجهات الأمنية تحقق في الحادث.
وشددت سلطات شرق ليبيا الإجراءات الأمنية في بنغازي بعد تسجيل سلسلة من عمليات القتل في المدينة، حيث اكتشفت عشرات الجثث المخترقة بالرصاص في 18 مارس/ آذار بعد أيام قليلة من اغتيال الورفلي.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في بنغازي، العميد عبد الباسط احميدة بوغريس، خلال مؤتمر صحفي: “حسب تعليمات المشير خليفة حفتر.. أجبرنا جميع المحلات على تركيب كاميرات مراقبة وآخر مهلة لذلك هو الإثنين”.
وأضاف بوغريس أنه بات أيضا “ممنوعا منعا باتا” تجول المركبات من دون لوحات تسجيل وبنوافذ معتمة.
مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة توقيف بحق الورفلي عام 2017 بتهمة ارتكاب جرائم حرب والضلوع في عمليات إعدام جماعي خارج القانون.
ويتهم الورفلي بإعدام أكثر من 30 شخصا أثناء المواجهات بين قوات حفتر وجماعات مسلحة في بنغازي قبل نحو خمس سنوات.
كما أصدر الإنتربول الدولي مذكرة اعتقال بحق الورفلي عام 2018، وهو الذي اشتهر بتباهيه بقتل المعتقلين العزل بشكل وحشي وتصوير عمليات القتل في استعراض شبهه البعض بالإعدامات التي ينفذها تنظيم “داعش”.
ورفض المتحدث باسم الجيش الوطني “التابع لحفتر” تسليم الورفلي إلى محكمة الجنايات الدولية متحججا بـ” نزاهة وصرامة نظام العدالة الليبي”.
وكان الورفلي قد سلم نفسه للجيش بعد أن قام بإعدام 10 أشخاص عام 2018 إنتقاما لتفجير سيارتين مفخختين في بنغازي، لكن الجبش أطلق سراحه بعد أيام.
وقاد الورفلي عمليات تمثيل بجثث الموتى لبعض معارضيه، كما هاجم المدنيين وقام بتخريب الممتلكات العامة التي يعود بعضها لأناس خارج البلاد مهددا إياهم بالموت إن عادوا إلى ليبيا.
يأتي مقتل الورفلي بعد أسبوعين من نيل الحكومة الانتقالية بقيادة عبدالحميد الدبيبة، التي انتخبها ملتقى الحوار السياسي، الذي شارك فيه حفتر، برعاية الأمم المتحدة في فبراير/شباط الماضي، ثقة البرلمان الليبي.
ويرى مراقبون أن الورفلي أصبح عبأ على حفتر خصوصا بعد فشل الأخير في معاركه في ليبيا، وانخراطه في تسوية سياسية بإشرف الأمم المتحدة بعد تخلي الداعمين الرئيسيين له، مصر والإمارات، عنه. فوقوع الورفلي في يد المحكمة الجنائية الدولية قد يؤدي إلى كشف حقائق عديدة لا يرغب حفتر في إطلاع الرأي العام الدولي عليها.
أضف إلى ذلك، الضغوط التي تعرض لها حفتر من وسائل إعلام وناشطين وشيوخ قبائل شرق ليبيا، وحتى من مسلحين تابعين لمليشياته، بسبب الانفلات الأمني الحاصل في بنغازي وشرق ليبيا، والذي كان الورفلي أحد من طالتهم أصابع الإتهام بالمسؤولية عن هذا الإنفلات.
بات حفتر في وضع حرج على المستويين الداخلي والخارجي، فهو مهدد بالخروج من المشهد السياسي في البلاد، كما أن المجتمع الدولي يرفع في وجهه عصا العقوبات، إذا ما خرج عن السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة، التي تسلمت مهامها في 16 مارس/ آذار الجاري.
وحسب ما أوردت وكالة “فرانس برس”، أشار رئيس النيابة العسكرية العقيد علي ماضي إلى الاشتباه بشخصين في مقتل الورفلي، هما محمد عبد الجليل سعد وحنين إدريس العبدلي، ابنة المحامية حنان البرعصي التي قتلت في بنغازي في نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويميل بعض أنصار حفتر إلى اتهام عناصر من “مجلس شورى ثوار بنغازي” باغتيال الورفلي على اعتبار أنه خاض ضدهم معارك عديدة في بنغازي، وقام بتصفية 43 شخصا من أعضاء المجلس بين عامي 2016 و 2018.
لكن هناك من المحللين المتابعين للشأن الليبي، مثل الباحث الليبي الدكتور محمد فؤاد، من يقول أن المعطيات على أرض الواقع تشير إلى ان المستفيد الأول من اغتيال الورفلي هو المشير حفتر، خصوصا بعد انتشار مقاطع فيديو تظهر الورفلي ” المقرب منه” يعدم مدنيين ويعتدي على ممتلكات المواطنين، والتي كان بعضها أدلة في توقيفه من قبل محكمة الجنايات الدولية.
ويشير البعض بأصابع الاتهام نحو أبناء حفتر والمقربين منهم، على اعتبار أنهم أول المستفيدين من قتل الورفلي، لتحميله – ميتا – معظم أو جميع جرائم الاغتيال التي وقعت في بنغازي.
برأيكم كيف سيؤثر مقتل الورفلي على المشهد السياسي في ليبيا؟
من المستفيد من إغتياله؟
هل كان مقتله جزء من صفقه محلية أو إقليمية؟
هل سيؤدي مقتله إلى توقف عمليات القتل والاغتيالات في ليبيا؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 29 آذار/مارس .
خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانهاhttps://www.facebook.com/hewarbbc
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
[ad_2]
Source link