فيروس كورونا: “شقيقتي الممرضة طلبت مني وهي تحتضر أن أواصل مهمتها”
[ad_1]
- ريبيكا وودز
- بي بي سي نيوز – ويست ميدلاندز
كانت الممرضة أريما نسرين، واحدة من أصغر العاملات في المجال الصحي في بريطانيا من بين من فقدوا حياتهم جراء الإصابة بمرض كوفيد 19 في بداية انتشار الوباء العام الماضي.
والآن، بعد مرور عام على وفاتها تقريباً، تحكي شقيقتها عن كلمات أريما الأخيرة التي غيرت مجرى حياتها.
كانت المرة الأخيرة التي رأت فيها قسيمة، شقيقتها على قيد الحياة، هي أثناء استعدادها للذهاب إلى غرفة العناية المركزة حيث أجهزة التنفس الصناعي، في المستشفى الذي كانت الأختان تعملان فيه.
وتتذكر قسيمة اللحظة التي اختفت فيها أختها أريما، البالغة من العمر 36 عاماً، أمام نظرها، خلف الأبواب المزدوجة قائلة: “لوحت لي بيدها وقالت لي أحبك”.
لكن كانت لدى أريما، رسالة أخيرة، طلبت من زميلة لها في المستشفى إيصالها إلى أختها قبل لحظات من تخديرها. “قالت لزميلتها، تأكدي من أن شقيقتي ستعمل بجد، أريدها أن تسير على خطاي… كان هذا آخر ما قالته” كما تضيف قسيمة بأسى.
لم تنفصل الشقيقتان اللتان ولدتا في ويست ميدلاندز بإنجلترا، عن بعضهما البعض إلى جانب شقيقتهما الصغرى آش، طوال حياتهما.
كانت أريما تكبر قسيمة بثلاث سنوات فقط، لكنها كانت “بمثابة الأم” بالنسبة للشقيقتين الصغيرتين.
وتقول: “كانت أمي تعلم أنه بإمكانها السفر إلى أي مكان خارج بريطانيا، لأنها كانت تدرك أن أريما ستكون قادرة على الاعتناء بنا جميعاً”.
كانت كل واحدة منهما تعكس حياة الأخرى، فقد سافرت الشقيقتان معاً إلى باكستان عندما كانتا لا تزالان في سن المراهقة، لأن والديهما أرادا تزويجهما هناك.
وجرت حفلة زفافهما في ليلة واحدة ومن شقيقين، وعاشوا جميعاً معاً مدة ستة أشهر.
وتقول قسيمة: “لقد كبرنا بسرعة، وأنجبنا أطفالاً بعد فترة قصيرة”. حتى أن موعد إنجاب طفليهما الأخيرين كان في نفس التاريخ. وكلاهما كانت حريصة جدا في عملها.
عندما بدأت أريما في عمر الـ 19 عملها في المستشفى كعاملة في عام 2003، في مانور، الحي الذي كانت تعيش فيه، حذت شقيقتها الصغرى حذوها وسارعت إلى العمل مثلها.
لكن الشقيقة الكبرى كانت دائماً تحلم بأن تصبح ممرضة. وبالفعل التحقت بالجامعة بمساعدة زوجها فاضل تحسين، لتصبح أول من يكمل دراسته في العائلة.
وفي عام 2019 ، أصبحت ممرضة في المستشفى الذي كان بمثابة “بيتها الثاني”.
تقول قسيمة: “كان ذلك حلم طفولتها”، مشيدة بصهرها الذي ساعد شقيقتها في تحقيق حلمها.
وتضيف:”إنه ليس بالأمر السهل بالنسبة لفتاة آسيوية متزوجة من شخص قادم من بلد آخر، أن تكمل دراستها بعد الزواج، لكنه ساعدها ووقف إلى جانبها حتى النهاية، وقال لها: يمكنك القيام بما ترغبين”.
كانت مهنة التمريض تناسب شخصية أريما الحنونة وقلبها الدافئ.
وتتذكر شقيقتها “كيف كان لرعايتها للناس صدى كبير .. وغالباً ما كانت ترسل الأموال إلى باكستان لمساعدة الآخرين”.
وتضيف: “إذا احتاج أحدهم إلى ذرة مساعدة، تقدم له قنطاراً منها .. لقد تبرعت بأموال لأسرة تحتاج مساعدة من أجل السفر إلى مكة وأداء فريضة الحج، ولم تكتفِ بذلك بل سافرت معهم”.
فليس من المستغرب أن تكون أريما تلك الشخصية المشهورة والمعروفة في قسم العناية المشددة.
كانت قد بدأت بالعمل في ذلك القسم قبل ثلاثة أشهر عندما بدأت تشكو من آلام في ظهرها. اعتقدت عائلتها أنه كان مجرد إجهاد وإرهاق بعد أن انتقلت إلى مسكن آخر.
وتقول قسيمة: “لم تكن مريضة قط، عندما قالت إنها تشعر بالتعب والخمول، اعتقدنا أنها أجهدت نفسها كثيراً في العمل، لكن في النهاية بدأت تسعل كثيراً”.
كان ذلك في مارس/آذار 2020 ولم يكن يُعرف الكثير بعد عن أعراض كوفيد 19.
لكن أريما واصلت عملها ظناً منها أنها مصابة بوعكة صحية مؤقتة وستزول قريباً.
تتذكر شقيقتها: “كان التغير الأخير في حالتها هو الأسوأ على الإطلاق، طلبنا منها البقاء في المنزل لكنها لم تشأ ترك عملها، كانت تلهث لالتقاط أنفاسها”.
“ماتت بين ذراعي زوجها“
عندما استمرت حالتها في التدهور، اتصلت عائلتها بالإسعاف. وبعد يومين، ظهرت نتيجة إصابتها بكورونا إيجابية، وتأكدت العائلة من شكوكها وثبتت مخاوفهم.
وتقول: “أرسلت لي رسالة نصية تقول فيها أنها مصابة بكوفيد 19، مرفقة برموز تعبيرية حزينة”.
ظلت أريما مريضة في المستشفى، وبعد بضعة أيام، وصلتني منها رسالة أخرى قالت فيها: “رئتاي ممتلئتان به” وإنها نُقلت إلى العناية المركزة.
توجهت قسيمة على الفور إلى المستشفى الذي لا يبعد كثيراً عن منزلها، وتقول:”لقد تعثرت وسقطت أرضاً لكنني واصلت الجري إلى المستشفى”.
جلست الشقيقتان معاً حتى تم تركيب جهاز التنفس الصناعي لشقيقتها أريما.
في البداية بدا الأمر كما لو أنها كانت تتحسن. ولكن كما أثبت الوباء، يمكن لفيروس كورونا أن يتطور في أجسام المصابين به على مراحل، وتدهورت حالة أريما تماماً.
وبعد ذلك “تلقيت مكالمة هاتفية، قالوا لي “نحن آسفون جداً”، سألتهم ماذا تحاولون إخباري؟ أأختي تحتضر؟”
“ماتت شقيقتي بين ذراعي زوجها”، لكن قسيمة لم تتفاجأ بكلمات أختها الأخيرة.
“علمت أنها ستقول ذلك على الفور، فقد كانت أريما من النوع الذي يولي الأهمية للآخرين ويفكر بهم قبل نفسه”.
كانت الأختان قد ناقشتا مراراً طموح الشقيقة الصغرى في اتباع نفس المسار الوظيفي لأريما، ولكن لم تكن قسيمة قد حصلت على شهادة الثانوية العامة، لذلك، كانت تعتقد أنه لا أمل في أن تصبح ممرضة مثل شقيقتها.
“كنت أقول لها، لا يمكنني فعل ذلك، فأنا لست ذكية بما فيه الكفاية.. لكنها كانت تجيبيني: تستطيعين. وظلت تقول لي باستمرار، ثقي بما أقول، يمكنك تحقيق طموحك”.
لا تزال كلماتها عالقة في ذهن قسيمة منذ ذلك الحين.
وعلى الرغم من أن الألم الناجم عن فقدان شقيقتها أتعبها نفسياً وعقلياً، إلا أنها وجدت القوة في أن تصبح موظفة مساعدة في مجال الرعاية الصحية وفي نفس الجناح الذي عملت فيه أريما قبل وفاتها.
وفي هذا الأسبوع، بدأت تدريباً مهنياً سيمهد لها الطريق للحصول على شهادة تمريض.
وقالت: “لدي الآن حقيبة أقلام رصاص وآلة حاسبة، كنت متحمسة لشراء هذه الأدوات، تماماً كأي تلميذة”.
كان العمل في قسم العناية المشددة بالنسبة لها حافزاً مشجعاً، وخاصة مع صور شقيقتها أريما المعلقة على جدران المستشفى تكريماً لها، فروحها حاضرة هناك، على الأقل من خلال ذكريات زميلاتها المقربات.
وتم إعداد منحة دراسية باسمها لتمويل الطلاب الذين يرغبون في دراسة التمريض ويحلمون بوظيفة في مجال الرعاية الصحية لكنهم غير قادرين على تحمل تكاليفها.
وسيتم الإعلان عن أول طالب يستلم هذه المنحة قريباً.
وتحتم قسيمة: “ميراث أريما سيستمر، كانت دوماً ترغب بأن تصبح ممرضة، وكنا جميعاً فخورين بها، أتمنى أن تكون مصدر إلهام لكثيرين ممن يعتقدون أنهم غير قادرين على تحقيق أهدافهم، لأنهم في الواقع قادرون على تحقيق ذلك”.
[ad_2]
Source link