الرفاعي ميزانية الكويت تعاني من | جريدة الأنباء

باهي أحمد

قال الرئيس التنفيذي لمركز «كوروم» للدراسات الاستراتيجية والأبحاث الاقتصادية طارق الرفاعي، في تصريح خاص لـ«الأنباء»، إن الحكومة الكويتية تمر بأزمة مالية تعد الأسوأ لها منذ سنوات، حيث يعتقد معظم الاقتصاديين أن هذه الأزمة كانت نتيجة انهيار أسعار النفط وهذا خطأ شائع على الرغم من أن انهيار النفط قد تسبب في اندلاع الأزمة، إلا أن الحقيقة هي أن الحكومة كانت تتجه نحو أزمة مالية لفترة طويلة وذلك بسبب الميزانية المتضخمة المليئة بالإنفاق الاجتماعي والمشاريع غير الفعالة.

وأضاف الرفاعي أن هناك القليل من الاستثمار في الميزانية، حيث لا توجد رؤية طويلة المدى لدى الحكومة للتعامل مع الوضع الاقتصادي الراهن، وهذا هو أحد الأسباب التي دفعت وكالات التصنيف الدولية إلى خفض التصنيف السيادي للكويت هذا العام، مشيرا إلى أن وكالات التصنيف تقول إن الكويت بحاجة إلى مزيد من الشفافية وإعادة هيكلة اقتصادها مثل دول التعاون الخليج الأخرى لإعادة تنشيط النمو.

وأشار إلى أنه إذا نظرت إلى النمو الاقتصادي في الكويت منذ عام 2000، فقد كان ينمو دون متوسطه التاريخي، وليس بسبب أسعار النفط (فقد وصل سعر النفط إلى 142 دولارا للبرميل في 2008 وكان يتداول فوق 100 دولار للبرميل من 2011 إلى 2014)، إلا أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد لم يرتفع وفقا لذلك.

ولفت الى أنه لا يتوقع أن يصل سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل في أي وقت قريب، وربما لن يصل هذا العقد الا في حالة واحدة وهي حدوث أي حدث جيوسياسي كبير، بل من المرجح أن ينخفض النفط إلى مستوى أدنى مع استمرار الآثار الاقتصادية العالمية لجائحة فيروس كورونا حتى 2021، موضحا أنه يجب على الحكومة أن تكون واقعية وتعد ميزانية مع توقع انخفاض أسعار النفط لعدة سنوات، وهو ما يعني أن الإنفاق الحكومي يحتاج إلى إعادة هيكلة بالكامل.